مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محكمة الاستئناف تؤكد ادانة لولا بتهمة الفساد لكنها لم تلغ ترشيحه

الرئيس البرازيلي الأسبق لولا دا سيلفا يخاطب مؤيديه خلال تجمع في ساو باولو، في 24 كانون الثاني/يناير 2018. afp_tickers

الحقت محكمة الاستئناف التي اكدت ادانة لولا دا سيلفا بتهمة الفساد، ضررا كبيرا بفرص الرئيس البرازيلي الأسبق للترشح الى الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول/اكتوبر، بدون ان توجه ضربة قاضية الى امكانية ترشحه.

وادى حكم محكمة بورتو أليغري (جنوب) الى وضع غير مسبوق من الشكوك في البرازيل، حيث يمكن اعلان الاوفر حظا في استطلاعات الرأي غير مؤهل لانتخابه، لكن قبل فترة قصيرة جدا من الانتخابات.

وفي قرار كان متوقعا، اعتبر القضاة الثلاثة الاربعاء ان لولا دا سيلفا متهم بعدم التحرك لمواجهة الفساد وبتبييض اموال لانه حصل على منزل من ثلاثة طوابق تبلغ مساحته 300 متر مربع، ويؤكد انه لم يتسلم مفاتيحه.

وبلهجة استفزازية، قال لولا دا سيلفا بعد الحكم الذي يرفع مدة عقوبة السجن الصادرة عليه الى اكثر من 12 عاما “الآن اريد أن أكون مرشحا للرئاسة”.

لكن المحللين في مركز “كابيتال ايكونوميكس” يقولون ان “الحكم بالاجماع الذي اصدره القضاة قلص عدد امكانيات الطعن المتاحة للولا دا سيلفا”.

وسيشكل هذا القرار محور خلاف كبير بين مؤيدي لولا دا سيلفا ومعارضيه الذين تظاهروا في بورتو أليغري، وفي ساو باولو خصوصا الاربعاء.

فقد تحدث المؤيدون عن مؤامرة سياسية واتهموا القضاء بأنه تسرع كثيرا في الاجراءات ضد رمز اليسار بناء على أدلة هزيلة جدا متأتية من وشاية.

ويعتبر المعارضون ان لولا دا سيلفا وحزب العمال الذي يترأسه، على غرار كل الأحزاب السياسية في البرازيل منذ عقود، غارقان في الفساد وأنه يستحق السجن. ويواجه لولا دا سيلفا ست دعاوى أخرى يرتبط معظمها بقضايا فساد.

وقد قال لياندرو بولسين أحد القضاة الثلاثة في بورتو أليغري، لوكالة فرانس برس إن “الشقة المؤلفة من ثلاث طبقات ليست الأخطر”.

وتنجم عن خسارة لولا دعوى الاستئناف عواقب خطيرة على صعيد الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتشكل بداية لمعركة قانونية طويلة على الأرجح وقاسية قبل اقل من تسعة اشهر على الانتخابات في أكبر بلدان أميركا اللاتينية.

وقال فرناندو شولر من “معهد اينسبر” ان “هذا وضع غير مسبوق في البرازيل”. واضاف ان “لولا دا سيلفا هو الأوفر حظا في الانتخابات، وترشيحه يواجه شكوكا كبيرة. الوضع مأساوي للديموقراطية”.

– احتمال بنسبة 30% –

وذكرت “كابيتال ايكونوميكس” ان قرار القضاة “يعقد مسيرة لولا دا سيلفا نحو الانتخابات الرئاسية، لكنه لا يوقفها”. واضافت ان “هناك احتمالا بنسبة حوالى 30% ان يتمكن من الترشح للمشاركة في هذا السباق”.

وهذا هو ايضا الاحتمال الذي يطرحه محللو مؤسسة “اوراسيا غروب” حول امكانية انتخاب لولا دا سيلفا. وكتبوا ان “رهانه الرئاسي لم يدفن (…) وان كانت النتيجة هي الأسوأ للولا دا سيلفا”. واضافوا “لهذا السبب، لا نرى ان فرصه في المنافسة تقل عن 30%”.

وسيتمكن محاموه من رفع المسألة الى هيئات عليا، حتى المحكمة العليا.

لكن كلما سارع القضاء الجنائي والانتخابي في البت في القضية، ازدادت مخاطر نزع اهلية لولا. ويتعين على المرشحين ان يعلنوا ترشيحاتهم قبل آب/اغسطس، وليس من مصلحة لولا دا سيلفا ان يسرع القضاء في إنهاء هذا الملف.

ويفيد آخر استطلاعات الرأي ان اكثر من ثلث البرازيليين مستعدون للتصويت في تشرين الأول/اكتوبر لمصلحة لولا دا سيلفا الذي يتفوق بنسبة 17% على المرشح الذي يليه، النائب اليميني المتطرف خايير بولسونارو.

ولم يترشح الرئيس المحافظ ميشال تامر الذي هز ولايته تعاقب الفضائح، ولا يفرض اي مرشح نفسه على المسرح السياسي.

وهذا الوضع في بلد يشعر فيه السكان بخيبة امل، وحتى باشمئزاز من السياسة، قد يمهد الطريق واسعا لترشيح لولا دا سيلفا لولاية ثالثة.

وقال توماس فافورو من مركز “كونترول ريسكز” ان “لولا دا سيلفا سيبقى على الارجح في الحملة ايا تكن نتيجة المعركة القانونية”. واضاف “سيواصل رفع دعاوى الاستئناف حتى استنفاد كل الامكانات” المتاحة.

وقال ان من مصلحة حزب العمال “الاستمرار بالتشكيك في القرارات القضائية” لتقديمه “كضحية محاكمة دوافعها سياسية”.

وسيتظاهر مؤيدوه في الشوارع “وثمة خطر ملموس بحصول مواجهات عنيفة مع قوى الأمن”.

لكن حزب العمال خسر بريق سنوات لولا (2003-2010) وبات “نمرا من ورق” و”حزب اقلية في الكونغرس”، كما قال فرناندو شولر.

وخلص شولر الى القول ان “اقصى ما يمكن ان يفعله (الحزب) هو التمكن من اغلاق بعض الطرق”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية