مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مدريد تحدد مهلة لقادة كاتالونيا لتوضيح الموقف من اعلان الاستقلال

رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي يخاطب البرلمان في مدريد الاربعاء 11 تشرين الاول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أمهلت مدريد الاربعاء الرئيس الانفصالي كارليس بوتشيمون حتى الاسبوع المقبل لتوضيح موقفه من مسألة الاعلان عن الاستقلال محذرة من انها ستفرض سيطرتها المباشرة على كاتالونيا اذا أصر الاقليم على الانفصال.

وقال رئيس الحكومة ماريانو راخوي انه يمهل بوتشيمون حتى يوم الاثنين الساعة العاشرة صباحا (08,00 ت غ) “لتوضيح” موقفه ما اذا كان يريد فعلا الاستقلال.

واضاف “من المهم جدا للسيد بوتشيمون ان يوضح لجميع الاسبان ما اذا كان اعلن الاستقلال أمس أم لا”.

واذا ما أصر الزعيم الانفصالي، او لم يُجب، تمهله الحكومة مهلة اضافية تنتهي الخميس 19 تشرين الاول/اكتوبر عند الساعة العاشرة لاعادة التفكير، قبل تفعيل المادة 155 من الدستور التي تجيز لمدريد فرض سيطرة مباشرة على مناطقها التي تتمتع بحكم ذاتي.

وعقد راخوي اجتماعا طارئا للحكومة بعدما اعلن رئيس كاتالونيا الانفصالي كارليس بوتشيمون مساء الثلاثاء انه قبل تفويض الشعب بان تصبح منطقته “جمهورية مستقلة” بموجب نتيجة الاستفتاء الذي جرى في كاتالونيا في الاول من تشرين الاول/اكتوبر.

وهذه الأزمة هي الأكثر خطورة التي تواجهها اسبانيا منذ عودتها إلى الديموقراطية قبل اربعة عقود، كما أنها أضرت بثقة عالم الاعمال بها.

ويراقب قادة العالم عن كثب لمعرفة مصير الاقليم البالغ عدد سكانه 7,5 مليون نسمة، فيما اجواء عدم اليقين أضرت بثقة قطاع الاعمال. وقد نقلت العديد من الشركات المدرجة في البورصة مقراتها الرسمية الى مدريد.

– مدريد ترفض الوساطة –

رغم اعلان بوتشيمون قبول تفويض الشعب في سبيل الاستقلال طلب فورا من النواب المحليين تعليق مفاعيل الاعلان لكي يفسح في المجال امام التفاوض مع الحكومة المركزية.

وقال راخوي انه لن يفاوض على شيء قبل ان يتخلى الانفصاليون عن مسعى الاستقلال ورفض الدعوات للوساطة في الازمة.

وقال امام البرلمان الاربعاء “ليس هناك وساطة ممكنة بين القانون الديموقراطي والعصيان، واللاشرعية”.

ورفض خطة الاستقلال التي ينادي بها بوتشيمون بوصفها “قصة خيالية”. وقال “ليست سلمية، ليست حرة، لن تعترف بها اوروبا والان الجميع يعرف انه سيكون لها تداعيات”.

وكان راخوي قد اعلن في وقت سابق الاربعاء ان مجلس الوزراء وافق “على إرسال طلب رسمي إلى حكومة (كاتالونيا) من أجل أن تؤكد ما إذا كانت أعلنت استقلال” الإقليم.

وقال ان “رد الرئيس الكاتالوني سيحدد مسار الأحداث التالية، في الايام المقبلة”، لافتا الى ان “الحكومة تريد توفير الثقة للاسبان، وخصوصا للكاتالونيين. وتريد تفادي الالتباس الذي أثارته السلطات الكاتالونية”.

ويحق لراخوي طلب تفعيل المادة 155 من الدستور التي تجيز لمدريد فرض سيطرة مباشرة على مناطقها التي تملك حكما ذاتيا، في خطوة يرى كثيرون انها قد تثير اضطرابات.

في هذه الأثناء أفاد رئيس الحزب الاشتراكي المعارض بيدرو سانشيز عن الاتفاق مع الحكومة على دراسة تعديل دستوري محتمل لمحاولة انهاء الازمة.

واوضح للصحافيين ان النقاش سيركز على “كيف تبقى كاتالونيا في اسبانيا، لا كيف تغادرها”.

– “لا يعلم أين هو” –

أكد القادة الانفصاليون ان نحو 90% من المشاركين في الاستفتاء صوتوا لصالح الانفصال عن اسبانيا، لكن أقل من نصف الناخبين الكاتالونيين قاطعوا الاستحقاق.

وأثارت الازمة المخاوف على الاستقرار في الاتحاد الاوروبي الذي لم يتعاف بعد من قرار المملكة المتحدة الصادم بالانفصال عنه.

وحضت المفوضية الأوروبية الأربعاء على “احترام كامل للنظام الدستوري الاسباني” مع تأكيد نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس ان “المفوضية تتابع عن كثب الوضع في اسبانيا”.

وتجمع آلاف الاشخاص امام مبنى البرلمان في برشلونة مساء الثلاثاء ولوحوا باعلام كاتالونيا ويافطات كتب عليها “ديموقراطية” وكانوا يأملون ان يعيشوا ليلة تاريخية في منطقة تبقى شديدة الانقسام حول الاستقلال.

ووجهت الطبقة السياسية الاسبانية الانتقادات الى بوتشيمون بعد اعلانه وسط تفاوت في التاييد في صفوف الانفصاليين الكاتالونيين.

وقالت ماريا روزا برتران التي تقيم في برشلونة لوكالة فرانس برس، انها ضد تأخير الانفصال الذي يعني “المعاناة لفترة أطول. فالتردد والتلكؤ في اتخاذ قرار سيشكلان اسوأ ما قد يحدث لنا”.

وتمسكت الدولة الاسبانية بموقفها الرافض لاية وساطة او اية محادثات الى حين تخلي قادة كاتالونيا عن عزمهم الاستقلال.

وقالت نائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز الثلاثاء “لا احد يجب ان يتوقع فرض وساطة بدون العودة الى الشرعية او الديموقراطية”.

واضافت ان الرئيس الكاتالوني كارليس بوتشيمون “لا يعلم اين هو، ولا اتجاهه ولا مع من يريد السير”.

– عواقب مجهولة –

وبعد خطابه امام البرلمان، وقع رئيس كاتالونيا وحلفاؤه اعلان الاستقلال امام المجلس، لكن صلاحيته القانونية لا تزال غير واضحة.

وقال المتحدث باسم حكومة كاتالونيا الاربعاء جوردي تورول ان الاعلان كان “عملا رمزيا” لان اي اعلان رسمي “يجب ان يصدر عن برلمان كاتالونيا”.

وبالتالي تكون اسبانيا وكاتالونيا قفزتا نحو المجهول فيما تؤكد مدريد باستمرار ان اعلان الاستقلال مرفوض ولا يمكن ان يكون موضوع نقاش.

وقال مارك كازيس الطالب في برشلونة الثلاثاء “لم اكن اتوقع اعلان الاستقلال مساء الثلاثاء بسبب كل الاجراءات التي بدأتها الحكومة الاسبانية مع تصرفات الشرطة والتهديدات”.

واثار عنف الشرطة ضد الناخبين اثناء الاستفتاء مخاوف دولية.

كذلك القت الازمة بثقلها على الاعمال في احدى اغنى مناطق اسبانيا التي تمثل رابع اكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

فقد نقلت عدة شركات مقارها لكن ليس موظفيها من كاتالونيا الى اقسام اخرى في البلاد.

وسجلت سوق المال الاسبانية ارتفاعا صباح الاربعاء بنسبة 1,4 حتى منتصف النهار وسط آمال بتحقيق تقدم في حل الازمة.

وتعود المطالبات بالاستقلال في كاتالونيا، احد الاقاليم الـ17 الاسبانية التي تتمتع بحكم ذاتي ولديها لغتها وثقافتها الخاصتان الى قرون مضت.

لكن في 2010 قررت المحكمة الدستورية الاسبانية اضفاء المرونة على قانون داخلي منح كاتالونيا سلطات إضافية، وهذا ادى مقرونا بانهيار الاقتصاد الاسباني الى انتعاش الدعم لانفصال الاقليم.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية