مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مقتل 14 مدنياً في غارات روسية قرب مدينة الميادين في شرق سوريا (المرصد)

دمار بعد غارة جوية للقوات الروسية على جسر الشغور في محافظة ادلب في 25 ايلول/سبتمبر 2017 afp_tickers

قتل 14 مدنياً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال ليل الخميس الجمعة جراء غارات روسية استهدفتهم اثناء عبورهم نهر الفرات جنوب مدينة الميادين في شرق سوريا، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “تسببت غارات روسية ليلاً بمقتل 14 مدنياً على الاقل بينهم ثلاثة اطفال اثناء محاولتهم عبور نهر الفرات على متن عبارات في قرية محكان” الواقعة جنوب مدينة الميادين، احد اخر ابرز معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في البلاد.

وبحسب المرصد، فإن “هؤلاء المدنيين هم من سكان القرية التي يسيطر عليها تنظيم داعش، وكانوا يحاولون الفرار من القصف الروسي المكثف الذي يطال المنطقة”.

وغالبا ما تنفي روسيا مقتل مدنيين جراء غاراتها، مؤكدة انها تستهدف المجموعات الجهادية فقط.

ويؤكد المرصد من جهته انه يعتمد على شبكة واسعة من المصادر الميدانية لجمع المعلومات ويحدد هوية الطائرات التي تنفذ الضربات انطلاقا من اتجاهات تحليقها والذخائر المستخدمة.

وتنفذ روسيا غارات كثيفة في الايام الاخيرة في ريف دير الزور الشرقي، دعماً لتقدم قوات النظام السوري التي باتت على بعد خمسة كيلومترات من مدينة الميادين، اتية من جهة البادية السورية.

وأكدت وكالة الانباء السورية الرسمية “سانا” الخميس تقدم قوات النظام الى هذه المسافة.

وتدعم روسيا التي تنفذ غارات جوية في سوريا منذ ايلول/سبتمبر 2015، هجوماً تشنه قوات النظام في مدينة دير الزور لطرد الجهاديين من احيائها الشرقية ومناطق عدة في ريفها.

ولا يزال التنظيم الذي مني بخسائر ميدانية متلاحقة في سوريا في الاشهر الاخيرة، يسيطر على اكثر من نصف محافظة دير الزور النفطية والحدودية مع العراق. ويحتفظ بسيطرته على الاحياء الشرقية من مدينة دير الزور وبلدات ومدن عدة في الريفين الشرقي والجنوبي بالاضافة الى مناطق صحراوية واسعة.

كما يسيطر على مدينتي الميادين والبوكمال اللتين تعدان معقلين بارزين للتنظيم في سوريا. ويقول محللون ان التنظيم نقل تدريجياً الجزء الاكبر من قواته وقادته اليهما مع خسارته معاقل اخرى في البلاد ابرزها الرقة (شمال) التي يوشك على خسارتها.

وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين في الاسبوعين الاخيرين في سوريا جراء الغارات الروسية على دير الزور، وتلك التي تشنها طائرات التحالف الدولي بقيادة اميركية على مدينة الرقة (شمال) دعما لهجوم تقوده قوات سوريا الديموقراطية ضد التنظيم.

وقتل 38 مدنياً بينهم تسعة اطفال الاربعاء بغارات روسية لدى محاولتهم عبور الفرات جنوب شرق الميادين ايضا، وفق ما احصى المرصد.

كما قتل 18 مدنيا اخرون الثلاثاء جراء غارة للتحالف الدولي استهدفت آباراً للمياه اثناء تجمع السكان قربها في مدينة الرقة، بحسب المرصد. وينفي التحالف بدوره تعمد استهداف مدنيين، مؤكداً انه يتخذ كافة الاجراءات للحؤول دون ذلك.

ونددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس بمقتل مئات الضحايا وتدمير المستشفيات والمدارس خلال الاسبوعين الاخيرين في مناطق عدة، معتبرة ان مستويات العنف هي “الأسوأ” منذ معارك مدينة حلب العام الماضي.

كما حذر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية الاقليمي التابع للامم المتحدة في بيان منفصل الخميس من ان استهداف المدنيين والمرافق “يشكل انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وقد يصل إلى حد جرائم الحرب”.

وتشهد سوريا منذ آذار/مارس 2011 نزاعا داميا تسببت بمقتل اكثر من 330 الف شخص وبدمار هائل في البنى التحتية وبنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل سوريا وخارجها.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية