مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نيجيريا تطالب بقيادة القوة الاقليمية لمحاربة بوكو حرام

مقاتلون من بوكو حرام كما ظهروا في شريط فيديو بث في 2 يونيو 2015 afp_tickers

دعت نيجيريا الخميس الى تولي احد مسؤوليها العسكريين قيادة قوة اقليمية جديدة قوامها تسعة الاف عنصر للقضاء على جماعة بوكو حرام الاسلامية وذلك خلال قمة جمعت رؤساء البلدان المجاورة في ابوجا.

وتؤكد الضرورة الطارئة للرد على التحدي الجهادي مقتل 43 شخصا على الاقل الثلاثاء في هجمات لتنظيم بوكو حرام على ثلاث قرى في شمال شرق نيجيريا، مركز العنف.

وقد تعهد الرئيس النيجيري محمد بخاري، الجنرال السابق الذي يبلغ 72 عاما التغلب على تمرد بوكو حرام، لكن منذ تسلم منصبه في 29 ايار/مايو، زادت بوكو حرام من هجماتها في شمال شرق البلاد وتسببت بمقتل 150 شخصا على الاقل.

وعقد رؤساء دول وحكومات نيجيريا وتشاد والكاميرون والنيجر وبنين قمة في ابوجا، العاصمة الفدرالية النيجيرية بعد يومين من محادثات تمهيدية بين وزراء الدفاع والقادة العسكريين في هذه البلدان.

وبدد رئيس نيجيريا كل الشكوك حيال رغبة بلاده في تولي قيادة هذه القوة التي ستتولى محاربة بوكو حرام معتبرا ان التناوب على قيادتها كل ستة اشهر قد لا يكون مفيدا للحملة.

واعتبر بخاري ان “فترة ستة اشهر المقترحة” لا تتلاءم مع هدف “الفعالية” لانها “تهدد بالحد من قدرات الجيوش” على هزيمة المتمردين.

واضاف “يجب ان تتولى نيجيريا قيادة القوة طوال استمرار مجهودها الحربي”. واوضح ان توحيد القيادة سيحسن “فعالية الاستراتيجية العسكرية، علما ان نيجيريا ستوفر الجزء الاكبر من القوات وان ساحة العمليات الرئيسية على اراضيها”.

وستتكون قوة التدخل المشتركة الدولية من 8700 جندي وشرطي ومدني، من نيجيريا وتشاد وكاميرون والنيجر وبنين. وسيكون مقر قيادتها في العاصمة التشادية نجامينا، وسيرأسها الجنرال النيجيري توكور بوراتاي.

واعتبر الرئيس النيجيري ان مكافحة بوكو حرام التي اسفر تمردها عن اكثر من 15 الف قتيل منذ ست سنوات ينبغي ان تندرج في اطار “الحرب العالمية على الارهاب”.

وشدد على ان “الارهاب لا حدود له، ونظرا الى العواقب الخطيرة على السلام والامن في المنطقة والعالم، ينبغي هزمهم”.

وفور تسلم بخاري مهامه امر بنقل مركز القيادة العسكرية النيجيرية من ابوجا الى مدينة مايدوغوري الكبيرة في شمال شرق البلاد، معقل التمرد.

كما قام بزيارة حليفيه في تشاد والنيجر. ثم زار مجموعة السبع في المانيا في نهاية الاسبوع الماضي، من اجل دعوة قادة البلدان الغنية الى زيادة دعمهم من اجل قتال الاسلاميين.

وتتناقض حيوية بخاري مع سنوات التقاعس خلال فترة رئاسة سلفه غودلاك جوناثان.

وتقرر انشاء هذه القوة الجديدة في ايار/مايو 2014، بعد خطف اكثر من 200 تلميذة في شيبوك بنيجيريا، ما اصاب العالم اجمع بالذهول. وكان يفترض ان تبدأ نشاطها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لكن الخلافات بين نيجيريا الناطقة بالانكليزية والبلدان المجاورة الناطقة بالفرنسية، اخرت تشكيلها.

واعيد طرح موضوع هذه القوة في كانون الثاني/يناير، فيما كانت بوكو حرام تشن هجمات يومية في شمال شرق نيجيريا، وفي المناطق الحدودية للكاميرون والنيجر وتشاد. وبايعت بوكو حرام ايضا في اذار/مارس تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة بين العراق وسوريا.

وادى هذا التصعيد الى تسريع تدخل هذه البلدان في النزاع ابتداء من شباط/فبراير الماضي، وخصوصا الجيش التشادي القوي، على الاراضي النيجيرية، والى تراجع الاسلاميين.

وتتسلم قوة التدخل المشتركة، بشكل اكثر تنظيما وبدعم الاتحاد الافريقي، المهام من الائتلاف العسكري الحالي المؤلف من نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون، والذي بدا في شباط/فبراير حملة عسكرية ناجحة ضد بوكو حرام.

ووعدت نيجيريا بتخصيص 100 مليون دولار “لانطلاقة” القوة، على ما اعلن بخاري الخميس. لكنه انذر بان التمويل على المدى الطويل ما زال “مشكلة اساسية”.

وستبلغ تكاليف مقر قيادتها 30 مليون دولار في غضون الاشهر الاثني عشر المقبلة، كما قال الاربعاء السنوسي عمران عبدالله رئيس لجنة حوض بحيرة تشاد.

واعلنت اللجنة عن “برنامج تنمية طارئ” بقيمة 66 مليون دولار على مدى 18 شهرا للمناطق المنكوبة نتيجة العنف.

ومن التحديات التي ستواجهها القوة التوصل الى تعاون اكثر فعالية بين الدول الحليفة.

فقد سبق ان اشتكت تشاد والنيجر من ضعف التنسيق مع الجيش النيجيري ومنعهما من تنفيذ عمليات في العمق ضد بوكو حرام على الاراضي النيجيرية.

الى ذلك، رحبت الامم المتحدة الخميس بالجهود الاقليمية لانشاء القوة، حيث اكد مجلس الامن الدولي في اعلان اقر بالاجماع “الادانة الحازمة لتكثيف هجمات الجماعة الارهابية…والاشادة بالتقدم الذي احرزته مؤخرا دول المنطقة ضد بوكو حرام”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية