مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الانتخابات التشريعية الفرنسية بين نسبة الامتناع العالية وزخم موجة ماكرون

La Republique en Marche (LREM) party candidate for the second round of the French legislative election in the second constituency of the Lot department, Huguette Tiegna (C) meets with a resident as she distributes campaign leaflets at a marketplace in Souillac, southern France, on June 16, 2017. afp_tickers

دعا رئيس الوزراء الفرنسي الى تعبئة الناخبين لتفادي نسبة امتناع قياسية جديدة الاحد خلال الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية ولمنح شرعية للاكتساح المعلن لحزب الرئيس الجديد ايمانويل ماكرون.

وكانت الجولة الاولى في 11 حزيران/يونيو شهدت نسبة امتناع تاريخية (51,3 بالمئة)، ارخت بظلالها على التقدم العريض للحزب الرئاسي “الجمهورية الى الامام”.

وقال ادوار فيليب “اعرف عن خبرة ان الانتخابات لا تكسب ابدا قبل اليوم الاخير وحتى قبل الدقيقة الاخيرة من اليوم الاخير” معتبرا ان منح اغلبية للسلطة التنفيذية تحد كبير وهو تحد لم يكسب حتى الان”.

غير ان الحزب الرئاسي ماض في “تفجير” الاحزاب التقليدية واعادة صياغة المشهد السياسي مع فوز ايمانويل ماكرون الذي بات في 7 ايار/مايو الماضي اصغر رئيس في تاريخ فرنسا.

ولخص الخبير في القانون الدستوري ديدييه موس الامر قائلا “تم اطلاق النار على كل ما يمثل النظام السابق وتجري تجربة شيء آخر”.

وتشير الاستطلاعات الاخيرة الى ان حزب “الجمهورية الى الامام” وحليفه “مودم”، سيفوزان الاحد بما بين 440 و470 من 577 مقعدا في الجمعية الوطنية ما سيمثل اغلبية مهمة بنحو اربعة اخماس المجلس.

وفي الجولة الاولى حلت هذه الحركة التي تأسست قبل عام في الطليعة ونالت 32,3 بالمئة من الاصوات المصرح بها متقدمة على اليمين (21,5 بالمئة) واليمين المتطرف (13,7 بالمئة) والحزب الاشتراكي (9,5 بالمئة).

وقال كريستوف كاستانير المتحدث باسم الحكومة الاربعاء ان رئيس الدولة يتوقع من الفرنسيين ان يؤكدوا الاحد “رغبتهم في التجديد” التي كانوا عبروا عنها في الانتخابات الرئاسية والجولة الاولى من الانتخابات التشريعية.

وسيتيح اكتساح معسكر ماكرون البرلمان للحكومة ان تطبق بوضوح سياسته خصوصا اصلاح قانون العمل.

واعتبر ماكرون تعليقا على التحذير من اغلبية كاسحة موعودة لحركة “الجمهورية الى الامام” في الجمعية العامة الجديدة، “ان خطر الحكم المطلق ليس ما يتهددنا”.

لكن فرنسوا باروان زعيم حزب الجمهوريين (يمين) اعتبر ان نواب “الجمهورية الى الامام” سيكونون “في وضع الاستعداد لتنفيذ اوامر” الرئيس.

-“حزب واحد”-

واعتبر هذا الوزير السابق ان “اغلبية ساحقة قد تؤدي ، حتى دون قصد، الى خطر غياب النقاش”، مشيرا الى ان مرشحي معسكر ماكرون والكثير منهم حديثو عهد بالسياسة وآتون من المجتمع المدني، سيتم انتخابهم “فقط بفضل اسم” ايمانويل ماكرون.

ومن 577 دائرة فقط اربعة مرشحين تم انتخابهم من الجولة الاولى (اثنان من حركة ماكرون وواحد يمين وواحد يسار). كما شهدت الجولة الاولى مرشحين غير معروفين زكتهم “الجمهورية الى الامام” ليهزموا او يهددوا بقوة ساسة معروفين او نوابا سابقين.

والموقع الوسطي لحركة ماكرون يتيح لها الحصول على اصوات انصار مرشحين من اليمين ومن اليسار هزموا في الجولة الاولى.

وبين الشخصيات التي لا تزال في السباق مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف في معقلها اينين-بومون (شمال) ورئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق مانويل فالس المرشح في المنطقة الباريسية وزعيم اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون في مرسيليا (جنوب شرق).

وقال ميلانشون الجمعة “ان قوة المعارضة تتجسد فينا، وان لم تتحركوا سينتهي بنا الامر الى الحزب الواحد و570 دائرة تابعة لماكرون. هذا جنون (..) سيكون عدد النواب المعارضين عندنا اقل من عددهم في روسيا”.

وفي باريس تتنافس الوزيرة اليمينية السابقة ناتالي كوسيسكو-موريزيت من موقع جيد مع مرشح عن حزب الرئيس. وكانت تعرضت لاعتداء الخميس.

وازاء هيمنة متوقعة لحزب الرئيس في البرلمان يطرح السؤال من سيجسد المعارضة؟ هل سيكون اليمين المنهك والمنقسم اثر تعيين رئيس وزراء من صفوفه (سيحصل على ما بين 60 و80 مقعدا) ام الحزب الاشتراكي وحلفاءه (من 22 الى 35 مقعدا) ام اليسار المتشدد والشيوعيين (14 الى 25 مقعدا)؟.

ولا يتوقع ان يحصل اليمين المتطرف الا على ما بين مقعد الى ستة مقاعد، بعيدا جدا عن طموحه ليكون القوة المعارضة الاولى في فرنسا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية