مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“لا ابطال في اليمن بل مجرمون وضحايا” (منظمة غير حكومية)

فتى يمني يحمل رشاشا خلال تجمع لمقاتلين جدد في صفوف الحوثيين في العاصمة صنعاء في 16 تموز/يوليو 2017 afp_tickers

“ليس هناك أبطال في اليمن بل مجرمون وضحايا”، جملة ترددها الناشطة الحقوقية اليمنية رضية المتوكل فيما تجول على عواصم العالم لتنبّه المجتمع الدولي الى الفوضى السائدة بلادها التي تقف على حافة المجاعة في ظل الحرب المتواصلة وتفشي الكوليرا.

لدى المتوكل، واحدة من مؤسسي جمعية “مواطنة”، وهي منظمة غير حكومية مستقلة توثق انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، هدف واضح: إقناع الغربيين بدعم تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، خلال اجتماع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر في جنيف. وتقدمت في أيار/مايو الماضي بالطلب نفسه، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي.

وتذكر المتوكل التي زارت فرنسا هذا الأسبوع، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في مقرّ جمعية “هيومن رايتس واتش” في باريس، بأن “هولندا طلبت العام 2015 تشكيل مثل هذه اللجنة الا أن أحدا لم يدعمها سوى ألمانيا”.

وتعدد الناشطة الشابة بأسف معاناة بلادها “كوليرا، مجاعة وقصف للمناطق السكنية والأسواق والجسور والمدارس والمعامل”، مضيفة ان “مساحة المجتمع المدني تتراجع وكذلك مساحة عمل المنظمات غير الحكومية”.

أفادت منظمة “مواطنة” أن فريقي النزاع “استخدما أساليب التعذيب كطريقة منهجية لبسط السيطرة على المناطق التي تخضع لهما”. وذكرت بارتكاباتهما من تجنيد الأطفال والإعتقال التعسفي إلى الإخفاء القسري إلى عمليات الإعدام ومنع وصول المساعدات الإنسانية… وتعتبر المتوكل التي ترأس منظمة “مواطنة” حاليا، أن “فريقي النزاع ليسا إلا ميليشيات”.

ومنذ أكثر من عامين، يعاني اليمن من حرب دامية بين الحكومة المدعومة من التحالف بقيادة السعودية من جهة، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم من انصار الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. والحوثيون المتهمون بعلاقتهم مع ايران، يسيطرون على مساحة كبيرة من الأراضي اليمنية منها العاصمة صنعاء، في حين تسيطر الحكومة على جنوب البلاد.

وتستغل جماعات جهادية مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم الدولة الإسلامية هذه الفوضى.

– الكوليرا، نتيجة النزاع –

حذرت الأمم المتحدة الأربعاء من أن 80 في المئة من أطفال اليمن بحاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية فورية من بينهم مليونان يعانون من “سوء تغذية حادّ”.

وتسبب وباء الكوليرا، الذي ظهر من جديد منذ نيسان/أبريل في هذه الدولة الفقيرة التي تعدّ أكثر من 27 مليون نسمة، بموت 1800 شخص من أصل 400 ألف حالة محتملة.

وتلفت المتوكل، البالغة 41 عاما والملتزمة منذ 2004 العمل الاهلي، إلى أن “الكوليرا هي كارثة ناتجة من أفعال الإنسان، وفي اليمن هي نتيجة المستشفيات المدمرة وانقطاع التيار الكهربائي ورواتب القطاع العام غير المدفوعة منذ عشرة أشهر إلا في حالات إستثنائية، ما أدى الى تكدس النفايات في الشوارع…”.

وتحذّر المتوكل من ان عدم اتخاذ أي خطوة انقاذية سيغرق البلاد في مزيد من المعاناة، “من الآن حتى عام 2018، سيقارب عدد اليمنيين الذين يحتاجون الى مساعدات إنسانية ال30 مليونا”، مشيرة إلى خطر “ارتفاع عدد الجماعات الدينية المتطرفة والسلفيين والجهاديين” في مناطق معينة خصوصا في جنوب البلاد.

ولاحظت “اذا تمكن هؤلاء من ترجيح الكفة لصالحهم، فلن يشاركوا في أي مفاوضات”، مؤكدة ان استئناف واستكمال محادثات السلام هو ما يتمناه غالبية اليمنيين.

ورأت المتوكل أن “تشكيل لجنة تحقيق هو بمثابة خطوة أولى في هذا الإتجاه” مضيفة أن “استعادة الثقة تحتاج أيضا إلى اعادة فتح مطار صنعاء وتحرير المحتجزين والمعتقلين السياسيين والصحافيين والناشطين ودفع الرواتب”.

وصلت المتوكل إلى باريس الخميس حيث التقت نوابا فرنسيين. وأكدت أن “فرنسا لم تؤيد ولم تعارض تشكيل لجنة تحقيق لكننا نشعر بأن اليمن ليس من أولوياتها، وهذا أمر محزن لأن دعمها مهم بالنسبة إلينا، فالناس ينتظرون الكثير من فرنسا في مجال حقوق الإنسان”.

وتستكمل الناشطة الحقوقية جولتها بزيارة المملكة المتحدة وبعدها الأردن، وذلك قبل حضورها اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية