مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

15 قتيلا في مأساة غرق جديدة وعدد اللاجئين الروهينغا في بنغلادش تجاوز نصف مليون

اطفال ينتظرون الحصول على مساعدات في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في بنغلادش. afp_tickers

قتل 15 شخصا على الاقل من الروهينغا بينهم نساء واطفال اثر انقلاب مركبهم قبالة سواحل بنغلادش الخميس، فيما تجاوز عدد الوافدين من هذه الاقلية الى هذا البلد هربا من اعمال العنف في بورما نصف مليون شخص.

وتأتي هذه الكارثة فيما ارجئت زيارة كانت مرتقبة الخميس لوفد من الامم المتحدة الى ولاية راخين التي تعتبر محور اعمال العنف. وكانت لتعتبر الزيارة الاولى منذ بدء موجة نزوح الروهينغا لو حصلت.

وفي موقع الحادث، روى شهود وناجون ان المركب انقلب قبيل وصوله الى الشاطىء.

وقال محمد قيس كيسلو مفتش الشرطة انه تم انتشال 15 جثة على الاقل بينها جثث لعشرة اطفال واربع نساء، عثر عليها على الشاطىء قرب كوكس بازار جنوب شرق بنغلادش.

وبحسب شهود، فان مركب المهاجرين انقلب الخميس فيما كان يقترب من الشاطئ. وروى محمد سهل التاجر قرب الشاطئ “لقد غرقوا امام اعيننا. بعد دقائق لفظت الامواج الجثث على الشاطئ”.

وقال أحد الناجين لفرانس برس ان المركب انطلق مساء الاربعاء من قرية ساحلية في راخين للوصول الى بنغلادش.

في غضون ذلك، أعلنت الامم المتحدة ان عدد الروهينغا اللاجئين في بنغلادش منذ نهاية آب/اغسطس هربا من اعمال العنف في بورما تجاوز عتبة نصف مليون شخص.

وقالت وكالات الامم المتحدة ومنظمات غير حكومية في تقريرها حول متابعة الوضع “تم تسجيل اسماء 501 الف و800 من الوافدين الجدد حتى 27 ايلول/سبتمبر”. ولفتت الوثيقة الى ان تدفق اللاجئين على الحدود يشهد تباطؤا منذ عدة ايام.

– ارجاء زيارة الامم المتحدة-

كما تأجلت زيارة كان سيشارك فيها ممثلون عن بعثة الأمم المتحدة في بورما الخميس إلى ولاية راخين.

وكانت الأمم المتحدة حضت حكومة بورما على السماح لهيئات الإغاثة بالوصول إلى شمال راخين منذ اندلاع أعمال العنف في نهاية آب/اغسطس.

واوضحت الأمم المتحدة الأربعاء أنها أبلغت بأن ممثليها يمكنهم الانضمام إلى رحلة تنظمها الحكومة إلى المنطقة الخميس، لكن متحدثا باسم مكتب منسق الأمم المتحدة في بورما قال إن الزيارة تأجلت بسبب سوء الأحوال الجوية، دون مزيد من التفاصيل.

وتفرض حكومة بورما وجيشها قيودا صارمة على دخول هيئات الإغاثة والصحافة الدولية إلى المنطقة وهو ما جعل من المستحيل تقييم الوضع الإنساني فيها بصورة مستقلة أو التحقق من شهادات نقلها الروهينغا الهاربون عن ارتكاب تجاوزات وفظاعات.

وتحدث اللاجئون عن ارتكاب الجنود البورميين وميليشيات بوذية أعمال قتل وعن إحراق قرى الروهينغا.

وتخشى هيئات الإغاثة الدولية من خطورة الأوضاع التي يواجهها عشرات الآلاف من الروهينغا الذين لم يتمكنوا من الفرار من شمال راخين وحاجتهم بصورة عاجلة للطعام والأدوية والمأوى بعد أكثر من شهر على حملة عسكرية.

لكن هيئات الإغاثة الدولية غير مرحب بها في بورما ولا سيما في راخين حيث انها متهمة بالانحياز الى الروهينغا.

كان يعيش في بورما قرابة 1,1 مليون من الروهينغا قبل 25 آب/اغسطس عندما شن مقاتلون من هذه الأقلية هجمات على مراكز حرس الحدود رد عليها الجيش بحملة قمع قاسية.

ومذاك، هرب نصف هؤلاء السكان المحرومين من الجنسية الى خارج البلاد.

ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق الخميس لمناقشة أزمة الروهينغا.

وكان مجلس الامن الدولي طالب في 13 ايلول/سبتمبر بورما باتخاذ “أجراءات فورية” لوقف “العنف المفرط” في غرب البلاد ضد الروهينغا وذلك في ختام اجتماع عقد في جلسة مغلقة لبحث نزوح هذه الاقلية بسبب اعمال العنف التي تمارس ضدها.

كما حض مجلس الامن الدولي الحكومة البورمية على “تسهيل وصول المساعدات الانسانية الى ولاية راخين”.

ومن المتوقع ان يكون اجتماع مجلس الامن علنيا الخميس وان يلقي الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش كلمة خلاله.

وكان غوتيريش تفقد ولاية راخين عدة مرات حين كان يتولى سابقا منصب المفوض الاعلى للاجئين لدى الامم المتحدة.

وقبل اسبوع وفيما كانت بلادها تتهم خلال الجمعية العامة للامم المتحدة بممارسة “تطهير عرقي” او حتى ارتكاب ابادة بحسب التعبير الذي استخدمه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، خرجت الزعيمة البورمية اونغ سان سو تشي عن صمتها لكي تبدي “استعدادها” لعودة منظمة للروهينغا.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية