مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

21 قتيلا في هجمات جديدة قرب الساحل الكيني

سكان قرية كاكاتي يغادرون هربا من اعمال العنف في 24 حزيران/يونيو 2014 afp_tickers

قتل 21 شخصا على الاقل في كينيا ليل السبت الاحد في هجمات جديدة في منطقة الساحل حيث قتل نحو ستين شخصا في حزيران/يونيو الماضي.

وتبنى اسلاميو حركة الشباب المجاهدين الصومالية المرتبطون بتنظيم القاعدة هذه الهجمات التي وقعت في المنطقة القريبة من ارخبيل لامو (جنوب شرق).

لكن الشرطة نسبت الهجمات الى مجموعة انفصالية، هي المجلس الجمهوري في مومباسا، الذي يطالب باستقلال الساحل.

وعلى بعد 300 كلم الى الجنوب، قتلت سائحة روسية بيد مسلحين في مومباسا، كبرى مدن الساحل الكيني، كما افادت الشرطة.

وقالت الشرطة ان الهجمات الاخيرة في منطقة لامو التي ضربت بلدتي هيندي وغامبا اوقعت 21 قتيلا. وتحدث الصليب الاحمر عن 22 قتيلا.

وذكرت الشرطة ان مسلحين مجهولين اضرموا النار ايضا في عدة منازل وهاجموا مركز الشرطة في غامبا حيث نجحوا في تحرير معتقل مشبوه منذ هجمات حزيران/يونيو.

واعلن مصدر رسمي ان بين الضحايا شرطيا.

واعلنت مساعدة قائد الشرطة الوطنية غريس كايندي في نيروبي ان “العناصر الاولى للتحقيق تظهر ان الهجوم نفذه عناصر من المجلس الجمهوري في مومباسا”، مشيرة الى دوافع “سياسية ودينية”.

وقال صحافي من وكالة فرانس برس توجه الى مكان الهجمات ان كل قتلى بلدة هيندي رجال باستثناء فتى واحد قتل وهو يحاول الفرار.

وترك المهاجمون رسالة باللغتين السواحلية والانكليزية على لوح اسود تقول “تجتاحون ارضا مسلمة وتريدون ان تعيشوا في سلام”.

وروت اليزابيث اوبيندو وهي من السكان لوكالة فرانس برس “قالوا انهم يهاجمون لان اراضي المسلمين صودرت”. وقالت ان المهاجمين احرقوا منزلها لكنهم تركوها حية وقالوا لها انهم لا يقتلون النساء.

وقالت ان المجموعة في هيندي تعد نحو عشرة رجال يتكلمون الانكليزية والسواحلي واللغة الصومالية وهي اللغات الاكثر استخداما في البلد، اول قوة اقتصادية في شرق افريقيا.

واعلن ناطق باسم حركة الشباب الصومالية في بيان ليل السبت الاحد ان هذه الجماعة شنت هجوما جديدا في المنطقة. وقال عبد العزيز ابو مصعب ان “المهاجمين عادوا الى قواعدهم سالمين”، مؤكدا ان عشرة اشخاص قتلوا.

وتبنى الاسلاميون الشباب ايضا هجمات حزيران/يونيو الاكثر دموية في مبيكيتوني والتي اوقعت 48 قتيلا، مؤكدين انها عمليات انتقامية بسبب التدخل الكيني في الصومال في اطار قوة الاتحاد الافريقي.

وتبعد بلدة مبيكيتوني نحو مئة كيلومتر عن الحدود الصومالية وثلاثين كيلومترا عن مدينة لامو السياحية والتاريخية التي ادرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو).

والهجوم الذي وقع في مبيكيتوني هو الاخطر منذ الاعتداء الذي استهدف مركز وست غيت التجاري في نيروبي في ايلول/سبتمبر 2013 وتبنته حركة الشباب. وقد اسفرت هذه العملية عن سقوط 67 قتيلا.

وروى ناجون من مجزرة مبيكيتوني وهجوم مماثل وقع بعد ساعات في قرية مجاورة كيف قام رجال مسلحون يتحدثون اللغة الصومالية ويحملون رايات حركة الشباب بقتل غير المسلمين.

اما الرئيس الكيني اوهورو كينياتا فقد ندد “باعمال العنف الاتنية السياسية الدوافع” واتهم “شبكات سياسية محلية”.

وفي المنطقة الساحلية التي تقطنها غالبية ساحقة من المسلمين، تقيم في منطقة مبيكيتوني منذ عقود غالبية مسيحية من قبائل كيكيو – الاكثر عددا في البلاد والتي ينتمي اليها الرئيس كينياتا.

وبعد اعمال العنف هذه، اعتقلت الشرطة عناصر مفترضين من المجلس الجمهوري في مومباسا اضافة الى حاكم منطقة لامو وهو عنصر في المعارضة.

وقد اثرت الاضطرابات في المنطقة سلبا على السياحة – التي تعاني اصلا – في لامو الجوهرة الطبيعية والتاريخية على المحيط الهندي والمصنفة ضمن التراث العالمي لليونيسكو، وعلى الساحل عموما.

وقد يشكل مقتل سائحة روسية الاحد في مومباسا الضربة القاضية لهذا القطاع الاقتصادي المهم.

وتوفيت السائحة الاجنبية التي تعرضت لهجوم مسلحين الاحد متاثرة بجروح خطرة اصيبت بها بينما كانت تزور موقعا تاريخيا في مومباسا كما افادت الشرطة.

وقال توم اوكوث المسؤول الكبير في الشرطة المحلية “للاسف، توفيت السيدة التي اطلق عليها النار متاثرة بجروحها”. واكد انها روسية الجنسية.

وقالت الشرطة ان السائحة كانت تزور قلعة يسوع -وهي قلعة برتغالية تعود الى القرن السادس عشر ومصنفة في التراث العالمي لليونيسكو – مع شخصين اخرين عندما فتح ثلاثة مسلحين النار على المجموعة واخذوا كيسا يحتوي على الات تصوير وهواتف.

وبعد ماساة مبيكيتوني، دعا الشباب الصوماليون الذين شنوا سلسلة هجمات على الاراضي الكينية انتقاما لتدخل الجيش الكيني في الصومال، في حزيران/يونيو السياح الاجانب الى عدم زيارة كينيا التي اعلنوها “منطقة حربية”.

وفي ايار/مايو، دعت دول عدة – الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا خصوصا – رعاياها الى تفادي السفر الى مومباسا قدر الامكان.

وهذه الاحداث الاخيرة تزيد من حدة التوتر الذي يخيم على البلد. كما تزيد تظاهرة حاشدة دعت اليها المعارضة من تجييش العواطف. والتظاهرة متوقعة الاثنين في وسط نيروبي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية