46 قتيلا في تفجيرين بحمص وكيري يسعى الى وقف لاطلاق النار
ادى تفجيران بسيارتين مفخختين الاحد الى سقوط 46 قتيلا وعشرات الجرحى في حمص السورية، فيما اعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري في عمان التوصل الى "اتفاق مؤقت" لوقف محتمل للاعمال العدائية في سوريا.
وتسعى القوى الكبرى الى وقف القتال كان يفترض ان يدخل حيز التنفيذ الجمعة، لكن الخلاف استمر حول كيفية تطبيقه.
وتصاعد مستوى العنف الاحد على الارض مع تفجير مزدوج لسيارتين مفخختين في حي الزهراء، حيث الغالبية من العلويين، وسط حمص.
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان معظم القتلى من المدنيين مشيرا الى وجود عدد من الاصابات الخطيرة ما قد يرفع حصيلة الضحايا.
من جهته، قال محافظ حمص طلال البرازي لفرانس برس ان "التفجير استهدف شارع الستين الذي يفصل حي الزهراء عن حي الارمن ويستخدم محليا للسيارات العابرة باتجاه السلمية وحلب"، مشيرا الى ان معظم الاضرار طالت السيارات العابرة.
وعزا المحافظ ارتفاع عدد الضحايا الى وقوع الانفجار في ساعة الذروة (الثامنة والثلث صباحا) التي تشهد حركة كبيرة للعمال والطلاب.
وبث التلفزيون السوري لقطات لمكان التفجير تظهر عددا من السيارات المحترقة واعمدة من الدخان الاسود.
كما اظهرت الصور رجال الاطفاء وهم يحاولون اخماد الحريق وسط حطام متناثر ناجم عن الانفجار فيما كانت قوات الأمن والمارة يحاولون اسعاف الجرحى.
وفي مكان قريب كان المسعفون يحملون جثة متفحمة على نقالة.
وتظهر صور الدمار في الابنية والمخازن التجارية وعدد السيارات المحترقة حجم الانفجار العنيف الذي هز الحي.
واعتبر المحافظ التفجيرين "استهدافا للجبهة الداخلية في حمص التي شهدت خلال العام المنصرم حالة من التعافي وعادت الحياة الاقتصادية والاجتماعية الى طبيعتها" لافتا الى ان "الانفجارات تكررت في المنطقة لكنها لم تدخل الاحياء. فالسيارات قادمة من خارج المدينة".
واضاف "ان التفجيرات جاءت ردا على المصالحات في حمص والانتصارات الميدانية التي يحرزها الجيش وخصوصا في بلدة مهين ومحيط القريتين" (ريف حمص).
من جانبها، دانت الحكومة السورية في بيان التفجير معتبرة ان "التفجيرات الارهابية (...) تهدف لقتل ارادة العمل والعطاء والانتاج لدى أبناء الشعب السوري".
واكدت "حرص الشعب السوري وتصميمه على تجاوز تداعيات الحرب الارهابية (...) واعادة الامن والاستقرار" الى سوريا.
وشهد الحي الشهر الماضي تفجيرين انتحاريين استهدفا نقطة تفتيش للجيش السوري واسفرا عن مقتل 22 شخصا واصابة اكثر من مئة اخرين بجروح، تبناه تنظيم "الدولة الاسلامية".
وتعرضت احياء عدة في مدينة حمص لتفجيرات في وقت سابق تبنت بعضها جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا)، كان اعنفها تفجير استهدف مدرسة في ايار/مايو 2014 اسفر عن مقتل نحو مئة شخص اغلبهم من الطلاب.
ويسيطر النظام السوري على مدينة حمص بشكل شبه كامل منذ ايار/مايو 2014، بعد خروج مقاتلي المعارضة من احياء حمص القديمة اثر حصار خانق تسبب بمجاعة ووفيات.
كما بدأ الشهر الماضي تنفيذ اتفاق بين الفصائل المقاتلة والنظام السوري خرج بموجبه نحو 300 مسلح معارض من حي الوعر، اخر مناطق سيطرة الفصائل في المدينة المحاصر ايضا.
وادخلت مساعدات غذائية الى المحاصرين في الحي، على ان يستكمل تنفيذ الاتفاق على مراحل لجهة تسوية اوضاع المقاتلين وفك الحصار نهائيا.
- "اتفاق مبدئي مؤقت" لوقف الاعمال العدائية -
وتزامن تفجير اليوم مع سعي القوى الكبرى لتطبيق اتفاق وقف الاعمال العدائية في سوريا، رغم مرور الوقت المقترح لتنفيذه الذي كان مقررا الجمعة.
وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة في عمان انه تحدث مرة أخرى في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف و"توصلنا إلى اتفاق مؤقت من حيث المبدأ على شروط وقف الأعمال العدائية من الممكن أن يبدأ خلال الأيام المقبلة".
واضاف ان الاتفاق "لم ينجز بعد وأتوقع من رؤسائنا الرئيس أوباما والرئيس الروسي فلاديمير بوتين (...) ان يتحادثا في الأيام المقبلة في محاولة لإنجاز هذا الاتفاق".
وكيري ولافروف هما المهندسان الرئيسيان في المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم 17 دولة واتفقت في ميونيخ على "وقف المعارك" في سوريا في غضون اسبوع بهدف احياء مفاوضات السلام ووقف نزوح المدنيين.
وكان من المفترض ان يدخل هذا الاتفاق حيز التنفيذ في 19 شباط/فبراير لكن المعارك تواصلت في سوريا بعد انقضاء تلك الفترة.
واعلنت الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السبت موافقتها على هدنة شرط الحصول على ضمانات دولية بوقف العمليات العسكرية من حلفاء النظام السوري خصوصا ايران وروسيا.
من جهته، قال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة نشرها السبت موقع صحيفة "البايس" الاسبانية انه مستعد للقبول بوقف اطلاق النار لكن على ان لا يسمح ذلك باستغلاله من قبل "الارهابيين".
- تركيا تدافع عن قصف الاكراد -
ويبدو ان موسكو، المهندسة الرئيسة لوقف اطلاق النار المقترح، لم تبد اي اشارة حتى الان فيما يتعلق بضرباتها الجوية في سوريا دعما لنظام الاسد.
وتوعدت روسيا السبت بمواصلة تقديم الدعم للنظام السوري لمحاربة المجموعات "الارهابية".
واحرز الجيش السوري تقدما الاحد في ريف حلب الشرقي ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" بمساندة من الطيران الروسي معززا سيطرته على طريق محورية تربط مدينة حلب بمطار كويرس العسكري.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد عن مقتل خمسين جهاديا من تنظيم "الدولة الاسلامية" على الاقل خلال المعارك مع الجيش السوري الذي يحرز تقدما منذ بدء معركته في ريف حلب فجر السبت.
وكان النزاع في سوريا دخل مرحلة جديدة مع بدء القوات التركية قبل اسبوع قصف مواقع للمقاتلين الاكراد السوريين في شمال سوريا الذين تعتبرهم "ارهابيين".
ويعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان المجموعات المسلحة الكردية السورية ليست سوى منظمات "ارهابية" على غرار حزب العمال الكردستاني في تركيا الذي يخوض تمردا مسلحا منذ العام 1984.
واكد اردوغان السبت ان بلاده تتصرف بموجب حقها في "الدفاع عن النفس" تجاه الاكراد السوريين الذين تتهمهم بالوقوف وراء اعتداء انقرة الدامي وتحتفظ بحق شن "جميع انواع العمليات" العسكرية.
وانفجرت سيارة مفخخة مساء الخميس في قلب العاصمة التركية مستهفدا اليات عسكرية فقتلت 28 شخصا وجرحت 61.