مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

60 مليونا عدد قياسي للنازحين واللاجئين في 2014

سوريون يخترقون السياج الحدودي مع تركيا قرب اقجة قلعة بمحافظة شانلي اورفا في 14 حزيران/يونيو 2015 afp_tickers

بلغ عدد النازحين واللاجئين على اثر مختلف النزاعات في العالم مستوى قياسيا قدره 60 مليونا عام 2014، كما اعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة في تقريرها السنوي مشيرة الى ان حجم الماساة يتخطى قدراتها بشكل متزايد.

واشارت المفوضية الى “تزايد مذهل” في عدد الاشخاص الذين ارغموا على الفرار بلغ 59,5 مليون نازح ولاجئ، اكثر من نصفهم من الاطفال، في نهاية 2014 بالمقارنة مع 51,2 مليونا في العام السابق.

وذكرت المفوضية بأن عددهم قبل عشر سنوات كان 37,5 مليونا. واضافت ان الزيادة في اعدادهم منذ 2013 هي الاعلى التي تحصل في سنة واحدة.

وفي 2014، اصبح 42500 شخص يوميا لاجئين او نازحين او طالبي لجوء، كما جاء في التقرير الصادر بعنوان “عالم في حرب”.

وقال المفوض الاعلى للاجئين انطونيو غوتيريس في مؤتمر صحافي في اسطنبول “لن نعود قادرين بعد فترة على اصلاح الاضرار”.

وسجل هذا الارتفاع الكبير منذ 2011 مع اندلاع النزاع السوري الذي بات يعتبر سببا لاكبر عملية نزوح للسكان في العالم على الاطلاق.

واحصت المفوضية العليا للاجئين في السنوات الخمس الاخيرة 15 نزاعا على الاقل اندلعت او استؤنفت، وهي ثلاثة في الشرق الاوسط (سوريا والعراق واليمن) وثمانية في افريقيا (ليبيا ومالي وجنوب السودان وشمال نيجيريا وساحل العاج وجمهورية افريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديموقراطية اضافة الى بوروندي هذه السنة) وواحد في اوروبا (اوكرانيا)، وثلاثة في آسيا (قرغيزستان وعدد من مناطق بورما وباكستان).

واضاف غوتيريس “عندما نشاهد التلفزيون يخال لنا ان العالم اجمع في حالة حرب”.

والبلدان الثلاثة التي تضررت شعوبها اكثر من سواها هي سوريا (7,6 ملايين نازح و3,88 ملايين لاجئ حتى اواخر 2014)، وافغانستان (2,59 مليونا بالاجمال) والصومال (1,1 مليون بالاجمال).

وفي 2014 تمكن 126800 لاجئ فقط من العودة الى مناطقهم، وهو ادنى عدد خلال 31 عاما.

ووصل حوالى 90 % من اللاجئين الى بلدان لا تعتبر من الاكثر تطورا اقتصاديا، فيما اعرب غوتيريس عن اسفه للقيود المفروضة على استقبال اللاجئين خصوصا في اوروبا.

وقال ان “احدى المشاكل التي نواجهها هي عدم وجود سياسة للاتحاد الاوروبي في مسالة الهجرة”، داعيا البلدان الاوروبية الى “ابقاء حدودها مفتوحة”. واضاف “نحتاج الى مزيد من الاطر القانونية حتى يصل اللاجئون الى اوروبا”، مشيدا ب”الجهود الملفتة” التي قامت بها المانيا والنروج لاستضافة لاجئين سوريين.

وعبر اكثر من 219 الف لاجئ ومهاجر البحر المتوسط في 2014 وسط ظروف محفوفة بالمخاطر، “اي ما يفوق ثلاث مرات العدد السابق الذي كان 70 الفا في 2011″، كما اوضح التقرير. ولقي حوالى 3500 من الرجال والنساء والاطفال مصرعهم او اعتبروا مفقودين نتيجة محاولات العبور.

في ما يتعلق بالجدل الدائر في دول الاتحاد الاوروبي، قلل غوتيريس من حجم توافد المهاجرين الى الدول الثرية.

وذكر بان “86% من اللاجئين في العالم موجودون في دول نامية حاليا، ما يعني ان التصريحات التي قد نسمعها حول +التوافد الهائل+ للاجئين الى الدول الثرية ليس مطابقا للحقيقة”.

وتحدث المسؤول الاممي على سبيل المثال عن سياسة فتح الحدود التي تعتمدها تركيا ازاء اللاجئين السوريين. وصرح ان هذا “امر مهم في عالم تغلق فيه الكثير من الحدود وتبنى فيه الكثير من الجدران” مضيفا ان هذا سيشجع “الجميع على الاقتداء بها”.

وتعتبر تركيا اكبر بلد مضيف للنازحين السوريين الفارين من الحرب في بلدهم منذ 2011. وهي تستقبل رسميا 1,8 ملايين منهم من بينهم 300 الف لاجئ جديد منذ مطلع العام الجاري، ما جعل منها اول بلد يستضيف اللاجئين في العالم، بحسب المفوضية.

كما اشار تقرير المفوضية العليا الى فئة جديدة من اللاجئين هم “ضحايا منظمات اجرامية”، مشيرا الى ان هذه الظاهرة تتفشى في اميركا الوسطى والمكسيك.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية