مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

محمد بن سلمان: “وداعا يا عرب”.. “السوريّون رهائنُ لحرب تتجاوزهم”  

الصفحات الأولى لأهم الصحف اليومية في سويسرا
هذا الأسبوع، تركز اهتمام الصحف السويسرية على تصريحات ولي العهد السعودي بخصوص حق الإسرائيليين في أن تكون لهم أراضيهم الخاصة بهم وبقرب استعادة نظام الرئيس السوري بشار الأسد للغوطة الشرقية وبـ "أسوإ كارثة إنسانية في العالم" يُعاني منها ملايين اليمنيين بعد ثلاثة أعوام من الحرب المدمرة. swissinfo.ch

هذا الأسبوع، تركز اهتمام الصحف السويسرية على تصريحات ولي العهد السعودي بخصوص حق الإسرائيليين في أن تكون لهم أراضيهم الخاصة بهم وعلى مستقبل المواجهات في سوريا مع قرب استعادة القوات التابعة لنظام بشار الأسد للغوطة الشرقية، إضافة إلى آخر تطورات "أسوإ كارثة إنسانية في العالم" يُعاني منها اليمنيون بعد ثلاثة أعوام من الحرب المدمرة.


أولت غالبية الصحف السويسرية الناطقة بالألمانية الصادرة في الأيام الأخيرة اهتماما خاصا بتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان حول حق إسرائيل في الوجود. فقد صرح بن سلمان لمجلة أتلانتيك الأمريكية حرفيا: “أؤمن أيضا بأن الفلسطينيين والإسرائيليين من حقهم أن تكون لهم أراضيهم الخاصة بهم”. وبالفعل، تشكل هذه التصريحات تحولا جذريا في موقف الرياض، التي لا تعترف بإسرائيل ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية.

“نهاية خطب الإخوة والعروبة”

“على المدى الطويل، كانت خطب الوحدة والتضامن مع الإخوة العرب والمسلمين هي نهج الساسة العرب لتزييف الواقع وتحقيق مصالحهم الخاصة في محاولة لإرضاء الشارع العربي المطالب بالتضامن مع الشعب الفلسطيني. لطالما كانت الشعارات المزينة بالقومية العربية والدعوات الدينية أهم من محتوى الخطاب نفسه. لكن محمد بن سلمان قرر توديع خطابات العروبة والإخوة إلى الأبد..

.. تصريح ولي العهد هو مجرد تأكيد لتطبيع تدريجي يجري خلف الكواليس للعلاقات السعودية الإسرائيلية. ولكن خروج هذا التصريح من المملكة العربية السعودية، التي تحتل مكانة خاصة كقوة مهيمنة في المنطقة باعتبارها راعية للأماكن الإسلامية المقدسة دليل على فتح فصل جديد في تاريخ العلاقات العربية-الإسرائيلية”.

دنيا رمضان، صحيفة “برنر تسايتونغ”، 3 أبريل 2018.

“إسرائيل.. الشرطي الأمريكي الجديد في المنطقة”

“السعودية تريد ترتيب الأوراق في المنطقة، التي أصبح فيها الفلسطينيون والأتراك والإيرانيون محور الشر. القضية الفلسطينية لم تعد محور الهوية العربية. احتجاجات يوم الأرض في غزة لم تلق أي صدى في الشارع العربي. حالة اللامبالاة العربية تجاه الفلسطينيين مؤشر على أن العرب السنة يبحثون عن استراتيجية جديدة بعد اختلال التوازن في المنطقة لصالح إيران وتركيا وفشل تأسيس الدولة الفلسطينية وانتهاء فصل الربيع العربي بكارثة وزوال حلم عبد الناصر بالوحدة العربية. ولي العهد السعوي يسعى إلى بناء نظام إقليمي جديد تحت هذه الكومة من الأنقاض، حيث لا يوجد مكان حقيقي للفلسطينيين، الذين أصبحوا عامل إزعاج مع حلفائهم في أنقرة وطهران..  

.. من جهة أخرى، يريد البيت الأبيض تقليل وجوده في الشرق الأوسط وهذا يجعل إسرائيل بأذرعها الممتدة في البيت الأبيض عاملا مهما في حسابات الإستراتيجية السعودية. صحيح أن الرياض لم تُقم بعدُ أي علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. لكن بن سلمان يسعى إلى تعاون عسكري وثيق مع إسرائيل هدفه الأعداء المشتركين والجماعات الإرهابية وتركيا وإيران”.

بيير هويمان، مجلة “فيلت فوخه” الأسبوعية، 3 أبريل 2018.

“ثمن الإعتراف بإسرائيل”

“ما يبدو للوهلة الأولى مبادرة للسلام واستئناف المحادثات هو في الحقيقة إعلان حرب. جولة بن سلمان هي حملة علاقات دولية لتسويق بلاده وصورته كملك السعودية القادم ولتعزيز التحالف مع واشنطن وتل أبيب ضد إيران. السعودية هي في الحقيقة قزم متواضع بجانب القوة الإيرانية العسكرية وولي العهد بحاجة إلى الدعم الإسرائيلي والأمريكي ومباركة نتنياهو وترامب لممارسة الضغوط الدبلوماسية في معركته ضد إيران أو حتى شن حرب إذا لزم الأمر. في المقابل، ستمنح السعودية الإسرائيليين اتفاق سلام على حساب الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. ومن أجل هذا تسعى السعودية إلى أخذ زمام المبادرة في مفاوضات السلام”.

توماس أفيناريوس، صحيفة تاغس أنتسايغر، 4 أبريل 2018.

“القضية الفلسطينية عقبة في طريق بن سلمان”

“المقابلة (مع مجلة أتلانتيك الأمريكية) أٌجريت قبل المواجهات على الحدود بين إسرائيل وغزة. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد أن أحد نتائج التعاون الإسرائيلي العربي ستكون حلاً للقضية الفلسطينية، والتي هي بدورها تشكل عقبة في طريق محمد بن سلمان، الساعي إلى هزيمة إيران ودفع اقتصاد بلاده عبر تعاون مع إسرائيل”.

غودرون هارير، موقع الإذاعة والتلفزيون السويسري (بالألمانية)، 3 أبريل 2018.

“السوريون رهائنُ لحرب تتجاوزهم”  

في تقرير خصصه سيمون بوتيت لمستقبل الأوضاع في سوريا ونشرته صحيفة “لوتون” الصادرة يوم 5 أبريل 2018، جاء على لسان طوماس بياريه، الباحث في جامعة أدنبره البريطانية أن الغوطة – الضاحية القريبة من دمشق وأول منطقة تنتفض وتتخلص من سيطرة نظام بشار الأسد منذ عام 2012 – “كانت تمثل تحديا دائما للنظام”.

أما اليوم، فإن الإنتصار الذي توشك قوات النظام على استكماله باستعادة السيطرة على هذه المنطقة “لم يكن مُمكنا دون الدعم الذي لا يتزعزع من جانب حلفائه” بدءا بروسيا بقيادة فلاديمير بوتين التي جاءت في خريف 2015 لنجدة الرئيس السوري الذي كان يُعاني حينها من صعوبات جمة. في هذا الصدد، يذهب فابريس بالانش، الباحث الزائر في جامعة ستانفورد والمتخصص في الشؤون السورية إلى أن “المنعرج الحقيقي للحرب كان سقوط حلب. فقد أظهر الطيران الحربي الروسي أنه مستعد لمسح أحياء بأكملها من وجه الأرض”.

الصحيفة التي تصدر بالفرنسية في لوزان، لفتت إلى أن الأمم المتحدة – وعلى عكس ما حصل لدى إجلاء آخر العائلات المتبقية من مدينة حمص قبل أربع سنوات – استُبعدت تماما من المفاوضات التي أجريت في الغوطة بشكل مباشر بين روسيا والمجموعات المتمردة. وأضافت أن “الأمم المتحدة في دمشق ليست قادرة على تأكيد المعلومات التي تفيد بأن عددا غير محدد من الرجال قد تم فصلهم عن أقاربهم واعتقالهم، مع كل ما يعني ذلك من مخاطر تعرضهم للتعذيب والإختفاء”.

في مقاله، تساءل سيمون بوتيت: “هل ستكون إدلب التي انسحب إليها آلاف الجهاديين والمنتمون منهم إلى تنظيم القاعدة بوجه خاص موقع المعركة الكبرى القادمة؟ في إجابته، حذّر يان إيغلاند، مستشار المفاوض الأممي شتيفان دي ميستورا للمسائل الإنسانية من أن المحافظة تحولت إلى “أكبر مخيم للاجئين في العالم باحتضانها لنحو مليون ونصف من المُهجّرين”. في المقابل، أعرب فابريس بالانش عن عدم اقتناعه بقرار وقف إطلاق النار الذي وعدت به كل من روسيا وإيران وتركيا مؤخرا (في اجتماع القمة الذي عُقد يوم الأربعاء 4 أبريل الجاري في إستانبول)، وتوقّع أن “النظام السوري سيعمل على تعزيز موقفه من خلال القضاء على آخر جيوب المقاومة في منطقة دمشق، ثم ما بين حمص وحماة، لكنه لن يتمكن من الذهاب حتى إدلب دون موافقة تركيا، التي تُريد الإحتفاظ بمنطقة عازلة على حدودها”.

وفي إشارة إلى إعلان البيت الأبيض يوم 4 أبريل الجاري بأن “المهمة (في سوريا) قد اقتربت من نهايتها”، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة قد تغادر على وقع انتصار على تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنه من المحتمل أن تترك المجال واسعا لكل من روسيا وإيران. كما أنها قد تتخلى عن الأكراد الذين قاتلوا – مع ذلك – ضد “الدولة الإسلامية”بمواجهة تركيا. لذلك فإنه “من المحتمل جدا أن يظل السوريون مرة أخرى رهائن لحرب تتجاوزهم”.   

“أسوأ كارثة إنسانية في العالم”

في عددها الصادر بتاريخ 4 أبريل الجاري، أوردت صحيفة “لا ليبرتي” التي تصدر بالفرنسية في فريبورغ بعض المُعطيات المُحيّنة بخصوص الحرب المستمرة منذ ثلاثة أعوام ونيف في اليمن، وأشارت إلى أن النزاع أدى حتى الآن إلى سقوط 9000 قتيل و50600 جريح على الأقل معظمهم مدنيون.

الصحيفة نقلت عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 22 مليون و200 ألف يمني (أي 76% من إجمالي السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم ما لا يقل عن 6 ملايين و800 ألف شخص بحاجة إلى “مساعدة غذائية فورية وملائمة ومستمرة”، كما تقول كارولين سوغان، المسؤولة عن عمليات منظمة “أطباء بلا حدود” غير الحكومية في اليمن.

سوغان تحدثت في حوار مطول مع الصحيفة عن التعقيدات الهائلة التي تُواجه عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن، وقالت: “إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، فسوف نتحدث قريبا عن مجاعة في اليمن”. كما أشارت إلى التدهور المُريع للأوضاع الصحية حيث “سجلنا تفشيا للأوبئة. ففي هذا العام، بلغت الكوليرا معدلات غير مسبوقة ومنذ فترة، أصبحت لدينا حالات الخناق (ديفتيريا) في عموم أنحاء البلاد. هناك أيضا، ارتفاع ملفت في حالات الإصابة بالمالاريا، دون احتساب سوء التغذية بطبيعة الحال”.

كيف يُمكن المجموعة الدولية أن تتدخل في هذه الوضعية الكارثية؟ تجيب كارولين سوغان، المسؤولة في منظمة “أطباء بلا حدود”: “إن تدخلها – لو حصل – سيكون معقدا، لأنها لا تعترف بالحوثيين الذي يُسيطرون على ثلاثة أرباع الأراضي. والنتيجة أن لا أحد يتفاوض معهم، أقله بشكل رسمي. فمنذ بدء النزاع، لم يتحول أي وفد رسمي إلى شمال اليمن. وفي الوقت، لا نرى أي مخرج (من هذه الوضعية). أما على المستوى الإنساني، فكل شيء يزداد تعقيدا.. وإذا ما لم تتحدث المجموعة الدولية إلى طرفي النزاع، فلا أرى كيف يُمكن أن تسير الأمور إلى الأمام”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية