مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ما هو المآل المُرتقب للترابط والتشابك العالمي؟

إعلان ضخم عن المنتدى الإقتصادي العالمي 2019 وفي الخلفية جبال مكسوة بالثلوج في دافوس
يستقبل منتجع دافوس شرق سويسرا هذا الأسبوع أكثر من 3000 شخص يُعتبرون من أهم الأسماء وأكثرها تأثيرا في الأعمال والإقتصاد والسياسة والمجتمع المدني لمناقشة مستقبل العولمة في إطار الدورة التاسعة والأربعين للمنتدى الإقتصادي العالمي. Keystone

من المنتظر أن تتصدر القضايا المتعلقة بعالمنا المتشابك – أو ما يسمى بـ "العولمة 4.0" - جدول أعمال دورة هذا العام للمنتدى الإقتصادي العالمي في منتجع دافوس. ولكن ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لشركات سويسرا وموقعها على الساحة العالمية؟

يقول كلاوس شفاب، رئيس مجلس إدارة المنتدى الإقتصادي العالمي ومؤسسه، إن التفاعلات الدولية بين الناس والشركات والحكومات يجب أن تصبح أكثر شمولاً (بمعنى الإدماج) واستدامة، ويضيف “علينا أن نرعى الخاسرين وأولئك الذين تُـركوا في مؤخرة الركب”.

يقول شفاب أيضا إن الإجتماع في دافوس المغطاة بالثلوج، يُوفر فرصة لقادة عالميين للإبتعاد قليلا عن التدبير اليومي للأزمات من أجل تحديد الأولويات واستغلال الفرص المستقبلية والتخفيف من التهديدات. فكيف يُمكن للعالم أن يتطلع إلى تقدم مستدام في عصر تقوم فيه تكنولوجيات مُربكة، كالذكاء الإصطناعي، بإدخال تغييرات جوهرية على كيفية عمل الاقتصاديات والشركات والمجتمعات والحكومات، ما يؤدي إلى بروز فائزين وخاسرين جدد؟

هذه المخاطر والرهانات كبيرة، ليس فقط بالنسبة للبلدان ولكن أيضا للشركات. ذلك أن نصف المشاركين البالغ عددهم 3200 الذين سيتجمّعون في دافوس يقدمون من عالم المال والأعمال. وسوف تكون من بينهم شركات سويسرية تنحدر من طيف واسع من القطاعات الموجودة في الخطوط الأمامية في مجال البحث عن حلول عالمية وفي قلب المشكلة في الآن نفسه.

سيحضر أكثر من 65 رئيس دولة، بما في ذلك الرئيس السويسري أولي ماورر، أشغال المنتدى الذي يستمر أربعة أيام ابتداء من 22 يناير الجاري في منتجع دافوس. وفيما سيحضر الرئيس الجديد للبرازيل جايير بولسونارو ونائب الرئيس الصيني تشيشان وانغ، سيتغيّب رئيسا الولايات المتحدة وفرنسا لانشغالهما بالتعاطي مع عدد من القضايا في بلديهما.

هذا العام، سيكون الموضوع الرئيسي للمنتدى الإقتصادي العالمي: “العولمة 4.0: صياغة هندسة جديدة في عصر الثورة الصناعية الرابعة”. وبما أن سويسرا تعد موطنًا لخمسة وعشرين ألف شركة أجنبية وسويسرية متعددة الجنسيات، فإن تغطيتنا ستركز على ما يعنيه ذلك للشركات الكبرى في المجالات الثلاثة التالية:

1. الغذاء والتكنولوجيا

كيف نُطعم السكان الذين تتزايد أعدادهم بسرعة في كوكبنا دون تدميره؟ بحلول عام 2050، ستكون الأرض موطنا لما يقرب من عشرة مليارات نسمة. وسيتطلب إطعامهم زيادة بنسبة 70٪ في إنتاج الغذاء، وفقًا لما ذكره المنتدى الإقتصادي العالمي. هل يمكن لشركات الأعمال المتخصصة في المجال الزراعي التي تتخذ من سويسرا مقرا لها مثل سينجينتا مواجهة التحدي المتمثل في الترفيع إلى أقصى حد في إنتاج الأغذية دون مفاقمة ظاهرة إزالة الغابات أو تعريض صحتنا للخطر؟ هل ستكون البروتينات البديلة الطريق الذي يتعيّن سلوكه؟

المزيد

 2 – تضييق الفجوة بين الجنسين

هذا العام، ستشارك رئيسة الوزراء النيوزيلندية، جاسيندا أرديرن، في المنتدى الإقتصادي العالمي لأول مرة، إلى جانب مُحاربات قدامى مثل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وكريستين لاغارد، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي. وتلاحظ سعدية زاهدي، المسؤولة عن جداول الأعمال الإجتماعية والإقتصادية في المنتدى الاقتصادي العالمي، أن أقل من ربع المشاركين في المنتدى لهذا العام هم من النساء على الرغم من الجهود التي يبذلها فريقها للزيادة في حجم مشاركة الإناث.

وتقول زاهدي: “هذه (النسبة) بعيدة عن التمثيل الكافي”، وتضيف أن “القضية الأساسية تتمثل في أن المسار المؤدي إلى القيادة مكسُور حاليًا”.

ما هي الدروس التي يمكن أن تقدمها القيادات النسائية الوافدة من شتى أنحاء العالم لسويسرا، البلد الذي لم يتمكن بعدُ من إيجاد موطئ قدم لها ضمن المراكز العشرة الأولى في تصنيف المساواة بين الجنسين الصادر عن المنتدى الإقتصادي العالمي؟ 

3 – الرقمنة في مجال الرعاية الصحية

سنحاول أن نستكشف كيف أن التقنيات الجديدة بدءًا من أجهزة تتبع اللياقة البدنية القابلة للإرتداء ووصولا إلى تحديد التسلسل الجيني بصدد تغيير نماذج الأعمال في صناعة المستحضرات الصيدلانية. في هذا السياق، تقوم شركات الأدوية السويسرية الكبرى مثل روش و نوفارتيس بجمع وتحليل كميات كبيرة من البيانات من أجل “تشخيص” العلاجات كي تتلاءم مع “المؤشرات الحيوية” الفريدة الخاصة بكل فرد، وإضفاء قدر أكبر من الكفاءة على التجارب السريرية. كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات صنع الأدوية يزعمون أن هذا يضع البشر في مركز الرعاية الصحية، لكن، ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لخصوصية البيانات، وما الذي يضمن أن هذه الإكتشافات ستفيد أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة إليها؟

أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن العولمة تظل قضية حساسة لسويسرا، البلد المضيف، الذي يُصنّف ضمن البلدان الأكثر تأثرا بالظاهرة على مستوى العالم.

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: كمال الضيف)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية