مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“150 ألف نازح يمني بحاجة إلى تدخّـل سريــع”

مواطنون يمنيون ينتظرون لأخذ ما يحتاجونه من الماء من حنفية تبرّع أحد الأثرياء من أبناء المنطقة ببنائها لمساعدة السكان. (صورة التقطت في صنعاء يوم 26 أبريل 2015). Keystone

مع استمرار العمليات العسكرية في اليمن، أصيبت معظم تجهيزات البِنية الأساسية بأضرار فادِحة، مما أدى إلى انعكاسات كارثية على أوضاع المدنيين، إذ توقّفت مولّدات الكهرباء عن العمل، وتعطّلت بسبب ذلك الخدمات الطبّية في المستشفيات، بما فيها عمليات غسل الكِلى.

وقال عز الدين الأصبحي، وزير حقوق الإنسان والإغاثة اليمني لـ swissinfo.ch إنه لا يوجد أفضل من منصّة العمل الإنساني والخيري لتحديد حاجات الشعب اليمني في هذه الفترة، من أجل إعادة الأمل له، خصوصا أن اليمن يدفع ثمنا باهِظا جدا، ما يستدعي مُعاودة النظر في علاقاتنا السياسية مع مَن حولنا، والعمل على إعادة لغة العقل وصون كرامة الإنسان والابتعاد عن لغة السلاح.

ألف قتيل و3500 جريح

وقال الأصبحي في لقاء مع swissinfo.ch في الدوحة على إثر مشاركته في اجتماع لرؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر في دول الخليج، خُصِّص لبحث الوضع الإنساني في اليمن: “إن الإحصاءات تشير إلى سقوط ألف قتيل و3500 جريح، إلى جانب 150 ألف نازح، كلهم بحاجة ماسّة إلى تدخل سريع، في ظلّ انعِدام الماء الصّالح للشرب وانقطاع الكهرباء على مناطق بأكملها، ومنها  صنعاء وتَعِز خاصّة”.

وأكد الأصبحي أن المواطنين في تلك المحافظات يقومون بجهود فردية للحصول على المِياه الصالحة للشرب والكهرباء، إلا أن الأوضاع كما يقول: “تزداد تدهْوُرا في ظِل انعِدام الحلول السياسية”، واستدل بأن 70% من صنعاء الجديدة، لا تعتمد على شبكة صحية عمومية، بل على حلول فردية يلجأ إليها مواطنوها.

وشكا الأصبحي من صعوبة جمْع المعلومات والبيانات الإحصائية، لرصد كافة الحاجات المُلحّة في الفترة الحالية، مُعتبرا ذلك “تحديا كبيرا، بالنظر للطابع الكارثي للوضع الإنساني في اليمن”. وأكّد أن شحّ الوقود شلّ المواصلات، وعطّل العمل في المستشفيات، في غالبية المدن اليمنية. وقال إن مشتقّات النفط تُعتَبر عصب الحياة في المستشفيات والمصحّات، مؤكِّدا أن أعدادا لم يُحدِّدها، من المُصابين فارقوا الحياة نتيجة توقّف الأجهزة الطبية عن العمل والنّقص الشديد في الأدوية.

الخسائر بالأرقام

تمّ إحصاء 2265 بيتا مُهدّما أو متضرِّرا، و48 مدرسة متضرِّرة، و5 مستشفيات.

هناك مخاوف من احتمال إغلاق مستشفى الثورة العام في صنعاء، الذي يستقبل أربعة آلاف زائر يوميا بسبب النّقص الحاد في الأوكسيجين والوقود. كما توجد مخاوِف كبيرة من انتِشار الأوبئة، نتيجة وجود جُثث وأشلاء في الشوارع، وفساد التطعيمات وانقطاع الماء.

في سياق متصل، أفاد الوزير أن الحكومة اليمنية تواصلت مع منظمات إغاثية دولية، بُغية توصيل المساعدات تحت إشرافها، مخافة أن تؤول تلك المساعدات، وخاصة النفط، إلى أيدي الميليشيات، مُوضِّحا أنه ستتم متابعة مسار المساعدات النفطية والعِلاجية، لضمان إيصالها إلى المحتاجين لها في اليمن. وقال إن 18 من أصل 22 محافظة يمنية تعاني من كارثة إنسانية، وتحتاج إلى عمليات إغاثة عاجلة. وحث السلطات المحلية في مختلف المحافظات، ليس على دعم الشرعية فحسب، وإنما أيضا على دعم العمل الإنساني بصورة سريعة.

وجوابا على سؤال في شأن المحافظات الأكثر حاجة للإغاثة، أوضح الأصبحي أنها المناطق التي تعرّضت لعمليات حرْبية وجرت فيها اشتباكات مسلّحة، وفي مقدِّمتها محافظات عدَن والضالِع وتَعِز وصعْدة، مُعتبِرا إياها “مناطق الألم الحقيقية”.

وأضاف أن صنعاء ما زالت تحت سيْطرة الحوثيين، مُحذِّرا من أن الوضع الصحّي فيها على وشَك الإنهيار بسبب أزمة الماء والكهرباء والدواء والوقود، مؤكِّدا أن المطلوب في الوقت الحاضر، هو خروج الجماعات المسلّحة المُختلفة من المُدن والمحافظات، حتى تستطيع السلطات الرسمية استِئناف العمل بشكلٍ حقيقي على الأرض.

الابتعاد عن المُماحكة السياسية 

وفي هذا السياق، حثّ الأصبحي القِوى المتصارعة في اليمن على “الإبتعاد عن المُماحكة السياسية والتركيز على العمل الإنساني الموحَّد، الذي يشكِّل الأساس لإعادة اللحّمة ورأب الصَّدع في اليمن”. وكشف لـ swissinfo.ch أن ما وصل حتى الآن من مساعدات، هي باخرة الصليب الأحمر التي دخلت إلى عدَن ووُزِّعت منها كميّات على لحج والضالِع، وهناك باخِرتان تحرّكتا من جيبوتي، لكن لن تصلا إلا مساء الأحد 26 أبريل الجاري.

وأضاف أن جمعيات الهلال الأحمر في دول مجلس التعاون الخليجي اتّخذت مُبادرات عّدة، بعضها فردي وبعضها الآخر جماعي، لإيصال مساعدات إنسانية عاجلة للشعب اليمني، بما فيها تأمين الأدوية والوقود لتشغيل الأجهزة الطبية. وأفاد أيضا أنه عرض أفكارا وحلولا سريعة على اجتماع رؤساء هيئات وجمعيات الهلال الأحمر في دول الخليج، الذي حضره في الدوحة، من بينها إقامة مستشفى عائم ومستشفيات طوارِئ في كلٍّ من عَدن وصنعاء وتعِز وصعْدة والضالِع، ومن بينها أيضا إعادة تشغيل أجهزة غسل الكِلى والأجهزة الطبِّية الأخرى في المستشفيات.

ومن الدوحة، انتقل الأصبحي إلى القاهرة في إطار مواصلة مِساعِيه لتفعيل دوْر الجامعة العربية في الإغاثة الإنسانية لليمن، غير أنه شدّد على أهمية العملية السياسية الرامية إلى حلحلة الأزمة، وشدد على أن “إحراز تقدّم على هذا الصعيد، سيُمكِّن من إعادة فتح الموانِئ لاستِقبال المواد الإستهلاكية المختلفة والأدوية ومشتقّات النفط والمُعدّات الطبية، بما يؤدّي إلى حل الأزمة الغذائية، وليس فقط توفير المساعدات العاجِلة”، على حد قوله. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية