مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غلينكور وإكستراتا السويسريتان تتجاوزان عقبة حيوية

واجه سور جون بوند، رئيس إكستراتا، غضب المتظاهرين في شهر سبتمبر 2012 عندما أعلن لأول مرة عن إمكانية الإندماج مع غلينكور AFP

بعد مسلسل تشويق تواصل ثلاثة أسابيع، وضعت مؤخرا شركة "غلينكور" لتجارة السلع الأولية ومجموعة "إكستراتا" للتعدين، اللّمسات الأخيرة على مخطط اندماجهما المُؤجّـل منذ عدة أشهر، وهو ما يمهد الطريق لميلاد عملاق يزن 67 مليار يورو بحلول نهاية عام 2012.

هذا الإندماج سيتيح للشركتين اللتين يوجد مقرهما بكانتون تسوغ (الذي يعتبر ملاذا ضريبيا مميزا) إمكانية الدخول حلبة المنافسة مع باقي عمالقة القطاع حول العالم.

وافق المدراء المستقلون لمجموعة “إكستراتا” يوم الإثنين 1 أكتوبر 2012 على عرض الشراء المنقح الذي تقدمت به “غلينكور”، شريطة أن يمنح أصحاب الأسهم أيضا موافقتهم على اتفاق مالي مثير للجدل يسمح بإبقاء أهم مُدراء الشركة في مناصبهم لمدة سنتين على الأقل مقابل حصولهم على علاوات مرتفعة.

وكان المدراء غير التنفيذيين لإكستراتا يدرسون منذ 10 سبتمبر 2012 عرض شراء بقيمة 33 مليون دولار تقدمت به غلينكور، سعيا إلى التوفيق بين المطالب المتضاربة للمساهمين حول بنود الإتفاق، وتشكيل مجلس الإدارة، وعلاوات الإحتفاظ بالوظيفة (لأهم مدراء الشركة) بقيمة تتراوح ما بين 140 و 173 مليون جنيه استرليني حسب تقارير متباينة.

 وبعد أن أدركت أن مشروعها أصبح مهددا، اضطرت الشركة السويسرية العملاقة لبيع المواد الأولوية لتحسين عرضها في شهر سبتمبر، من خلال رفع نسبة تبادل الأسهم إلى 3,05 مقابل 2,8 سابقا.

في المقابل، ينص العرض المُنقح لـ “غلينكور” على تعيين مديرها العام، إيفان غلاسنبيرغ، على رأس المجموعة الجديدة، وهو المنصب الذي كان سيعود مبدئيا إلى مايك ديفيس، “الزعيم التاريخي” لإكستراتا، إلا أنه أعلن أنه سيستلم الإدارة العامة للمجموعة المندمجة لمدة ستة أشهر فحسب يغادر الشركة على إثرها ليخلفه غلاسينبرغ في المنصب.

وقد يؤدي رحيل مايك ديفيس إلى إعادة النظر في توازن مجلس الإدارة المتكون من 11 شخصا، علما أن الصيغة الأولى من الاتفاق كانت تنص على أن يتشكل من ستة أعضاء من إكستراتا، من بينهم الرئيس، وخمسة من غلينكور. وقد اشترط المساهمون في إكستراتا نتيجة لذلك الحصول على “ضمانات” باحترام هذا التوازن، وإلا فإن الاندماج سيتخذ مظهر عملية سيطرة بحتة من قبل غلينكور، وسيبرر حسبهم تحديد نسبة تبادل أسهم أفضل.

وأضافت إكستراتا أن مديرها العام الذي سيغادر منصبه، مايك ديفيس، سيُعوض في مجلس الإدارة بمُسير آخر في إكستراتا للحفاظ على التوازن داخل المجلس.

صندوق الاستثمار “نايت فينكي”، أحد أكبر المساهمين العشرين في إكستراتا، أعرب عن انتقاده للخيار الذي اعتمده المدراء الذين لم يبدوا، حسبه، قدرا كافيا من الاستقلالية.

ووفقا لـمجموعة الاستثمار هاته، فإن عملية الاندماج بين طرفين متساويين التي أوصى بها مجلس إكستراتا يوم الإثنين 1 اكتوبر 2012، تعدل في الواقع آليات التحكم في المجموعة، خاصة من خلال استبدال المدير العام لإكستراتا مايك ديفيس بالمدير العام لغلينكور إيفان غلاسنيبرغ. كما صرح صندوق “نايت فينكي” أنه سيتشاور مع مستثمرين آخرين بهدف تحديد نهج مشترك لتعزيز استقلالية مجلس الإدارة.

في انتظار قرار “قطر القابضة”

وفي خطوة استبقت ممانعة وتردد العديد من المستثمرين، فصل مجلس إدارة إكستراتا التصويت على عرض الشراء في حد ذاته، والتصويت على علاوات إبقاء المدراء الذين يُعتبر استمرارهم في شغل مناصبهم ضروريا لحسن سير عمل الكيان الجديد.

وضمن هذا السياق، صرح رئيس شركة شارلز بوند: “في غياب إمكانية الاحتفاظ بأهم المسؤولين في اكستراتا لإدارة عمليات التعدين في المجموعة المشتركة (…)، يعتقد المدراء المستقلون في إكستراتا أن مقترح الترفيع من قيمة المجموعة يصبح موضع شك”.

ويوصي مجلس الإدارة المساهمين بقبول عملية الاندماج ومنح تلك العلاوات على حد سواء. وقد أوضحت شركة شارلز بوند أن “هذه المقاربة تحظى بدعم المساهمين الرئيسيين، لاسيما في ضوء تغيير المدير العام”. في المقابل، تشير إلى أن “مساهمين آخرين لازالوا يعارضون إما مبدأ تقديم العلاوات لمن سيحتفظون بمناصبهم (القيادية)، أو مخطط الترتيب الذي اتفق عليه مبدئيا لإتمام عملية الاندماج”.

وبينما أوصت كل من إكستراتا وغلينكور بالمضي قدما نحو الاندماج، لم يصدر بعد قرار “قطر القابضة” (ذراع الاستثمار لـ”هيئة الاستثمار القطرية”)، ثاني أكبر مساهم في إكستراتا بنسبة تفوق 12%. ولم يتسن إلى حين نشر هذا التقرير الحصول على تعليق من صندوق الثروة السيادية القطري. وكانت قطر، الدولة الغنية بالغاز في منطقة الخليج، قد أعلنت مؤخرا أنها “لم تقرر بعد إن كانت ستدعم العرض المعدل الذي قدمته غلينكور لشراء إكستراتا” وأنها “ستعلن القرار في الوقت المناسب بعد دراسة جميع التبعات”.

إذا تحققت عملية الاندماج بين “غلينكور” وإكستراتا”، سيكون مقر الشركة الرئيسي في سويسرا.

سيكون للشركة الجديدة ممتلكات ومشاريع في 33 بلدا، وستشغل نحو 130000موظفا.

ستضم ممتلكات “غلينكور” و”إكستراتا” في مجال التعدين أكثر من 100 منجم، و30 محطة تركيز، و25 مصهر للمعادن الأساسية، و8 محطات لاستخراج النحاس بالمذيبات، و4 مصانع للاستخراج الكهربائي للنحاس، و8 مصافي للمعادن الأساسية ومصافي للمعادن الثمينة.

ممتلكات أخرى: 

التصرف في شبكة عالمية من المخازن التي تصل سعتها الإجمالية إلى نحو 1،5 مليون طن من المواد المركزة والمعدنية، كما يمكن لها الوصول إلى 100 خزان عملاق لشتى أصناف المنتجات الزراعية وإلى موانئ بترولية في شتى أنحاء العالم.

ستشمل ممتلكات غلينكور وإكستراتا الزراعية 270000 هكتار من الأراضي الزراعية المستأجرة أو المملوكة.

كما ستكون بحوزتها 200 سفينة، إما مملوكة أو مستأجرة أو تدار تجاريا في قطاع الأعمال النفطية.

وستستفيد من إمكانية الوصول إلى عدد من الموانئ أو امتلاكها.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية