مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسعاد يونس: “قرصنة الأعمال السينمائية كـارثـة بكل المقاييس”

الفنانة إسعاد يونس أثناء مشاركتها في ندوة بمقر المنظمة العالمية للملكية الفكرية حول " قرصنة الاعمال السينمائية" 19 يوليو 2011 swissinfo.ch

شاركت الفنانة والمنتجة السينمائية المصرية إلى جانب نجوم ومنتجين أجانب في نقاش نظم مؤخرا في جنيف لجلب الإنتباه الى أخطار قرصنة الأعمال السينمائية والدعوة إلى مزيد حماية حقوق الفنانين والمنتجين. وفي لقاء مع swissinfo.ch شرحت السيدة إسعاد يونس أبعاد "الكارثة".

بدعوة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي تتخذ من جنيف مقرا لها، أسهمت الفنانة والمنتجة السينمائية المصرية إسعاد يونس يوم 19 يوليو 2011 في ندوة حوارية رفقة عدد من ممثلي الدول الأعضاء في المنظمة الدولية حول أخطار قرصنة الأعمال السينمائية وكيفية حمايتها على المستوى الدولي في عصر يتميز بالتطور السريع للوسائط الألكترونية وشبكة الإنترنت.

وإلى جانب السيدة إسعاد يونس، سجلت مشاركة الممثل الإسباني الشهير الحائز على جائزة الأوسكار خافيير باردام، والمخرج البريطاني إيان سميث والمنتج والمخرج الهندي بوبي بيدي.

وفي ندوة صحفية حضرها ممثلو وسائل إعلام محلية ودولية، أجمع المشاركون على توجيه نداء من أجل الدفع نحو إبرام معاهدة دولية جديدة من أجل ضمان حقوق الساهرين على الإنتاج السمعي البصري والحد من ظاهرة القرصنة التي “تجعل حوالي 90% من العاملين في هذا القطاع (من غير كبار الفنانين والمنتجين) يعانون في تلبية حاجياتهم اليومية بل حتى الحصول على القوت”، على حد تأكيد باردام.

“كارثة بكل المقاييس”

ولدى تطرقها إلى ظاهرة القرصنة في العالم العربي وفي مصر تحديدا، تحدثت الفنانة والمنتجة المصرية إسعاد يونس في تصريح خاص بـ swissinfo.ch عن “كارثة ” وقالت: “إنها تمثل كارثة بكل المقاييس لأن القرصنة جريمة يعرفها من يعلم شيئا عن القانون ومن كان يسدد من قبل مقابلا من أجل مشاهدة الأفلام”.

وترى يونس أن القرصنة “انطلقت في مصر مع بداية الإنترنت. ولم يقم أحد بتنبيه الناس إلى أن هذا خروج عن القانون لأنه ليس هناك قانون في الأصل، وبالتالي أصبح الشباب يجدون أنه شيء طبيعي أن يشاهدوا فيلما بلا مقابل، ويقوموا بتحميله” من خلال الوسائط الألكترونية المتاحة بكثرة وسهولة.

في انتظار اتفاقية دولية جديدة

في الأثناء، يبدو أن المشكلة التي تواجه عملية محاربة قرصنة الانتاج السينمائي تتمثل في أن الجهود المبذولة حاليا تتم في ظل محاولات جارية للتوصل إلى اتفاقية دولية جديدة لحماية حقوق الأعمال السمعية البصرية من الآن وحتى السنة المقبلة.

وفي رد على سؤال توجهت به swissinfo.ch، قال فرانسيس غاري، مدير المنظمة العالمية للملكية الفكرية: “نأمل في أن تسهم هذه الإتفاقية في توضيح أكثر على المستوى الدولي للإطار القانوني لحماية الملكية الفكرية في هذا الميدان بما في ذلك حقوق الفنانين”.

وأضاف المدير العام  للمنظمة العالمية للملكية الفكرية أن “الإتفاق الذي تم بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الشهر الماضي قد يُمهّد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق بخصوص المعاهدة الجديدة من هنا وحتى منتصف العام القادم”، إلا أنه يعتقد أن عملية تصديق الدول الأعضاء في المنظمة (وعددهم 184) عليها “قد تستغرق وقتا أطول”.

وفي مجال الحماية الدولية للملكية الفكرية، تعتبر اتفاقية روما الأساس الذي تقوم عليه حماية الملكية الفكرية في مجال الإنتاج السمعي البصري ولو أن ذلك يتم بشكل غير شامل ويركز بالدرجة الأولى على الإنتاج الصوتي. في المقابل، يبدو من خلال المراجعة التي قامت بها المنظمة العالمية للملكية الفكرية سنة 2005، أن عددا من الدول وسّع من رقعة الحماية في هذا المجال إما عن طريق قوانين داخلية أو عبر التفاوض الجماعي من خلال النقابات المعنية.

ومن الناحية التاريخية، تعود جذور هذا الجدل إلى المؤتمر الدبلوماسي للدول الأعضاء في المنظمة الذي انعقد في عام 1996 ولم يتمكن حينها من التوصل إلى اتفاق بين الأطراف التي كانت ترغب في حماية الإنتاج الصوتي والجهات التي كانت تريد توسيع الحماية لكي تشمل أيضا الإنتاج السمعي – البصري. وأسفرت  نتيجة المفاوضات عن إبرام اتفاقية المنظمة العالمية للملكية الفكرية المتعلقة بالإنتاج الصوتي والإكتفاء بالدعوة لعقد “مؤتمر دبلوماسي” لمعالجة موضوع حماية الإنتاج السمعي – البصري.

هذا المؤتمر لم ينعقد إلا في عام 2000. وعلى الرغم من تحديد مشروع اتفاق بتسعة عشر بندا يتعلق بحماية الانتاج السمعي البصري، تم الاختلاف حول الصيغة التي تتخذها الاتفاقية ما بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي . وبعد تأجيلات متكررة  لتذليل الخلافات يعرف المشروع اليوم هذا التحرك الذي قد يوصله حسب تطلعات المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية فرانسيس غاري في منتصف العام 2012 الى إبرام اتفاق دولي لحماية الاعمال السمعية البصرية.  

فراغ قانوني تام ، وعدم اهتمام، وقلة وعي!

اما عن الوضع في العالم العربي وفي مصر بالتحديد فتقول الفنانة والمنتجة المصرية إسعاد يونس “في مصر لم يكن النظام السابق يعترف بالسينما عموما. ولم يعترف النظام خلال الثلاثين عاما الماضية بالثقافة بشكل عام ، أدار لها ظهره بمنتهى الحدة . وبالتالي بدأت تُنهب وتراجعت كثيرا”.

وبخصوص التوعية لخطورة عملية القرصنة على الانتاج السينمائي والفني عموما ” تقول السيدة إسعاد يونس ” عندما تخاطب الشباب فجأة بأن ما يقمون به من تحميل هو منافي ومعارض للقانون وبأنه عليهم أن يدفعوا مقابلا، تصبح المشكلة أصعب”.  لأن ذلك يتطلب توعية الجمهور “وإعادة برمجة المتلقي  على أن هذا المحتوى الذي يشاهده يساوي مالا أو يساوي على الأقل شرعية “.  

أمل أكثر في تفهم جيل الثورة !

على صعيد آخر، يترك التغيير الثوري الجاري في العالم العربي وفي مصر بالتحديد هو من صنع جيل الإنترنت، أملا لدى السيدة إسعاد يونس كي يتفهم شباب الثورة أكثر من غيرهم هذه الحقوق ويساعد في احترامها وتقول: “نحن اليوم على مشارف دولة جديدة ونظام جديد ومن هنا نستطيع أن نقول أن لدينا الفرصة لنبدأ من جديد”.

وبما أن الذين أطلقوا شرارة الثورة المصرية هم من شباب الإنترنت، ترى إسعاد يونس أنهم “شباب واعون وملمون بالقوانين، وشباب يريد أن يعدل من الأوضاع الخاطئة” مضيفة “لدي أمل كبير في أن تكون حقوق الملكية الفكرية إحدى هذه الأمور التي سيعمل الشباب على تحقيقها”.

وفي غياب أي تنسيق على المستوى العربي في مجال محاربة القرصنة، وبحكم ما لمصر من ريادة في مجال الإنتاج الفني والعمل السينمائي، اعتبرت السيدة إسعاد يونس أن قدومها إلى جنيف إلى جانب عدد من الفنانين الغربيين والآسيويين يأتي في سياق “محاولة الإستفادة من خبرة المنظمات الدولية في هذا المجال”، ومن ثم للترويج لاحقا في العالم العربي للإتفاقية القادمة التي تعتزم المنظمة العالمية للملكية الفكرية إبرامها من أجل الدفاع عن حقوق المنتجين والفنانين بشكل عام.

تشغل منصب رئيسة مجلس إدارة شركة الانتاج السينمائي “العربية للسينما” إحدى أهم دور الانتاج  والتوزيع السينمائي في مصر.

أنتجت الشركة تحت رئاستها أكثر من 100 فيلم منذ التأسيس في عام 2000.

شملت الأفلام المنتجة كل الأذواق وشارك فيها كبار الفنانين المصريين من بينهم عادل إمام.

بدأت حياتها المهنية كمرشدة سياحية قبل أن تُعرف كفنانة وممثلة في المسلسل التلفزيوني “ميزو” في عام 1977.

نالت شهرة واسعة بعد الدور الذي قامت به كممثلة وكاتبة سيناريو في فيلم “بكيزة وزغلول ” عام 1987، ودورها في فيلم “الدخول بالملابس الرسمية”. ويُعدّ “عمارة يعقوبيان” من أشهر الأفلام التي أنتجتها شركتها للإنتاج السينمائي.

في الوقت الحاضر، تشغل السيدة إسعاد يونس في الوقت الحالي منصب نائبة رئيس الغرفة المصرية للسينما. كما تمارس الى جانب عملها الفني والتجاري نشاطها الصحفي الذي بدأته كمذيعة في إذاعة الشرق الأوسط  ثم في محطة “أوربت” التلفزيونية لاحقا. وتنشر حاليا مقالات أسبوعية في عمود رأي في صحيفة “المصري اليوم”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية