مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

استعدادات في زيورخ لتنظيم أول سباق دولي للهجن في أوروبا!

swissinfo.ch

مغامرة التونسي الكامل بن سالم لم تقتصر على تربية الجمال في بلد مثل سويسرا، بل ذهبت إلى حد محاولة إدخال سباق الهجن ضمن التظاهرات الرياضية والثقافية في البلدان الأوروبية، إذ يعمل بالتعاون مع الاتحاد العربي لسباق الهجن على تنظيم أول سباق دولي في زيورخ في منتصف عام 2010.

حمل الكامل بن سالم معه في هجرته إلى سويسرا تقاليد ثقافية شب عليها في بلده الأصلي تونس، وبالتحديد منطقة دوز المعروفة بتربية الإبل وبمهرجانها الدولي، مهرجان الصحاري الدولي. فبعد أن شرع في تربية الإبل في ضواحي كانتون شافهاوزن شمال شرق سويسرا، ينوي الآن نقل إسطبله المشتمل على 11 جملا إلى ضواحي زيورخ، حيث يـُحضر لتنظيم أول سباق دولي للجمال في أوروبا.

جسر بين الثقافات والحضارات

وبعد أن راودته فكرة تنظيم سباق دولي للإبل في أوروبا منذ وصوله إلى سويسرا، خطى الكامل بن سالم خطوة إضافية في هذا الاتجاه بتوجيه دعوة لأعضاء في الاتحاد العربي للهجن، من ضمنهم مساعد أمين السر العام للاتحاد العربي للهجن، السيد عبد الله مانع المطيري، لزيارة سويسرا والتعرف على الإمكانيات المتاحة، وتم عقد جلسة عمل في منتصف شهر أغسطس المنصرم بحضور ممثلين عن نوادي سباق الجمال في ألمانيا والنمسا وفرنسا وتونس.

ويقول السيد بن سالم: “تم الاتفاق على أن تكون أول مسابقة دولية للجمال في ديلسدورف بضواحي زيورخ، إما يومي 26 و27 يونيو 2010 أو يومي 3 و4 يوليو 2010”.

ولا يرغب السيد الكامل بن سالم في أن تكون المناسبة مجرد سباق إبل، بل أن ترافق بمظاهر وأجواء الحياة البدوية، بحيث سيتم تنظيم أكلات تقليدية وحفلات موسيقية، لكي يتحول الحدث إلى “جسر بين الثقافات والحضارات”، حسب كلمات السيد بن سالم، إذ يعتبر أن تربية الجمال وسباق الجمال هو بـمثابة “إرث ثقافي، وعلينا أن نواصله لكي نترك بصمة لهذه الثقافة وهذه العادات والتقاليد”.

ترحيب ومشاركة من الجانبين

منطقة ديلسدورف بضواحي زيورخ، حيث سيتم تنظيم السباق، تملك حلبة لسباق الخيول. وقد سبق للسيد الكامل بن سالم أن نظم فيها سباقا استعراضيا العام الماضي.

وعن كيفية استقبال المسؤولين في الحلبة وفي البلدية لفكرة تنظيم سباق دولي يعتبر الأول من نوعه في أوروبا، يقول السيد بن سالم: “أود في البداية أن أشكر الساهرين على حلبة ديلسدورف وعلى رأسهم المدير العام أورس كلافاديتشر، الذين رحبوا بالفكرة على أنها تخرج عن المألوف وتستهوي جمهورا إضافيا غير جمهور سباق الخيل”. ويستكمل قائلا: “لقد رحب رئيس بلدية ديلسدورف بالفكرة، ولو أن التشجيع اقتصر على الجانب المعنوي”.

أما الجانب العربي، فقد رحب بالفكرة حتى أن وفد الاتحاد العربي لسباق الهجن استغرب للإقبال الذي يبديه الجمهور والمسؤولون في بلد مثل سويسرا على الجمال وعلى سباق الجمال. ويقول السيد بن سالم: “إن نائب مساعد أمين السر العام للاتحاد العربي للهجن السيد عبد الله مانع المطيري، وعد بتحمل ما بين 70% أو 80% من نفقات تنظيم السباق في سويسرا”.

وبالنسبة للمشاركين الأوروبيين، فسويسرا تتقدمهم بصفتها البلد المنظم، إضافة إلى ألمانيا والنمسا وفرنسا وإسبانيا. ويقول السيد بن سالم “إن هناك محاولات للاتصال بممثلين لنوادي إبل من بريطانيا وإيطاليا أيضا”.

ومن الجانب العربي، فيعتقد السيد بن سالم أن كل الدول المشاركة في الاتحاد العربي لسباق الهجن والمهاري الذي مقره في الكويت، يمكنها أن تشارك في سباق زيورخ. والدول المعنية هي، الكويت وعُـمان والإمارات العربية المتحدة وليبيا وتونس والجزائر ومصر.

ترتيبات ضرورية ومعايير صارمة

إذا كانت تربية الجمال لا تلاقي مشاكل كثيرة في بلد مثل سويسرا، نظرا لتكيف سلالات من الإبل مع المناخ البارد والسائد في أغلب المناطق الأوروبية، فإن إحضار جمال من البلدان العربية يخضع لترتيبات صحية وإجراءات قانونية معقدة.

ولتفادي تلك التعقيدات، اقترح الكامل بن سالم أن تقتني كل دولة من الدول العربية المشاركة في الاتحاد، زوجين من الإبل ذات المنشإ الأوروبي، سواء من إسبانيا أو ألمانيا، وأن تربى في إسطبله في زيورخ لكي تكون جاهزة للمشاركة في أي سباق ينظم على المستوى الأوروبي، وبالتالي، فإن الوفود القادمة تقتصر على المنظمين ورؤساء النوادي والاتحادات واثنين من المتسابقين “جوكي” لكل بلد. وتتمثل فكرة المنظمين في أن يصبح السباق دوريا كل سنة في بلد من البلدان الأوروبية.

ولدى الحديث عمـّا شاب سباق الهجن في البلدان الخليجية منذ فترة من انتقادات بسبب استغلال أطفال صغار من باكستان وبنغلاديش لقيادة الإبل المتسابقة نظرا لخفة وزنهم، أوضح السيد الكامل بن سالم أن سباق زيورخ يرغب في تفادي كل ما من شأنه أن يجلب مثل هذه الانتقادات، قائلا: “اتفقنا على أن سباق سويسرا لن يشارك فيه كمتسابقين، لا أطفال ولا إنسان آلي (روبوت)”، علما بأن كثرة الانتقادات والشكاوى القضائية التي أثيرت ضد بلدان خليجية تستخدم الأطفال الصغار في سباق الجمال، دفعت إلى تعويضهم بإنسان آلي.

ويضيف السيد بن سالم: “تم الاتفاق على أن أي متسابق يشارك في سباق الجمال في سويسرا، يجب أن يكون عمره فوق الثمانية عشر عاما”.

وإلى جانب الصرامة في تفادي الشوائب التي ارتبطت بهذا السباق، يرغب السيد الكامل بن سالم في أن لا تقتصر جهوده على تنظيم أول سباق دولي للجمال في أوروبا، بل في تحويل التظاهرة إلى حدث ثقافي. ولهذا الغرض، يقول: “إنه بالإمكان بالنسبة لمكاتب السياحة للبلدان العربية المتواجدة في سويسرا وفي البلدان الأوروبية الأخرى، المشاركة لإظهار عروضها السياحية وتراثها الثقافي”، كما يوجه نداءً للقنصليات والمكاتب الثقافية العربية لكي “تسهم في الحدث، كل حسب استطاعته”.

محمد شريف – جنيف – swissinfo.ch

هو من مواليد دوز بالجنوب التونسي. ترعرع في عائلة لها تقاليد تربية الجمال أبا عن جد. قدم إلى سويسرا في عام 2000.

وفي عام 2004، أقدم على تربية الجمال في ضواحي شافهاوزن لكي يصل عدد الجمال التي يملكها 11 جملا. وسهر السيد بن سالم على تنظيم عروض وسباق الجمال. في البداية، كانت عبارة عن سباقات محلية في ألمانيا في سنة 2005 و2006. وفي سنة 2007، نظم سباقا استعراضيا في ديلسدورف بالقرب من زيورخ بمشاركة خمسة من الجمال التي يربيها في إسطبله.

وعن فكرة تنظيم سباق دولي للجمال في أوربا يعتبر الأول تقريبا من نوعه، يقول السيد كامل بن سالم: “فكرة تنظيم سباق دولي للجمال في أوروبا ضلت تراودني منذ البداية. وبحكم ترددي على مهرجان دولي لسباق الجمال في تونس المعروف “بمهرجان الصحراء الدولي”، التقيت بالسيد أبو دواس رئيس اللجنة التنفيذية للنادي الكويتي لسباق الهجن، وهو الذي طرح فكرة محاولة تنظيم سباق عالمي في أوروبا”.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية