مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صعوبات جمّة تُواجه المُتدربين في المنظمات الدولية في جنيف

تجتذب الأمم المتحدة العمال والموظفين من جميع أنحاء العالم إلى جنيف، بما في ذلك الآلاف من المتدربين. لكن القليل منهم تسنى له الحصول على تدريب مدفوع الأجر.

وفقًا لمبادرة التدريب العادلرابط خارجي، وهي شبكة عالمية مناصرة تمثل المتدربين والمهنيين الشباب العاملين في وكالات الأمم المتحدة، فإن 80٪ من وظائف التدريب الداخلي لا يتحصل أصحابها على راتب. بالنسبة للـ 20٪ المتبقية، فإن الأجور المنخفضة تجعل من الصعب على المتدربين العيش بهذا الأجر في أماكن مثل نيويورك أو جنيف، وهي واحدة من أغلى المدن في العالم. ومع أن كانتون جنيف اعتمد مؤخرًا حدًا أدنى للأجور يبلغ حوالي 4000 فرنك (4500 دولار أمريكي) شهريًا، لكن هذا لا ينطبق على المنظمات الدولية.

لعدة سنوات، اجتمع المتدربون العاملون في المنظمات الدولية معًا للدفاع عن حقوقهم، بما في ذلك الحق في الحصول على أجر عادل. في حالة التدريب الداخلي غير مدفوع الأجر، تقدم بعض منظمات الأمم المتحدة مزايا أخرى، مثل خصومات في مقاهي الموظفين أو دروس لغة مجانية.

يقول منتقدو النظام الحالي إن الخريجين من العائلات الثرية فقط يمكنهم الحصول على فرص التدريب في المنظمات الدولية والعيش لفترات طويلة دون الحصول على أي راتب. وهذا يقلل بشكل كبير من قدرة المنظمات الدولية على اجتذاب أشخاص من مختلف البلدان ومن شتى الخلفيات الاجتماعية.

تتمثل إحدى المشكلات في أن الغالبية العظمى من المتدربين الذين لا يحصلون على أجر لا يتحدثون بصراحة عن أوضاعهم. ويخشى الكثير من أن يؤثر ذلك على خبرتهم في العمل أو على فرص العمل المستقبلية في المنظمات الدولية.

تظل استراتيجية الأمم المتحدة تجاه المتدربين مجزأة. وتخضع الأمانة العامة للأمم المتحدة لأمر إداريرابط خارجي ، حيث يُعتبر المتدربون “موظفين دون مقابل” وليسوا موظفين. وفيما تقول الأمم المتحدة إن الأمر متروك للدول الأعضاء لتغيير الأمور، إلا أن المنظمة الأممية والدول الأعضاء لم تُقدم – مع ذلك – أي التزامات.

في غياب بروتوكول مشترك، حاولت العديد من وكالات الأمم المتحدة تحسين سياسات التدريب الخاصة بها. منذ عام 2017 ، بدأت بعض الوكالات المتخصّصة التابعة للأمم المتحدة، بما في ذلك منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، في إقرار أشكال من المكافآت لمتدربيها. لكن هناك طريق طويل لا زال يتعيّن قطعه قبل الوصول إلى ضمان أجور عادلة لهذه الشريحة.

(نقله إلى العربية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

اكتب تعليقا

يجب أن تُراعي المُساهمات شروط الاستخدام لدينا إذا كان لديكم أي أسئلة أو ترغبون في اقتراح موضوعات أخرى للنقاش، تفضلوا بالتواصل معنا

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية