مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

انطباعات من جزيرة ساموس اليونانية

يقول متطوعون سويسريون في أحد مخيمات اللاجئين التي أقيمت لإيواء آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء الذين اكتظت بهم الجزر اليونانية في شرق بحر إيجه إنهم يعتقدون أن السلطات اليونانية – وبدعم من الغرب - بصدد انتهاك بعض الحقوق الإنسانية للاجئين.

في مخيم أقيم على جزيرة ساموس اليونانية، شرق بحر إيجه، تقول إيليان أبوستولو إنها تشعر بالغضب من الكيفية التي تسير عليها بعض الأمور هناك لكنها عاجزة عن وضع حد لها.

وفي تصريحات لـ swissinfo.ch، تقول السيدة السويسرية أصيلة برن (53 عاما) والمقيمة في الجزيرة منذ 22 عاما: “إن ما نراه هنا هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان”.

وتضيف أن “الغرب شريك في المسؤولية عن بؤس ومعاناة اللاجئين. فطالما تقوم البلدان الأعضاء في الإتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي بتصدير الأسلحة وإسقاط القنابل، فنحن شركاء”.

متطوعة أخرى اسمها باتريسيا بونتي بيريز تحدثت عن شعور الفزع الذي انتابها جراء الأوضاع الهشة للاجئين. وكانت الشابة التي تبلغ 19 عاما من العمر والقادمة من كانتون أرغاو قد تركت شغلها في شهر فبراير الماضي للإنضمام إلى متطوعين آخرين قدموا من شتى أنحاء العالم لمحاولة تقديم المساعدة في جزيرة ساموس.

“في الميناء، أعطينا الملابس والأحذية الجافة وأحذية للاجئين فور وصولهم وبعد أن غمرتهم المياه.. لقد كان أمرا مُرهقا حقا”، وتضيف “لعبنا مع الاطفال، ورقصنا، وأسكنّاهم في قلوبنا. إنه أمر جيّد أن ينشغل الصغار وأن يتخفف الآباء من الأعباء لبعض الوقت”.

أشبه شيء بالسجن..

في العام الماضي، أوردت منظمة هيومان رايتس ووتش في تقاريرها أن آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في الجزر اليونانية الواقعة في بحر إيجه واجهوا ظروفا فظيعة في الوقت الذي تفاقمت فيه الأزمة الإنسانية للأشخاص القادمين إلى الجزر عبر البحر.

كما اشارت المنظمة الحقوقية إلى أن اليونان الذي يُعاني من أزمة المديونية الخانقة لم يكن قادرا على تلبية الحد الأدنى من التزاماته الأساسية تجاه الأشخاص الواصلين إلى هناك الذين فرّ معظمهم من العنف والقمع في بلدان مثل سوريا والعراق وأفغانستان.

في الأسابيع الأخيرة، تدهورت الأوضاع في جزيرة ساموس بشكل درامي نتيجة للإتفاق الجديد المبرم بين الإتحاد الأوروبي وتركيا. إذ يتعيّن الآن تسجيل القادمين الجدد وجوبا، ثم نقلهم إلى مركز استقبال تُحيط به أسلاك شائكة، ولا يُسمح لهم بمغادرته.

قبل هذا الإتفاق، كان متاحا لسكان المخيم – الذين يُقدر عددهم بالمئات – التحرك بحرية طبقا لما نقله لاجئ باكستاني عبّر عن انزعاجه من الوضع الحالي حيث “أصبحنا محتجزين وكأننا في سجن”، على حد قوله. في المقابل، رفضت الشرطة تقديم إحصائيات دقيقة بشأن عدد المقيمين في المخيم.

وبما أن الجيش والشرطة يقومان بإيصال الإمدادات إلى مركز الإستقبال في “فاتي”، عاصمة الجزيرة، لم يعد بإمكان المتطوعين القيام بشيء يُذكر، لكن الشابة بونتي بيريز تقول: “سأبقى هنا في الفترة المقبلة.. أريد أن أعرف ما الذي سيحدث للاجئين، وما إذا كان من الممكن تقديم أي مساعدة”.

(النص والصور: غابي أوخسنباين، swissinfo.ch) 

(نقله إلى العربية وعالجه: كمال الضيف)

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية