السويسريون.. شعبٌ من الـرّمــاة

السابق التالى

جنود بالبزة العسكرية خلال استعادة تاريخية لذكرى معركة نويونيغ Neuenegg (كانتون برن) التي شهدت في عام 1798 مُواجهة بين قوات من برن والجيش الفرنسي. © Didier Ruef

السير في اتجاه منطقة "فال دا أوستا" (Val D'aosta) الإيطالية المحاذية للحدود مع سويسرا. في مايو 1800، مرّ نابليون بونابرت من معبر "غران سان برنار" الجبلي (الرابط بين سويسرا وإيطاليا) خلال حملته العسكرية الثانية على إيطاليا. في الصورة: إعادة تجسيد لعملية عبور القوات لجبال الألب. © Didier Ruef

مجموعة من المُراقبين يستخدمون أدوات خشبية لإعلام الرماة الذين يبعُدون عنهم مسافة 383 مترًا بموقع الثقب الذي خلفته آخر رصاصة قاموا بإطلاقها على الأهداف الثابتة. غوتّانن Guttanen، كانتون برن. © Didier Ruef

ماسورة بندقية في ميدان "سان جورج" للرماية في جنيف، ومجموعة من المشاركين في احتفالية الرماية السنوية في غريمسيل Grimsel التابعة لبلدية غوتّانين Guttannen (كانتون برن). © Didier Ruef

مسدس من طراز SIG P210 يملكه عضو في جمعية للرماية تحمل اسم "Les Exercices de l'Arquebuse et de la Navigation" في جنيف. © Didier Ruef

اجتماع يعقده أعضاء جمعية " Exercices de l'Arquebuse et de la Navigation" للرّماة في جنيف. في الخلفية، يُمكن رؤية لوحات زيتية تعرض رسوما لعدد من مشاهير الرُماة السابقين. © Didier Ruef

يقوم إيفان ترياكّا، العضو في جمعية الرماية المسماة "رُماة غاجيو" (Tiratori del Gaggio) بالتثبت من نظافة ماسورة بندقية هجومية من طراز SG 550 قبل أن يقوم بإعادة تجميعها. بلدة كوريليا Cureglia (كانتون تيتشينو). © Didier Ruef

على اليسار: أثناء عرض عسكري أقيم في مدينة تُـون Thun (كانتون برن)، حمل كل من الأب والابن بندقية هجومية من طراز SG 550. على اليمين: شابة تنتظر الإعلان عن حصيلة النقاط التي حققتها خلال مسابقة للرماية بالأسلحة النارية انتظمت في سهل روتلي Rütli (كانتون أوري) الذي تزعم الأسطورة أنه شهد ميلاد الكنفدرالية السويسرية. © Didier Ruef

ثقوب خلفها إطلاق الرصاص على أحد الأهداف التي صوّب عليها المشاركون خلال مسابقة للرماية نُظمت في بلدة غريمسيل Grimsel التابعة لبلدية غُوتّانين Guttanen (كانتون برن). © Didier Ruef

طفل يلعب بمسدس من طراز SIG Sauer Pro Series أثناء عرض نظمه الجيش السويسري في مدينة تُـون Thun (كانتون برن). © Didier Ruef

سبعون هدفًا ثابتا تمت تهيئتها للمشاركين في مسابقة مورغارتن Morgarten للرماية، التي تنظم تخليدا لذكرى المعركة الشهيرة التي تحمل نفس الاسم. كانتون تسوغ. © Didier Ruef

على اليسار: أحد الرماة يُصوّب الهدف استعدادا لإطلاق النار من بندقيته، مورغارتن Morgarten (كانتون تسوغ). على اليمين: صياد يحمل شامواه (وهو نوع من ظباء الماعز المتوطنة في جبال أوروبا) محشوّا في جرابه، لوغانو (كانتون تيتشينو). © Didier Ruef

شاب يقوم بتجربة بندقية هوائية (وتسمى أيضا بندقية ضغط الهواء) من طراز Anschütz في ميدان الرماية التابع لشركة Ruag Ammotec في مدينة تُـون Thun (كانتون برن). © Didier Ruef

أحد الرماة المُرتدين لملابس عسكرية تاريخية يأخذ نصيبا من الراحة حذو بندقيته على حافة طريق "سان بيرنار" Saint Bernard الجبلي القديم (كانتون فاليه). © Didier Ruef

• صورة 1
• صورة 2
• صورة 3
• صورة 4
• صورة 5
• صورة 6
• صورة 7
• صورة 8
• صورة 9
• صورة 10
• صورة 11
• صورة 12
• صورة 13
• صورة 14

تُعتبر الرماية، أي التصويب بالسلاح إلى هدف محدد، واحدة من أكثر الرياضات شعبية في سويسرا. ومع أن جذورها تعود إلى أواخر العصور الوسطى، إلا أنها أصبحت في القرن التاسع عشر بالخصوص جزءًا مهمًا من الهوية الوطنية. واليوم، يعتبر الكثير من الرماة أن هوايتهم تتعرض للتهديد من القانون الجديد لحيازة الأسلحة المعروض على تصويت الناخبين يوم 19 مايو 2019.

لدى القيام بجولة سيرا على الأقدام في الريف السويسري، فمن المحتمل جدا أن يمر المرء بالقرب من ميدان مُخصّص لممارسة الرماية بالأسلحة النارية أو أن يلتقي في طريقه بمدنيين حاملين لبنادق هجومية على أكتافهم.

العديد من السويسريين مُولعون بممارسة الرماية بل يعتبرون أن الاستخدام الرياضي للأسلحة النارية يمثل جزءا من التقاليد الوطنية. أما في واقع الأمر، ودون أي رغبة في النيل من أسطورة ويليام تيل، فإن الرمايةرابط خارجي مرتبطة بشكل قوي مع بدايات تشكل الدولة القومية السويسرية الحديثة في أوائل القرن التاسع عشر.

ذلك أنه ابتداء من الفترة التي حكم فيها نابليون سويسرا، شهدت جمعيات الرماية نموا كبيرا. وفي عام 1824، تم تنظيم أول مهرجان فدرالي للرماية في مدينة آراو. وفي السنوات الموالية، أصبحت الاحتفالات وجمعيات الرماية مناسبات ومواقع تجمّع مهمّة للحركة الليبرالية الناشئة في البلاد.

بعد تأسيس الدولة الفدرالية في عام 1848 وإقرار الخدمة العسكرية الإلزامية – التي تشمل أيضًا إجبارية القيام بتمارين رماية بالسلاح الناري خارج فترات الخدمة – برزت للوجود ميادين رماية جديدة في جميع أنحاء التراب الوطني.

من مواطنين جنود إلى رُماة من أجل المتعة

تبعا لذلك، أصبح المواطن (الذكر) الحامل للسلاح عنصرا مُؤسّسا لهوية الدولة الليبرالية الفتية. فقد أسندت الدولة إلى جمعيات الرماية مهمة القيام بتنظيم التدريبات الإلزامية للجنود. وتبعا لذلك، تطورت صلة قوية بين الثقافة العسكرية وثقافة مدنية للأسلحة.

ومع أن العقود الأخيرة من القرن العشرين شهدت تراجع الارتباط المتين الذي كان قائما بين صفتي المواطن والجندي، إلا أن الشغف بالأسلحة ما زال واسع الانتشار حتى اليوم في المجتمع السويسري.

فالرماية بواسطة الأسلحة النارية كممارسة الصيد، تظل نشاطا رياضيا يحظى بشعبية واسعة. مع ذلك، يتراجع عدد الجنود السابقين الذين يطلبون الاحتفاظ بسلاح الخدمة حتى بعد الانتهاء من أداء الخدمة العسكرية الإلزامية.

اليوم، يخشى الرماة والصيادون من أن تُعرّض مراجعة قانون حيازة الأسلحة المعروضة على التصويت الشعبي يوم 19 مايو 2019 – التي تُدمج في القانون السويسري ما تنص عليه التشريعات الأوروبية – هوايتهم للخطر وذلك على الرغم من أن برن نجحت في إقناع بروكسل بخصوصية تقاليدها في هذا المجال وفي الحصول على بعض الاستثناءات وخاصة فيما يتعلق بسلاح الخدمة.

(ترجمه من الإيطالية وعالجه: كمال الضيف)