مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أغلب السويسريين يُؤيّدون مُسودة الإتفاق الإطاري مع الإتحاد الأوروبي

رجلان يجمعات الأوراق من فوق منضدة وعلم سويسرا في الخلفية
وزير الخارجية السويسري إينياتسيةو كاسيس (على اليمين) رفقة روبيرتو بالزاريتي، كبير المفاوضين السويسريين مع الإتحاد الأوروبي (الصورة التقطت في برن يوم 7 ديسمبر 2018). © Keystone / Peter Klaunzer

من خلال الإعراب عن دعمه للمُسودة الحالية لاتفاقية إطارية تنظم العلاقات المستقبلية بين سويسرا والإتحاد الأوروبي، يبدو أن الرأي العام الوطني يسير عكس تباين الآراء السياسية الذي لا يزال قائما بشأن الصفقة المقترحة، وذلك وفقًا لاستطلاع جديد أجري على مستوى الكنفدرالية.

ووفقًا لنتائج الإستطلاع، التي نُشرت يوم الأحد 31 مارس 2019 في أسبوعية نويه تسورخر تسايتونغ أم سونتاغرابط خارجي، قال 17٪ من السويسريين إنهم سيوافقون بالتأكيد على الصفقة، بينما أعلن 43٪ أنهم سيوافقون عليها على الأرجح. على الجانب الآخر، أعرب 15٪ عن معارضتهم لها بالتأكيد فيما مال 20٪ آخرون لرفضها.

في الواقع، تأتي هذه النتائج بمثابة المفاجأة بعد أشهر من الإنتقادات السياسية الموجّهة للصفقة، فضلاً عن تصريحات متكررة صادرة عن سياسيين بارزين أفادت بأنه إذا ما تم عرض الصفقة على الناس بصورتها الحالية، فلن يتم قبولها أبدًا.

بشكل خاص، تكشف الأرقام عن وجود تناقضات على مستوى اليسار. ففي الوقت الذي أعرب فيه كريستيان لوفرا، رئيس الحزب الاشتراكي عن شكوكه، ولا زال حزبه مترددا، اتضح أن حوالي 80٪ من ناخبي الحزب يُؤيدون الإتفاق، وفقًا لنتائج الإستطلاع. كما أعربت نسبة كبيرة من ناخبي حزب الخضر والحزب الليبرالي الراديكالي وحزب الخضر الليبراليين والحزب الديمقراطي المسيحي عن تأييدهم للإتفاق المقترح.

في المقابل، شكّل حزب الشعب السويسري (يمين محافظ)، الذي كرر مرة أخرى معارضته الشديدة للصفقة في نهاية الأسبوع الماضي، الإستثناء حيث أعرب ثلاثة أخماس ناخبيه عن معارضتهم له.

نعم.. ولكن على مضض!

مع ذلك، أشار أورس بيري من معهد GfS Bern للأبحاث الذي أجرى سبر الآراء، إلى أن موافقة الناخبين لا تزال “على مضض” لأن ما يريده الناس فعلا هو استمرار العلاقات الحالية مع بروكسل، التي تقوم على شبكة مُعقّدة من الإتفاقيات الثنائية.

وقال إنه إذا ما تسنّى لهم الإختيار، فإن الخيار المفضل الثاني للمُشاركين في الإستطلاع سيكون تقليص العلاقات إلى مجرد اتفاقية للتبادل التجاري الحر مع الإتحاد الأوروبي. في مقابل ذلك، يأتي خيار الصفقة الإطارية، الذي يُجمّع الإتفاقيات الثنائية تحت مظلة اتفاق مؤسساتي أوسع، في المرتبة الثالثة.

من جهة أخرى، توصّل الإستطلاع إلى أن الخيارات “القُصوى”، المتمثلة في الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي من ناحية أو في قطع العلاقات تمامًا مع بروكسل، من ناحية أخرى، تتمتع بدعم ضئيل للغاية من طرف جمهور سويسري براغماتي.

وعلى مدى سنوات، كانت مُسودّة المشروع، التي تم طرحها للتشاور على نطاق واسع من قبل الحكومة الفدرالية في شهر ديسمبر 2018، محور مناقشات معقدة اتسمت بالحدة في بعض الأحيان. وقد منحت بروكسل برن مهلة تنتهي في شهر يوليو القادم لتقرّر ما إذا كانت تريد القبول بالصفقة الحالية أم لا.

يُشار إلى أن المسح الذي قام معهد Gfs.bern بإجرائه لفائدة صحيفة نويه تسورخر أم سونتاغ (تصدر بالألمانية في زيورخ) تم بناء على تكليف من قبل Interpharma رابط خارجي(وهي مجموعة تمثل الشركات والأطراف العاملة في مجال صناعة الأدوية في سويسرا) واستندت نتائجه إلى أجوبة تم الحصول عليها من طرف 2000 مواطن تم استطلاع آرائهم في شهري فبراير ومارس من العام الجاري.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية