مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

خبراء: طالبو اللجوء في سويسرا يحتاجون إلى مزيد من الحماية

عون حراسة يراقب أشخاصا داخل مساحة مسيّجة
كان مركز اللجوء الفدرالي الكائن في بودري بكانتون نوشاتيل (في الصورة) واحدًا من عدة مراكز مماثلة تم إخضاعها للفحص والتدقيق في عامي 2019 و 2020. © Keystone / Laurent Gillieron

تقول مجموعة استشارية حكومية إنه يتعيّن على مراكز اللجوء الفدرالية بذل المزيد من الجهد لحماية طالبي اللجوء من العنف وتحسين تدريب أفراد الأمن.

خلال زيارات المراقبة التي قامت بها في عامي 2019 و2020، وجدت اللجنة الوطنية للوقاية من التعذيب مرارًا وتكرارًا أن الصراع (أو النزاع) كان يشكل جزءًا من الحياة اليومية في ثمانية مراكز لجوء فدرالية، وأنه يتصاعد أحيانًا ليتحول إلى عنف.

في تقرير خُصّص لإقامات اللجوء نُشر يوم الإثنين 18 يناير رابط خارجيالجاري، أشارت اللجنة إلى أن الخلافات سُجّلت في كلا الاتجاهين، إما انطلاقا من طالبي اللجوء ضد الموظفين العاملين في المراكز أو العكس بالعكس.

وعاين ممثلو اللجنة أن أفراد الأمن يقومون بكبح جماح طالبي اللجوء جسديًا ويأخذونهم إلى “غرف تأمل أو تفكير” أو يستخدمون رذاذ الفلفل عليهم. وقد وصف العديد من المراقبين طريقة التعاطي بأنها غير مناسبة. وبناءً عليه، قام عدد من طالبي اللجوء برفع شكاوى جنائية ضد بعض موظفي الأمن.

تبعا لذلك، توصي اللجنة الوطنية لمنع التعذيب بأن تقوم أمانة الدولة للهجرة، وهي الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة المراكز، بدراسة التغييرات التي يجب إجراؤها للحد من العنف. إضافة إلى ذلك، تقترح اللجنة أن تقوم الشركات الأمنية المتعاقدة بانتداب أفراد تم تدريبهم بشكل خاص على العمل في مراكز إيواء طالبي اللجوء.

أشخاص مُعرّضُون للخطر

إضافة إلى ذلك، وجدت اللجنة أن طالبي اللجوء الذين يُشكلون حالات هشة (أو ضعيفة أو مُعرّضة للخطر) لم يتم حصرهم أو التعرّف عليهم بشكل جيّد. ويمكن أن يشمل ذلك الأشخاص الذين كانوا ضحايا للتعذيب أو لعمليات لاتجار بالبشر أو عرضة لاعتداءات جنسية أو نفسية أو جسدية.فضلا عن ذلك، تبيّن أن أدوار مختلف الموظفين أو الفاعلين الخارجيين وكيفية سير العمليات (داخل المراكز) غير واضحة. إذ يحتاج الموظفون إلى معرفة الجهة المعنية وما الذي يجب الإبلاغ عنه في مثل هذه الحالات.

في الأثناء، تخطط أمانة الدولة للهجرة لاعتماد مبادئ توجيهية ذات صلة بهذه المسائل بحلول ربيع عام 2021. وتوصي اللجنة بأن تتناول هذه المبادئ بشكل صريح مسألة التعرّف على هؤلاء الأشخاص وتحديد هوياتهم ودعمهم وتوفير الحماية لهم.

المزيد
-
صورة رمزية

المزيد

كيف يعمل نظام اللجوء السويسري؟

تم نشر هذا المحتوى على حتى لو لم يحصل سوى القليل من طالبي اللجوء على تصريح لجوءٍ رسمي، إلّا أنَّ العديد من هؤلاء يُمنَحون أنواعاً مُختلفة من تصاريح الإقامة المؤقتة التي تَسمح لهم بالبقاء في البلاد والحصول على مساعدات اجتماعية والعثور على عمل. مع ذلك، فإن الطريق إلى الاندماج في المجتمع المُضيف طويل. في هذا الفيديو من سلسلة “تعرف على سويسرا”،…

طالع المزيدكيف يعمل نظام اللجوء السويسري؟

التقرير حث، من جهة أخرى، على توفير حماية أفضل للنساء في مراكز اللجوء من العنف الجنساني. وتوصي اللجنة الوطنية للوقاية من التعذيب بأن يكون لجميع مراكز اللجوء غرف يُمكن للنساء أن تلتقي فيها بدون وجود رجال. كما يجب أيضًا إبلاغ أي متضررة أو متضرر بالخيارات القانونية المتاحة لها أو له، وإحالتها أو إحالته – إذا تطلب الأمر ذلك – إلى الوكالات المُحدّدة قانونًا.

ترى اللجنة كذلك ضرورة القيام بفعل المزيد لفائدة الأشخاص الذين يُعانون من مشاكل تتعلق بالصحة العقلية. ففي الوقت الحالي، وبسبب مدة الإقامة المحدودة في المراكز، لا يتلقى الأشخاص العلاج إلى حين توجيههم للإقامة في كانتون معين. ومع ذلك، توصي اللجنة الوطنية للوقاية من التعذيب – إذا كان ذلك ممكنا – بتقديم الدعم المناسب للأشخاص المضطربين عقليًا والمُصابين بصدمات نفسية أثناء تواجدهم في مركز فدرالي للجوء.

ثمانية مراكز

بصرف النظر عن وجود بعض إمكانات التحسين، فإن الإقامات المخصصة لطالبي اللجوء تتوافق من حيث المبدأ مع معايير حقوق الإنسان. وفي هذا الصدد، أعربت اللجنة عن ارتياحها بشكل خاص لقيام مراكز اللجوء بإدخال تعليم ابتدائي للأطفال والمراهقين.

بالإضافة إلى ذلك، فإن خدمة الاستشارة الخاصة بالإدمان التي تم إدراجها في مركز كروزلينغن (Kreuzlingen) اعتبرت “نموذجية”، وسمحت بتهدئة الوضع في ذلك الملجأ. لذلك ، توصي اللجنة الوطنية لمقاومة التعذيب  بأن تعتمد أمانة الدولة للهجرة حلولا مماثلة في المراكز الأخرى.

يُشار إلى أن اللجنة قامت ما بين يناير 2019 ويوليو 2020 بزيارة  مراكز اللجوء الفدرالية في كل من “بودري” Boudry  و”كابّلن”  Kappelen  و”كروزلينغن” Kreuzlingen ومطار جنيف و”رواق 9 في أورليكن” بزيورخ ( Hall 9 Oerlikon) ومراكز كانتون تيتشينو الكائنة  في كل من “باليرنا” (Balerna) و”كياسو” (Chiasso) و”فيا موتّا” (Via Motta).

المزيد

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية