مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أزمة مياه حادة تلوح في غزة ووكالات المساعدات تحذر

رجل فلسطيني وسط اطلال منزل دمر بعد ما قالت الشرطة إنه ضربة جوية اسرائيلية على غزة يوم الثلاثاء. تصوير: احمد زكوت - رويترز. reuters_tickers

من ستيفاني نيبهاي

جنيف (رويترز) – حذرت وكالات مساعدات يوم الثلاثاء من أن مئات الآلاف من السكان في غزة أصبحوا بدون مياه بعد ضربات جوية اسرائيلية دمرت شبكة المياه والصرف الصحي وأن القطاع كله مهدد بأزمة مياه خلال أيام.

وقالت وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) إن الهجوم المستمر منذ ثمانية أيام تسبب في اضرار بالغة للبنية الاساسية ودمر 560 منزلا على الاقل.

وقال جاك دو مايو رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اسرائيل والاراضي المحتلة في بيان “خلال أيام سيعاني سكان القطاع بالكامل من نقص حاد في المياه.”

وقال إنه اذا استمر الاقتتال ومع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة فان “المسألة لن تتعلق باحتمال مواجهة السكان المحاصرين أزمة مياه حادة وإنما متى سيواجهونها.”

واضاف دو مايو “المياه أصبحت ملوثة والصرف الصحي يفيض ويجلب مخاطر جمة للاصابة بالامراض.”

وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وهي وكالة المساعدات المستقلة التي ساعدت فرقها في عمليات الاصلاح الطارئة إن العديد من مهندسي مياه البلدية قتلوا في الصراع وإن الجهة التي تزود غزة بالمياه أوقفت كل العمليات الميدانية لحين إمكان ضمان سلامة موظفيها.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ندى الدوماني في إفادة صحفية “المياه مشكلة ويمكن ان تتحول بسرعة الى كارثة.”

وقتل 184 فلسطينيا على الاقل معظمهم من المدنيين في القتال وهو الاسوأ في عامين. والهدف المعلن للقصف الاسرائيلي هو وقف الصواريخ التي تطلق عبر الحدود من جانب ناشطي حماس على جنوب اسرائيل.

وقالت وكالة الامم المتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن الدمار ضاعف من آثار حصار اسرائيل المستمر منذ ثماني سنوات للقطاع.

وقال المتحدث باسم الوكالة سامي مشعشع في افادة صحفية “شبكة المياه والصرف الصحي تكاد لا تعمل ومع استمرار القصف على مدى ثمانية أيام فهي في حكم المدمرة.”

واضاف “ننظر الى 90 مليون لتر من مياه الصرف غير المعالجة والتي تتدفق الى البحر كل يوم لانه لا توجد كهرباء لمعالجتها. 90 في المئة من مياه الشرب لا تصلح للاستهلاك الادمي.”

وحذرت منظمة الصحة العالمية في الاسبوع الماضي من ان الخدمات الصحية في الاراضي الفلسطينية المحتلة على شفا الانهيار وسط نقص شديد في الادوية والوقود لتشغيل مولدات الكهرباء للمستشفيات.

وأطلق ناشطو حماس وابلا من الصواريخ من قطاع غزة يوم الثلاثاء وهو ما قابلته اسرائيل باستئناف ضرباتها الجوية.

وقال المتحدث باسم الاونروا “نحن نشعر بقلق بالغ في الاونروا من انه اذ لم ينجح وقف اطلاق النار الذي يجري التفاوض عليه فان الهجوم البري الذي جرى الحديث عنه بكثرة قد يبدأ وقد نشهد توغلا عسكريا اسرائيليا لغزة.”

وقالت المتحدثة ندى الدوماني إنه اذا كانت هناك هدنة فان اللجنة الدولية للصليب الاحمر تأمل في ان يسمح لها بالوصول بطريقة أفضل الى الاعداد المتزايدة من الاصابات.

وقالت ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر “تعمل على توثيق انتهاكات للقانون الدولي الانساني” في الصراع.

وعبرت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي يوم الجمعة عن شكوكها البالغة في التزام العملية العسكرية الاسرائيلية ضد غزة بالقانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين ودعت الجانبين الى احترام قواعد الحرب.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية