مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أوكرانيا تقول ان قواتها قصفت طابورا عسكريا روسيا داخل أراضيها

عربتان عسكريتان في منطقة روستوف الروسية يوم الجمعة - رويترز reuters_tickers

كييف (رويترز) – قالت أوكرانيا إن مدفعيتها دمرت جزئيا طابورا مدرعا روسيا دخل أراضيها مساء الخميس مضيفة ان قواتها تعرضت لقصف نيران من روسيا يوم الجمعة فيما بدا انه تصعيد عسكري كبير بين الدولتين.

وقال متحدث باسم الجيش الأوكراني في إفادة صحفية إن القوات الأوكرانية لاحقت الرتل المدرع الروسي فور عبوره الى أراضي أوكرانيا تحت جنح الظلام.

وقال الناطق العسكري اندري ليسينكو للصحفيين “اتخذت الاجراءات المناسبة ولم يعد يوجد اثر لجزء منه (الطابور المدرع).”

ونفت الحكومة الروسية ان قواتها عبرت الحدود الى أوكرانيا واتهمت كييف بمحاولة تخريب شحنات المساعدات. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع الروسية نفيها يوم الجمعة ان تكون القوات الأوكرانية دمرت طابورا عسكريا روسيا ليلا على اراضيها وقالت إنه لم يحدث ان عبرت مثل هذه القوة العسكرية الحدود الى شرق أوكرانيا.

ونقلت الوكالة عن الوزارة قولها في بيان “لم يحدث ان عبر أي طابور عسكري روسي الحدود الروسية الأوكرانية لا ليلا ولا نهارا.” ونفى البيان التقرير الأوكراني ووصفه بانه “ضرب من الخيال.”

ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن المكتب الصحفي للكرملين أن كبيري موظفي الرئاسة الروسي والأوكراني اجتمعا في روسيا يوم الجمعة. وأضافت الوكالة أن سيرجي إيفانوف مدير مكتب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتمع مع بوريس لوشكين مساعد الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو “وبحثا مجموعة من القضايا.”

وقالت إن من بين القضايا التي بحثها المساعدان صيغة المحادثات المزمع إجراؤها بين وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وأوكرانيا وروسيا يوم الأحد في برلين.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة إنه يشعر بقلق بالغ من هذه التقارير وحذر الكرملين من استغلال حادث عرقلة قافلة مساعدات كذريعة لتأجيج الصراع. وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء إن كاميرون عبر عن مخاوفه أثناء مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني.

ونقل المتحدث عن الزعيمين اتفاقهما على أنه ينبغي لروسيا “ألا تستغل عرقلة قافلة المساعدات كذريعة لاستفزاز آخر” وأنهما أضافا أن روسيا في حاجة لأن تبدي استعدادا لإنهاء الحرب في شرق أوكرانيا.

وقالت الخارجية البريطانية في بيان إنها استدعت السفير الروسي الكسندر ياكوفينكو “لتوضيح تقارير تفيد بتوغل عسكري روسي في أوكرانيا.”

وحث الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند روسيا يوم الجمعة على احترام سلامة أراضي أوكرانيا ودعا رئيسي روسيا وأوكرانيا الى اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع أي تصعيد في الصراع.

وقال الاتحاد الاوروبي يوم الجمعة انه سيعتبر أي عمل عسكري أحادي من جانب روسيا في أوكرانيا “انتهاكا صارخا للقانون الدولي”. وقال وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بيان بعد محادثات في بروكسل ان الدول الاعضاء في الاتحاد الثمانية والعشرين “يشعرون بقلق متزايد من الازمة المتفاقمة في شرق أوكرانيا وآثارها الانسانية على السكان المدنيين.” وقال الاتحاد انه مازال مستعدا لبحث توقيع مزيد من العقوبات على روسيا “في ضوء تطور الموقف على الارض”.

وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن هذه التقارير تبرز ضرورة ايجاد حل سريع وسلمي للصراع هناك. وقال المتحدث باسم الامم المتحدة فرحان حق للصحفيين “نحن على علم بالتقارير في أوكرانيا والتي لا يمكننا التحقق منها بصورة مستقلة ونحن نتابع بإمعان التطورات المتعلقة بالامر.” واضاف “تشير مثل هذه التقارير الى الحاجة الملحة لوقف التصعيد على الفور وحل الصراع من خلال الحوار.”

وقال حلف شمال الاطلسي انه وقع هجوم روسي على أوكرانيا بينما تجنب استخدام مصطلح غزو. وقال الأمين العام لحلف الأطلسي أندرس فو راسموسن للصحفيين يوم الجمعة بعد اجتماع مع وزير الدفاع الدنمركي “الليلة الماضية رأينا توغلا روسيا ..عبورا للحدود الأوكرانية.”

وقال راسموسن “هذا يؤكد حقيقة اننا نرى تدفقا مستمرا للأسلحة والمقاتلين من روسيا إلى شرق أوكرانيا وهو ما يعكس بوضوح استمرار تورط روسيا في زعزعة استقرار شرق أوكرانيا.”

واتهمت كييف وحلفاء غربيون مرارا روسيا بتسليح انفصاليين موالين لها في شرق أوكرانيا وارسال وحدات عسكرية سرا الى الاراضي الاوكرانية.

لكن مشاهدة عربات عسكرية روسية تم الاستيلاء عليها على اراض أوكرانية أو تدميرها على أراض أوكرانية سيعطي مزيدا من القوة لمزاعم كييف – وربما يؤدي الى جولة جديدة من العقوبات ضد الكرملين.

وقد أغلقت الاسهم الاوروبية منخفضة يوم الجمعة بعد ان تراجعت عن مكاسبها التي سجلتها في وقت سابق من الجلسة متأثرة بخسائر لاسهم الشركات الالمانية المنكشفة على روسيا عقب انباء الهجوم الاوكراني على قافلة عسكرية روسية.

ولقيت الاسهم الاوروبية دعما في معظم الجلسة من توقعات لاستمرار سياسات نقدية شديدة التيسير بعد بيانات ضعيفة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية