مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق المصالحة الفلسطيني قد يتأجل مرة أخرى

غزة (رويترز) – طلب فلسطينيون من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تحكم قطاع غزة من مصر تأجيل اجتماع مع منافسيهم من حركة فتح كان من المنتظر أن توقع الحركتان خلاله اتفاق مصالحة.
وكان من المقرر عقد الاجتماع في القاهرة في الفترة من 24 الى 26 أكتوبر تشرين الاول وتقام خلاله مراسم التوقيع تتويجا لاكثر من عام من الجهد الدبلوماسي لوسطاء مصريين لرأب الصدع الموهن في صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية.
ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس زعيم حركة فتح يتعرض لانتقادات سياسية من الفلسطينيين لموافقته الجمعة الماضي على ارجاء التصويت على تقرير للامم المتحدة عن جرائم الحرب أعده القاضي ريتشارد جولدستون وانتقد فيه الهجوم الاسرائيلي على غزة.
وقال مسؤول فلسطيني مقرب من المحادثات لرويترز في غزة ان حماس ابلغت مصر بأن قبول السلطة الفلسطينية ارجاء التصويت على تقرير جولدستون أحدث صدمة شعبية “ووجه ضربة لجهودهم وأفسد المناخ المناسب” لمثل هذا الحدث.”
وكان من المقرر أن يصوت مجلس حقوق الانسان بالامم المتحدة يوم الجمعة على قرار يدين فشل اسرائيل في التعاون مع تحقيق غزة ويرسل التقرير الى مجلس الامن. ولكن الاجراء تأجل حتى شهر مارس اذار بعد ضغوط أمريكية بهدف اعادة عملية السلام الى مسارها.
وقال جبريل الرجوب العضو باللجنة المركزية لحركة فتح ان أي ارجاء في محادثات المصالحة سيكون “خطأ”. واتهم الرجوب حركة حماس باستخدام النزاع حول تقرير غزة كذريعة لنسف اتفاق للوحدة.
وتجمع حشد غاضب في غزة يوم الاربعاء ورشق صورة لعباس بالاحذية واتهمه بالخيانة. ولكن أنصار حركة فتح اتهموا حماس بتأجيج الشعور الشعبي ضد أكبر خصم سياسي لها.
وتكافح حركة فتح الان لتصحيح ما اعترف مساعدون لعباس بأنه كان خطأ دبلوماسيا. وتعهد الرئيس في خطاب للشعب الفلسطيني بتفسير موطن الخطأ وألمحت مصادر رسمية الى أن رؤوسا قد يطاح بها.
وعلى العكس من ذلك تتمتع حماس بموجة من الشعبية لتأمينها الافراج عن 20 أسيرة من سجون اسرائيل الاسبوع الماضي في مقابل شريط فيديو يظهر أن الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط الاسير لديها منذ ثلاث سنوات حي وفي حالة جيدة.
ورغم انه لم يكن من المتوقع أن يؤدي اجتماع القاهرة الى رأب الصدع السياسي على الفور الا أنه كان سيحدد خطوات لاعادة الوحدة بين حركة فتح التي ينتمي لها عباس وتسيطر على الضفة الغربية وحركة حماس التي تحكم غزة.
وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس يوم الاربعاء “المشكلة ليست في مضمون الورقة المصرية (للمصالحة).. المشكلة في موقف حركة فتح المخزي من تقرير جولدستون.”
واتهم محمد دحلان القيادي البارز بحركة فتح وهو من مواليد غزة ويقيم الان في الضفة الغربية حماس باستغلال موضوع تقرير جولدستون لتقويض النظام السياسي الفلسطيني وتدمير الشرعية الفلسطينية بالهجوم على عباس.
وأضاف دحلان لرويترز أن فتح أقرت بأن تأجيل التصويت كان خطأ ولكن القضية الان هي تصحيح ذلك الخطأ وقال ان ذلك لن يكون من خلال الاتهامات بالخيانة.
وقال أبو زهري ان تعليقات دحلان تثبت ان فتح هي المسؤولة بالكامل عن تاجيل التصويت على تقرير الامم المتحدة.
وتابع “نحن لا نتحدث عن مجرد خطأ وانما عن تبرئة متعمدة للاحتلال من جرائم حرب ارتكبها.”
من نضال المغربي

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية