مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ارتفاع عدد القتلى في حرب غزة وشركات الطيران تتجنب مطارات اسرائيل

جنود اسرائيليون قرب الحدود مع غزة يوم الاربعاء - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وكريسبيان بالمر

غزة/القدس (رويترز) – اشتد القتال في غزة يوم الاربعاء وتسبب في نزوح الاف آخرين من الفلسطينيين في الاراضي التي تتعرض للهجوم وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن مساعي تحقيق هدنة بين إسرائيل وحماس احرزت بعض التقدم.

وفي ضربة لاقتصاد وصورة إسرائيل مددت سلطات الطيران الأمريكية حظرا على رحلات الطائرات الأمريكية إلى تل ابيب لليوم الثاني على التوالي بسبب حمم الصواريخ التي تطلق من قطاع غزة وتجنب الكثير من شركات الطيران العالمية الاخرى السفر إلى إسرائيل.

ومما يزيد من الضغوط على إسرائيل قالت مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي انه هناك “احتمال قوي” بانها ترتكب جرائم حرب في غزة حيث قتل 687 فلسطينيا معظمهم مدنيون في القتال.

ونددت أيضا بقيام اسلاميين باطلاق صواريخ دون تمييز من غزة وقال مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان انه سيبدأ تحقيقا دوليا في الانتهاكات المزعومة.

ونفت إسرائيل ارتكاب أي أخطاء. وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني في صفحتها على فيسبوك في اطار رد فعلها على التحقيق “فليذهب للجحيم”.

واجتمع كيري مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والامين العام للامم المتحدة بان جي مون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدا وجهه متجهما يوم الاربعاء. ومن المقرر أن يتوجه في وقت لاحق الأربعاء إلى مصر.

وقال كيري الذي يقوم بواحدة من أكثر زياراته جهودا في المنطقة منذ انهيار مفاوضات السلام التي توسط فيها بين نتنياهو وعباس في ابريل نيسان “لقد أحرزنا بالتأكيد بعض التقدم إلى الامام. ومازال يوجد عمل ينبغي القيام به.”

ويعمل كيري من خلال عباس ومصر ووكلاء اقليميين اخرين لان الولايات المتحدة مثل إسرائيل تنأي بنفسها عن التعامل مع حماس وتصفها بأنها منظمة ارهابية.

ورفضت حماس نداء الوزير الأمريكي قائلة انها لن توقف وقف اطلاق النار دون الحصول على مكاسب.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس ان اهتمامهم واهتمام الشعب الفلسطيني هو انه يجب عدم التوصل إلى اتفاق قبل تلبية شروط فصائل المقاومة.

وشنت إسرائيل هجومها في الثامن من يوليو تموز لمنع حماس من اطلاق الصواريخ من غزة. وبعد فشل القصف الجوي والبحري لقمع الناشطين الفلسطينين دفعت إسرائيل بقوات برية إلى قطاع غزة يوم الخميس الماضي على امل ضرب مخازن صواريخ حماس وتدميرها بالاضافة إلى شبكة الانفاق الضخمة تحت الارض.

وقال المتحدث العسكري اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر يوم الاربعاء “اننا نلقى مقاومة حول الانفاق … وهم يحاولون دائما مهاجمتنا حول الانفاق وداخلها. هذا هو الاتجاه.”

وأعلنت إسرائيل أن ثلاثة من جنودها قتلوا في انفجار شحنات ناسفة يوم الأربعاء مما يرفع خسائرها إلى 32 قتيلا. كما توفى ثلاثة مدنيين في هجمات صاروخية من غزة بينهم عامل تايلاندي يوم الاربعاء.

ويقول الجيش ان أحد جنوده مازال مفقودا أيضا ويعتقد انه مات. وتقول حماس انها اسرته لكنها لم تنشر صورة له.

وتواجه إسرائيل التي تضررت بالفعل من الغاء رحلات سياحية ضغوطا اقتصادية متزايدة بعد ان اتخذت ادارة الطيران الاتحادية الأمريكية خطوة نادرة يوم الثلاثاء بحظر الرحلات إلى تل ابيب وجددت الامر يوم الاربعاء.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري ان نجاح حماس في اغلاق المجال الجوي الإسرائيلي هو انتصار عظيم للمقاومة وفشل مروع لإسرائيل يدمر صورة قوة الردع الإسرائيلية.

وتصاعدت سحب الدخان الاسود فوق غزة التي تبعد نحو 65 كيلومترا الى الجنوب من مطار بن جوريون مما دفع الاف المدنيين إلى الفرار من بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة.

وقال حامد أيمن وهو فتى يبلغ من العمر 17 عاما “تتجه صفوف من الناس إلى الغرب من بيت حانون بحثا عن ملجأ آمن. هذه ليست حرب وإنما إبادة.”

وقال الفتى لرويترز “حلمت يوما بأن أكون طبيبا. انا الان مشرد. عليهم (في اسرائيل) ان يترقبوا ماذا يمكن أن أكون يوما.”

وفي قريتي عبسان وخزاعة في الجنوب قال سكان انهم محاصرون بقناصة إسرائيليين أصابوا اثنين من الفلسطينيين وهما يحاولان الخروج من المخبأ ويرفعان اعلاما بيضاء.

كما استولى الجيش الإسرائيلي على مستشفى الوفاء في شرق غزة قائلا ان المستشفى كان يستخدم كمأوى لمقاتلي حماس وهي شكوى مستمرة من الجيش. وتم اخراج المرضى قبل الوقت المقرر بعد تلقي تحذيرات عن هجوم وشيك.

وأعلنت إسرائيل اسماء اربعة قادة من الجهاد الاسلامي قالت انها قتلتهم في الايام الاخيرة.

وقدمت مصر مبادرة لوقف اطلاق النار ثم التفاوض بشأن شروط التهدئة على المدى البعيد في غزة.

ورفضت حماس المبادرة المصرية. وقالت مصادر مصرية إن الموقف الفلسطيني الموحد يمكن أن يساعد في التوصل إلى اتفاق. وعلى عكس حماس يسعى عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى تحقيق السلام مع إسرائيل منذ 20 عاما.

وتشمل المطالب الافراج عن المئات من أنصار حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخرا في الضفة الغربية ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وقالت مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي يوم الأربعاء في جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان في جنيف ان هناك “احتمال كبير” في تورط إسرائيل في ارتكاب جرائم حرب في غزة.

ورد نتنياهو بغضب شديد على انباء عن تحقيق محتمل من جانب الامم المتحدة وهو يعلم بالتقرير في عملية غزة 2008/ 2009 التي قتل فيها اكثر من 1000 فلسطيني.

وقال “قرار اليوم من مجلس حقوق الانسان هو صورة زائفة.” وأضاف “يجب على مجلس حقوق الانسان ان يبدأ تحقيقا في قرار حماس بتحويل المستشفيات إلى مراكز قيادة عسكرية واستخدام المدارس كمخازن للاسلحة ووضع بطاريات الصواريخ بجوار الملاعب والمنازل الخاصة والمساجد.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية