مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الأكراد يحققون تقدما ضد الدولة الاسلامية بإسناد جوي أمريكي

متطوعون من طائفة اليزيديين يتلقون تدريبات على القتال في قاعدة سريملي العسكرية يوم السبت لمواجهة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. رويترز reuters_tickers

من حميرة باموق

دهوك (العراق) (رويترز) – تقدم المقاتلون الأكراد لاستعادة أكبر سد في العراق اليوم الأحد وشنت الولايات المتحدة يوما ثانيا من الغارات الجوية على المنطقة في حملة لوقف المكاسب التي حققها مقاتلو الدولة الإسلامية والذين اجتاحوا مناطق واسعة من شمال العراق.

وكان مسلحو الدولة الاسلامية قد استولوا على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق في الأسابيع القليلة الماضية وسيطروا على مدن وحقول نفط إضافة إلى سد الموصل مما يتيح لهم إمكانية إغراق مدن أو قطع إمدادات المياه والكهرباء عنها.

وردا على سؤال بشأن تحرك الأكراد لدحر المتشددين يوم الأحد قال مسؤول كردي إنهم لم يستعيدوا السد ذاته لكنهم استولوا على “معظم المنطقة المحيطة به”.

وقالت الولايات المتحدة إنها شنت 14 غارة جوية الأحد ضد مقاتلي الدولة الإسلامية قرب السد.

وقالت القيادة الوسطى الأمريكية إن الضربات التي شنت الأحد دمرت ثلاث مركبات مسلحة وسبع مركبات همفي وناقلتي أفراد مدرعتين للدولة الإسلامية بالإضافة إلى نقطة تفتيش للمسلحين. وأعقبت هذه الهجمات تسع هجمات جوية شنتها الولايات المتحدة يوم السبت قرب السد ومدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان.

وقال البيت الابيض الأحد إن الرئيس باراك اوباما أبلغ الكونجرس أنه أجاز ضربات جوية امريكية في العراق للمساعدة في استعادة السيطرة على سد الموصل الذي قال البيان انه امر يتفق مع هدف أوباما الخاص بحماية المواطنين الأمريكيين في العراق.

وقال البيت الابيض في بيان “تعطل سد الموصل يمكن أن يهدد أرواح عدد كبير من المدنيين ويهدد الافراد الأمريكيين والمنشآت -بما في ذلك السفارة الأمريكية في بغداد- ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات حيوية للسكان العراقيين.”

وقال مهندس يعمل في الموقع وعلى اتصال بالمسلحين إن المسلحين طلبوا من السكان في منطقة السد مغادرة المكان.

وقال مسؤولون أمريكيون الأسبوع الماضي إن الحكومة الأمريكية تزود مقاتلي البشمركة الأكراد مباشرة بالسلاح.

وقال شهود إن القوات الكردية استعادت بلدتي بطمايا وتل اسكاف اللتين تقطنهما أغلبية مسيحية على بعد 30 كيلومترا من الموصل وهي أقرب نقطة تصل إليها البشمركة منذ أن طرد مقاتلو الدولة الاسلامية القوات الحكومية من المدينة في يونيو حزيران.

وقال شهود إن المقاتلين السنة احكموا النقاط الأمنية في الموصل وقاموا بعمليات تفتيش مكثفة للعربات وتدقيق في بطاقات هوية الأفراد.

* مطامح الاستقلال

ولطالما حلم الأكراد الذين يعيشون في إقليم شبه مستقل في شمال العراق بالاستقلال عن الحكومات المركزية في بغداد التي قمعت الأقليات غير العربية على مدى عقود تحت حكم الرئيس الراحل صدام حسين.

وتصاعدت حدة التوتر أيضا بين الأكراد ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي خاض نزاعا معهم بشأن الميزانية والنفط.

وانتهز الأكراد فرصة الفوضى التي اجتاحت شمال العراق منذ يونيو حزيران واستولوا على حقول نفط في كركوك المتنازع عليها.

ويواجه رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي مهمة تخفيف حدة التوتر بين الشيعة والسنة التي أذكت الاقتتال الطائفي وأيقظت طموحات الاستقلال لدى الأكراد مدفوعين بأموال صادرات النفط.

وحذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير من إقامة دولة كردية مستقلة قائلا إن هذا سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة.

وقال شتاينماير في مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج نشرت في عدد يوم الأحد “إقامة دولة كردية مستقلة سيزيد من زعزعة استقرار المنطقة ويسبب توترات جديدة ربما أيضا مع الدول المجاورة للعراق.”

ومضى يقول “لهذا أتمنى أن يجري الحفاظ على وحدة العراق.”

وكان تنظيم الدولة الإسلامية السني أعلن الخلافة الإسلامية في أجزاء من العراق وسوريا وسيطر على أراض في شمال العراق وهزم القوات الكردية في إقليم كردستان وطرد عشرات الآلاف من المسيحيين واليزيديين من منازلهم.

وقال شتاينماير إنه مقتنع بأن العراق سيتمكن من وقف تقدم المتشددين إذا قام السياسيون في بغداد واربيل عاصمة كردستان العراق بتعبئة كل قواتهم وحصلوا على دعم المجتمع الدولي.

والتقى شتاينماير برئيس الوزراء العراقي الشيعي الجديد حيدر العبادي في بغداد يوم السبت وقال إن تشكيل حكومة جديدة “ربما هو الفرصة الأخيرة لتماسك العراق.”

* إمدادات السلاح

وسمح الاتحاد الأوروبي لحكومات الدول الأعضاء بالاتحاد بشكل فردي بتزويد أكراد العراق بالأسلحة والذخيرة بشرط موافقة الحكومة المركزية في بغداد. وتقدم واشنطن بالفعل السلاح.

وقالت قيادة الجيش العراقي مساء الأحد في بيان نقله التلفزيون ردا فيما يبدو على هذه الخطوة إنها تحذر كل الأطراف من استغلال الوضع الأمني الحالي في شمال العراق وتدعو إلى عدم انتهاك المجال الجوي لنقل اسلحة إلى أطراف محلية دون موافقة الحكومة المركزية.

وردا على سؤال عن شحنات ألمانية محتملة قال شتاينماير “لا نستبعد أي شيء.. نبحث ما يمكن أن يكون محتملا ونقدم ما هو ضروري بأسرع وقت ممكن.”

وكرر مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق في مقابلة مع صحيفة فيلت ام زونتاج دعوته لألمانيا ودول أخرى بتزويدهم بالسلاح.

ودفع الخوف من متشددي الدولة الاسلامية الذي يقول مسؤولون عراقيون انهم ذبحوا مئات اليزيديين آلاف الأشخاص للهرب إلى الاقليم الكردي.

وفي مدينة دهوك تظاهر نحو مئة يزيدي يوم الأحد واشتكوا من أنهم سئموا العيش في العراق ويريدون السفر الى تركيا لكن قوات الأمن الكردية منعتهم.

وقالت نادية (20 عاما) “هم لا يستطيعون حمايتنا. مسلحو الدولة الاسلامية جاؤوا الى قريتنا وقتلوا المئات. لا نريد البقاء في العراق سيقتلوننا إن عاجلا أو آجلا.”

وأضافت “أريد من أمريكا أن تساعدني. البشمركة لا تدعنا نمر.”

(اعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية