مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الدول الداعمة للتحول السياسي في اليمن تحذر الحوثيين من العنف

صنعاء (رويترز) – وجهت الدول التي تحاول إنقاذ اليمن من التفكك على أيدي المسلحين الاسلاميين والحركات الانفصالية تحذيرا للحوثيين الشيعة يوم الثلاثاء لكي يكفوا عن محاولة كسب أراض بالقوة وحثوها على الانخراط في عملية تحول سياسي.

وتحرص دول غربية وعربية على استعادة الاستقرار والامن في اليمن الذي يوجد به جناح للقاعدة حاول مهاجمة شركات طيران دولية وأهدافا في السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم.

وخاض الحوثيون الذين يسعون لكسب مزيد من السلطة لليزيدين الشيعية في شمال اليمن قتالا ضد الحكومة المركزية في السنوات العشر الماضية لكنهم التزموا بالتحول السلمي بعد الاطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.

ويحرص الرعاة الغربيون والخليجيون للتحول الديمقراطي في اليمن على التواصل مع الحوثيين لانهم حققوا مكاسب كبيرة في التأييد الشعبي في انحاء شمال اليمن منذ انتفاضة عام 2011 وقادرون على حشد أعداد كبيرة من الناس في الشوارع.

لكنهم لجأوا مرة اخرى الى القوة العسكرية هذا العام لتعزيز قبضتهم على الشمال وتقدموا نحو العاصمة صنعاء وقاتلوا السنة وهددوا التحول الدقيق في السلطة في بلد عرضة للاضطرابات.

وحشد الحوثيون يوم الاثنين عشرات الالاف من مؤيديهم للاحتجاج على الاجراءات المتعلقة بدعم الوقود بعد ان حذر زعيمهم عبد الملك الحوثي الحكومة في كلمة من أي عدوان على من وصفهم بأبناء اليمن الثوريين.

وكتبت المجموعة المكونة من سفراء عشر دول وهي هيئة غير رسمية من دول غربية وخليجية ومنظمات دولية تشارك في الاصلاح السياسي في اليمن الى قيادة الحوثيين يوم الثلاثاء للتعبير عن القلق من التصريحات الاخيرة التي وصفتها بأنها عدائية وذات نزعة مولعة بالحرب.

وجاء في البيان الذي وضع على مواقع الانترنت لسفارات دول المجموعة وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين والسعودية والامم المتحدة ان “أي عمل يهدف الى التحريض أو اثارة الاضطرابات والعنف غير مقبول وسيتم التنديد به بقوة من جانب المجتمع الدولي.”

وأضاف البيان “نطالبكم (ايها الحوثيين) بالسعي الى السبل السياسية للتعبير عن أنفسكم وليس من خلال القوة وانما من خلال مشاركة شفافة وسلمية في الحياة السياسية في اليمن كحزب سياسي.”

ويمثل الاجتماع الحاشد الذي نظمه الحوثيون يوم الاثنين في صنعاء تحديا آخر للرئيس عبد ربه منصور هادي وهو نائب سابق لصالح سعى لاعادة الاستقرار الى اليمن.

ودافع الحوثيون عن تقدمهم على الارض بأنه زيادة في دعمهم الشعبي المتنامي لكن منتقدين يرونه محاولة لتعزيز وضعهم في لحظة حرجة في عملية التحول.

ويتجه البلد ذو الغالبية السنية نحو نظام اتحادي ينقل مزيدا من السلطة الى الاقاليم. وحكومة الوحدة الوطنية التي شكلت بعد تنحي صالح لم تضم الحوثيين رغم ان هادي وعد بحكومة ذات قاعدة أكبر بعد تمرير دستور جديد في وقت لاحق هذا العام.

وقالت ابريل لونجلي آلي محللة شؤون منطقة شبه الجزيرة العربية بمجموعة الازمات الدولية ان السفراء قد تكون الاداة التي لديهم محدودة لتشجيع الحوثيين على تقديم تنازلات.

وأضافت “الحوثيون يهتمون بالفعل بسمعتهم الدولية ويقدرون حقيقة انهم جزء من عملية سياسية على المستوى الوطني والحصول على مقعد على طاولة التفاوض.”

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية