مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الهدنة الانسانية تصمد إلى حد بعيد في غزة

جندي اسرائيلي يقرأ صحيفة وهو فوق مدرعة تشارك في عمليات عسكرية في غزة يوم الأربعاء. تصوير: باز راتنر - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وآري رابينوفيتش

غزة/القدس (رويترز) – سارع الفلسطينيون إلى المتاجر والبنوك يوم الخميس أثناء هدنة لأغراض إنسانية مدتها خمس ساعات صمدت إلى حد كبير وقال مسؤول إسرائيلي إن مصر اقترحت هدنة دائمة تبدأ يوم الجمعة.

وقال المسؤول إن مفاوضين إسرائيليين كبارا وافقوا على الهدنة الشاملة خلال محادثات في القاهرة بهدف انهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أيام لكن القرار النهائي بيد مجلس الوزراء المصغر المعني بالشؤون الأمنية بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونفى متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة التصريحات الأولية للمسؤول الإسرائيلي بأن وقفا كاملا لإطلاق النار من المقرر أن يبدأ الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي (0300 بتوقينت جرينتش) يوم الجمعة.

ودوت صافرات الانذار الساعة الثالثة مساء (1200 بتوقينت جرينتش) مع نهاية الهدنة المؤقتة بالضبط وقال الجيش الإسرائيلي ان صاروخا أطلق باتجاه بلدة عسقلان.

وخلال فترة الهدوء النسبي التي سادت يوم الخميس قال الجيش الإسرائيلي إن ثلاث قذائف مورتر أطلقت على إسرائيل من قطاع غزة وسقطت في مناطق مفتوحة.

واضاف الجيش أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذائف مورتر على الأراضي الفلسطينية خلال فترة الهدنة بعد أن أصيب جندي بجروح بسيطة في انفجار قرب الحدود.

وقال الجيش الإسرائيلي قبل الهدنة بساعات انه صد هجوما لأكثر من عشرة مسلحين فلسطينيين تسللوا عبر الأنفاق من غزة قرب بلدة إسرائيلية وأن مسلحا على الأقل قتل بعد أن قصفت طائرة إسرائيلية المجموعة.

وطلبت الأمم المتحدة هدنة مدتها خمس ساعات في القتال المستمر منذ عشرة أيام للسماح لسكان غزة بجمع الامدادات وإصلاح البنية التحتية مثل أنابيب المياه والكهرباء.

ويقول مسؤولو الصحة في غزة إن ما لا يقل عن 224 شخصا -معظمهم مدنيون – قتلوا بسبب الهجمات الإسرائيلية. وفي إسرائيل قتل مدني في هجوم بصاروخ من بين أكثر من 1300 صاروخ فلسطيني يقول الجيش إنها أطلقت على إسرائيل.

وبسبب الهجمات الصاروخية المتكررة أصبح الهرع إلى الملاجيء عادة لمئات الالاف من الاسرائيليين.

وقال الجيش الإسرائيلي – الذي قال مسؤولون حكوميون إنه على استعداد لتوسيع نطاق هجماته الجوية والبحرية إلى عمليات برية محتملة – إنه سيرد “بصرامة وحسم” إذا نفذ المسلحون في غزة هجمات خلال الهدنة.

وفي مدينة غزة اصطف مئات الفلسطينيين خارج البنوك لصرف رواتبهم التي تم تحويلها مباشرة إلى حساباتهم بينما ذهب آخرون للتسوق لشراء المواد الغذائية.

وعادت حركة المرور إلى الطرق شبه المجهورة في غزة منذ بدء الصراع.

وقال زكريا أحمد (35 عاما) “جئنا هنا لنتقاضى رواتبنا. الحمد لله على الهدوء ونأمل أن يستمر… نأمل ان تستطيع مصر تحقيق هدنة جيدة ونأمل أن يتوقف القتل وان تفتح المعابر الحدودية (على حدود غزة).”

وساد الارتياح ايضا في إسرائيل. ففي بلدة عسقلان الجنوبية والتي تعرضت لإطلاق الصواريخ بشكل مستمر خرجت الأسر للشوارع بعد ان ظلت في بيوتها على مدى الأسبوع المنصرم.

وقال الصبي نيتانيل موشي بوبيسميدو للقناة العاشرة الاسرائيلية التلفزيونية “أخيرا قرروا لفترة قصيرة من الوقت وقف إطلاق النار… حتى نستطيع أن نمرح لبعض الوقت خلال عطلة الصيف.”

وبعد الاشتباك الذي وقع صباح اليوم بعد محاولة التسلل وقبل بدء الهدنة دوت صافرات الانذار في إسرائيل بما في ذلك منطقة تل أبيب لتحذر من إطلاق قادم للصواريخ.

وقال الجيش إن نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ اعترض صاروخا على الأقل بينما سقط آخر في بلدة قرب تل أبيب. ولم ترد تقارير عن وقوع خسائر.

وقبل الهدنة أيضا قال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن طائرات إسرائيلية قصفت منزلا في رفح بجنوب غزة مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين.

وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تدعم جهود مصر للتوصل لهدنة لانهاء أسوأ اندلاع للعنف الإسرائيلي الفلسطيني خلال عامين. وقال أوباما ان مسؤولين أمريكيين سيستغلون كل مواردهم الدبلوماسية على مدى الساعات الأربع والعشرين المقبلة في مسعى للتوصل لاتفاق.

واقترحت مصر خطة وقف دائم لإطلاق النار يوم الثلاثاء وافقت عليها إسرائيل بينما رفضتها حماس التي قالت انه تم تجاهل شروطها.

وتريد حماس من إسرائيل ومصر التي تواجه حكومتها المدعومة من الجيش خلافات مع الحركة الإسلامية انهاء القيود المفروضة على الحدود التي عمقت الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها 1.8 مليون شخص يسكنون القطاع وتسببت في انكماش السيولة لدى الحركة التي لم تعد قادرة على دفع رواتب موظفيها منذ شهور.

ويوم الاربعاء قال شهود وأشرف القدرة من وزارة الصحة في غزة إن زورقا إسرائيليا قصف القطاع الساحلي المطل على البحر المتوسط فقتل أربعة أطفال – اثنان في العاشرة والآخران تسعة و11 عاما – من أسرة واحدة وأصاب صبيا آخر بجروح خطيرة.

وقال الجيش الإسرائيلي ان الخسائر البشرية من المدنيين لم تكن مقصودة وإنها “مأساوية” وقال انه يحقق فيما حدث. وقال في بيان “بناء على النتائج الأولية فان الهدف من الضربة كان نشطاء من حركة حماس الإرهابية.”

وقتل إسرائيلي بسبب القصف من غزة منذ بدأ الهجوم الإسرائيلي يوم الثامن من يوليو تموز في الصراع الذي تفجر إلى حد بعيد بسبب مقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة ومقتل صبي فلسطيني في الثاني من الشهر الجاري فيما يشتبه أنها جريمة ثأر.

ووجهت إسرائيل اليوم اتهامات لثلاثة إسرائيليين يشتبه في انهم قتلوا الفتى الفلسطيني البالغ من العمر 16 عاما في القدس. وقال محام عن مجموعة مساعدة قانونية تمثل الثلاثة وهم بالغ وقاصران انهم سيدفعون إن كانوا مذنبين أم لا في وقت لاحق.

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية – تحرير أميرة فهمي ومنير البويطي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية