مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران تبدأ محادثاتها مع القوى العالمية بعد تحذير

فيينا (رويترز) – قالت ايران انها لن تتردد في تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية بنفسها في حال عدم التوصل الى اتفاق في محادثاتها مع القوى العالمية التي بدأت يوم الاثنين في حين يأمل الغرب في خفض مخاطر اقدام ايران على تطوير سلاح نووي.
وبدأ الاجتماع بين مسؤولين من ايران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا بعد فترة وجيزة من اعلان التلفزيون الايراني الحكومي أن طهران لن تتعامل بشكل مباشر مع فرنسا اذ انها لم تلتزم بتوريد “مواد نووية”.
ولم يتضح على الفور أثر ذلك على المحادثات التي تهدف الى التوصل لاتفاق على أن تشحن ايران يورانيوم مخصب لروسيا وفرنسا لمعالجته وزيادة تخصيبه ثم اعادته لايران كوقود لمفاعل يصنع مواد لاستخدامات طبية.
وقالت وسائل اعلام ايرانية أخرى ان سببا اخر لعدم رغبة ايران في التعامل بشكل مباشر مع فرنسا هو مزاعم عن تدخل فرنسي في جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران لتحسين التعاون.
ويمثل اجتماع فيينا الذي تستضيفه الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفرصة الاولى للبناء على مقترحات لنزع فتيل الازمة بشأن أنشطة ايران النووية التي أثيرت في اجتماع رفيع المستوى في جنيف يوم الاول من اكتوبر تشرين الاول.
لكن ايران تحدثت بلهجة تحد قبل بضع ساعات من الاجتماع.
وقال علي شيرزاديان المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الايرانية انه لن يكون من المجدي اقتصاديا بالنسبة لايران ان تزيد من تخصيب اليورانيوم منخفض التخصيب داخل البلاد لانتاج ما بين 150 و300 كيلوجرام من المادة التي تحتاجها للمفاعل لكنها ستفعل ذلك اذا لم تحقق محادثات فيينا ” النتائج المرجوة في ايران.”
ونجت ايران من فرض عقوبات أكثر صرامة عليها من جانب الامم المتحدة بموافقتها يوم الاول من اكتوبر على تفتيش موقع نووي وقبولها من حيث المبدأ ارسال اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج لتخصيبه بدرجة أكبر ليستخدم كوقود لمفاعل طهران.
وقال مسؤولون غربيون ان ايران وافقت بشكل غير نهائي على المناحي الرئيسية لمقترحات جنيف. لكن طهران نفت ذلك.
وقال دبلوماسي غربي بارز طلب عدم نشر اسمه بسبب الحساسية السياسية للموضوع “من المفترض أن تقود محادثات هذا الاسبوع الى اتفاق.”
وأضاف “لكن بما اننا لم نجر مفاوضات بعد مع الايرانيين فان الايام القليلة المقبلة قد تعيد فتح العديد مما كنا نتصور اننا توصلنا لاتفاق مبدئي بشأنه.”
وقال دبلوماسيون ان المحادثات التي بدأت في مقر الوكالة بكلمة رئيسها محمد البرادعي قد تستمر لاي فترة بين بضع ساعات وثلاثة أيام.
وقد تخيم على المحادثات كذلك مزاعم ايرانية بأن الولايات المتحدة وبريطانيا ساندتا متشددين قتلوا 42 شخصا منهم ستة من كبار قادة الحرس الثوري في هجوم انتحاري يوم الاحد.
وأبلغ شيرزاديان وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية “توفير الوقود لمفاعل طهران يمثل اختبارا جيدا لمعرفة ما اذا كان الغرب يتعامل بنزاهة مع ايران.”
وقال “انشطة ايران لانتاج يورانيوم مخصب بنسبة خمسة بالمئة ستستمر.. لن نتخلى أبدا عن حقنا (في تخصيب اليورانيوم).”
ويقول دبلوماسيون غربيون ان طهرن يجب في نهاية الامر ان توقف برنامجها لتبدد المخاوف من زيادة تخصيب المخزونات الكبيرة من اليورانيوم منخفض التخصيب لانتاج سلاح نووي.
وستكون هذه المادة مقاومة لمزيد من التخصيب.
وسيتيح ذلك للقوى العالمية كسب الوقت للتفاوض على اجراءات ايرانية أخرى مثل تجميد نمو عمليات التخصيب واستمرار عمليات التفتيش لتبديد الشكوك بشأن جدول أعمال سري لتطوير سلاح نووي.
ومخزونات ايران من اليورانيوم منخفض التخصيب ليس لها استخدام مدني ظاهر اذ ان طهران ليس لديها بعد محطات توليد كهرباء تعمل بالطاقة النووية لكنها تكفي الان لانتاج قنبلة نووية واحدة اذا اختارت ايران زيادة التخصيب الى مستوى انتاج السلاح النووي.
من مارك هانريك

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية