مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حقائق عن القضايا الخلافية بين السعودية وسوريا

(رويترز) – بدأ العاهل السعودي الملك عبد الله يوم الاربعاء اول زيارة رسمية الى دمشق مما يؤكد على تحسن العلاقات بين البلدين.
في ما يلي لمحة عامة عن القضايا الخلافية بين سوريا والمملكة العربية السعودية على مدى السنوات الخمس الماضية:
لبنان
يعتبر لبنان الساحة التنافسية الاساسية بين السعودية وسوريا كما انه اكثر الاطراف استفادة من التقارب الذي طرأ على علاقاتهما خلال هذه السنة. وتدهورت العلاقات السورية السعودية بسرعة عام 2005 عقب اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري الذي كان ينظر اليه باعتباره رمزا للنفوذ السعودي في البلاد. واتهم حلفاء الحريري دمشق بالوقوف وراء مقتله ووقفت الرياض وراء دعوات من الدول الغربية لسوريا بانهاء 29 عاما من وجودها في لبنان. ودأبت سوريا على نفي اي دور لها في الاغتيال. وفجر اغتيال الحريري الازمة السياسية بين فصائل لبنانية متحالفة مع سوريا بما فيها حزب الله ضد اخرين مدعومين من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وتحولت الازمة الى صراع مسلح لم ينزع فتيله الا بتعاون كل من الرياض ودمشق. وساهم تحسن علاقاتهما على نطاق واسع العام الماضي في حفظ الاستقرار في لبنان والسماح باجراء الانتخابات البرلمانية في يونيو حزيران بسلاسة. ويأمل لبنانيون بان تساعد القمة بدفع ساسة البلاد المتنافسين على التوصل الى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة.
الصراع العربي الاسرائيلي
شكل دعم سوريا لحزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية اللتين تعارضان السياسة الامريكية تجاه الصراع العربي الاسرائيلي مادة خلافية مع المملكة العربية السعودية ومصر وهما من اقرب الحلفاء العرب لواشنطن.
وزاد تدهور العلاقات بين سوريا والمملكة العربية السعودية في عام 2006 عقب حرب استمرت 34 يوما بين حزب الله واسرائيل التي لا تزال تحتل اراضي سورية منذ حرب عام 1967. وكان خطاب الرئيس السوري بشار الاسد الذي هاجم فيه قادة عربا اعتبرهم “انصاف رجال” نقطة تحول في الازمة العربية اذ كان ينظر الى هذا الخطاب على انه هجوم مباشر على الملك عبد الله وغيره من قادة البلدان الذين انتقدوا دور حزب الله في اشعال الصراع.
الفجوة القائمة بين سوريا والمملكة العربية السعودية حول التعامل مع الصراع العربي الاسرائيلي خرجت الى العلن خلال الحملة العسكرية الاسرائيلية على غزة في وقت سابق من هذا العام. وشاركت سوريا التي تستضيف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في اجتماع طارىء للقادة العرب عقد في قطر وتجاهلته المملكة العربية السعودية.
كذلك فان الرياض حملت دمشق مسؤولية جزئية بشأن انهيار اتفاق الوحدة بين حماس وفتح في مكة المكرمة في العام 2007. واطيح بالاتفاق عندما سيطرت حماس على قطاع غزة في يونيو حزيران من العام نفسه.
التحالفات الاقليمية والدولية
يشكل تحالف سوريا مع الحكومة الاسلامية الشيعية في ايران مصدر ازعاج للسعودية التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ طهران في جميع انحاء المنطقة. وكما هو الحال مع سوريا فان ايران تدعم كلا من حزب الله وحركة حماس. وتشعر المملكة العربية السعودية بالقلق من النفوذ الايراني الذي بدأ ينمو منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003 مفسحة المجال امام الجماعات الشيعية التي لها صلات وثيقة مع طهران بممارسة تأثير كبير في بغداد.
وترتبط المملكة العربية السعودية بعلاقات وثيقة مع الولايات المتحدة ما وضعها في قلب مجموعة من دول عربية تنظر اليها واشنطن على انها من ” المعتدلين” والتي تشمل ايضا مصر. ومن ناحية اخرى فان سوريا واجهت مجموعة من الاتهامات الامريكية من ضمنها ان دمشق قوضت الجهود الرامية الى تحقيق الاستقرار في العراق. وبدأت ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما بالتحدث الى سوريا هذا العام حيث تغيرت سياسة العزل التي اتبعها الرئيس السابق جورج بوش الابن. ومع ذلك فان اوباما ابقى على تمديد العقوبات الامريكية على دمشق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية