مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

زعيم أكراد العراق يدعم الخطوات الاصلاحية التركية

اربيل (العراق) (رويترز) – أثنى مسعود برزاني زعيم أكراد العراق يوم الجمعة على الخطوات التركية للتعامل مع الصراع الكردي المتواصل منذ عقود وطالب بوضع حد للعنف العرقي وذلك خلال زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي الى المنطقة.
وأطلق حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الاسلامية والذي يتزعمه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مبادرة من المتوقع أن تمنح الاقلية الكردية التي يبلغ تعدادها 12 مليونا في جنوب شرق تركيا المزيد من الحرية.
وتتضمن هذه الاصلاحات تخفيف القيود المفروضة على اللغة والثقافة الكردية وتحظى بأهمية من أجل تحقيق تقدم في طلب تركيا الانضمام الى الاتحاد الاوروبي والذي يريد من أنقرة أن تحقق معايير الاتحاد فيما يتعلق بحقوق الانسان.
وأحمد داود أوغلو هو أول وزير خارجية تركي يسافر الى اقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق والذي تقطنه أغلبية كردية.
وساءت العلاقات بين أنقرة وحكومة كردستان العراق لسنوات بسبب وجود متمردين أكراد بطول الحدود بينهما لكن العلاقات تحسنت في ظل حكومة حزب العدالة والتنمية حيث زاد الجانبان من تعاونهما الامني وتوسعا في اتفاقات التجارة والطاقة.
وقال برزاني في مؤتمر صحفي عقده مع داود أوغلو “أريد أن أهنئ رئيس الوزراء على سياساته والخطوات المتخذة نحو فتح ديمقراطي. نحن نؤيد كل الخطوات المتخذة.”
وكان الاعتراف بالحكومة المحلية لاقليم كردستان الذي يتمتع بما يشبه الاستقلال عن بغداد منذ عام 1991 من المحرمات بين السياسيين الاتراك الذين يملا أذهانهم الامال الكردية باقامة دولتهم المستقلة على الاراضي التركية.
وقال برزاني “ان شاء الله سينتهي العنف بأسرع ما يمكن ولن يريق الشبان الاتراك ولا الاكراد المزيد من الدماء.”
واتهمت تركيا برزاني بعدم وقف هجمات المتمردين حتى مع مطالبة قادة أكراد العراق علنا للانفصاليين من حزب العمال الكردستاني بالقاء السلاح.
وحظي تحسين العلاقات مع تركيا بأهمية حيث قد يؤدي انسحاب القوات الامريكية من العراق الى فراغ أمني.
ودعا داود أوغلو الى التعاون في الحرب ضد الارهاب في الوقت الذي تعتبر فيه تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية.
وقال “العرب والاكراد والشيعة والسنة سيعيدون معا بناء الشرق الاوسط. يجب على الجميع أن يتخذوا خطوات جرئية. لكن الارهاب هو التهديد الاكثر خطورة أمام هذه الرؤية.”
وقال داود أوغلو أيضا ان تركيا ستفتح قنصليتها التالية في اربيل بعد الموصل والبصرة.
كما يسعى الجانبان الى العمل معا في مجال الطاقة.
ووضعت تركيا نفسها معبرا أساسيا لمرور الغاز الطبيعي الذي ينتجه الشرق الاوسط الى أوروبا. وتحظى مدينة كركوك التي يطالب بها كل من الاكراد والعرب العراقيين بحساسية خاصة.
وتخشى تركيا حال فوز الاكراد في النزاع على كركوك أن تمكنهم عائدات الطاقة من اقامة دولتهم المستقلة وهو ما من شأنه أن يلهب الطموحات الانفصالية لدى الاكراد في تركيا.
وتقصف تركيا بشكل منتظم أهدافا تابعة لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وتلقي باللائمة عليه في مقتل 40 ألف شخص منذ عام 1984 عندما حمل الحزب السلاح سعيا وراء اقامة دولة في جنوب شرق تركيا.
وبين تركيا والعراق شراكة تجارية واسعة ويمر ما يقرب من 500 ألف برميل من النفط العراقي يوميا أي ما يقرب من نصف صادرات العراق عبر خط أنابيب جيهان التركي.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية