مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

شبان غزة المحاصرون يحلمون بحياة أفضل

من سيلفيا وستال

غزة (رويترز) – بعدما أمضت سلام البيض أغلب وقت حرب غزة التي دامت شهرا حبيسة المنزل تتابع الأخبار على مدى ساعات عادت إلى جامعتها للمرة الأولى يوم الخميس لتجد المبنى الاداري وواجهته وقد تهدما.

ومع صمود الهدنة التي بدأت يوم الثلاثاء كانت الطالبة الفلسطينية البالغة من العمر 18 عاما والتي تدرس العمارة تتطلع الى الخروج ولقاء صديقاتها لكن الدمار في حرم الجامعة الاسلامية ملأها غما.

وقالت وهي تقف على مقربة من المبنى الذي اطيح بنوافذه وتهدمت طوابقه العليا واحدا فوق الآخر “حتى الجامعات قصفت واستهدفت.. كل شيء هدف للجيش الاسرائيلي.”

ويقول مسؤولون في غزة إن الحرب قتلت 1874 فلسطينيا أغلبهم مدنيون. وتقول اسرائيل ان 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدأ القتال يوم الثامن من يوليو تموز بعد تصاعد في اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اسرائيل.

وبعيدا عن الضرر المادي الكبير في غزة يقول الشبان في القطاع إن الوضع الأمني يعني أنهم ليس لديهم شيء يذكر ليفعلوه بعد العمل والدراسات.

وحتى قبل الحرب كانت أماكن الترفيه العامة قليلة ولذا كانوا يبقون بالمنزل.. ينامون أو يتصفحون مواقع انترنت مثل يوتيوب وفيسبوك حيث غالبا ما يقارنون تجاربهم مع تجارب آخرين يعيشون بالخارج.

وقالت سلام “انهم يعيشون حياة طبيعية ليس بها أي من المعاناة في غزة.”

ويحلم البعض بحياة خارج القطاع الفقير حيث يمثل العاطلون حوالي ثلث السكان. ويمثل الشبان دون سن 18 عاما اكثر من نصف السكان البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة مما يعني أن الاقتصاد سيكون عليه استيعاب المزيد من الداخلين الى سوق الوظائف.

وقال محمد الشرفا وهو في الرابعة والعشرين من العمر وكان يرتدي سروال جينز ضيقا وقميصا قطنيا أسود “تخرج الناس من الجامعة وليس لديهم عمل الآن. لا توجد مشاريع هنا.. لا توجد وظائف.”

ويعتقد الشرفا الذي يعمل بائعا في السوق بعدما تخرج من الجامعة أن الحياة ستكون أفضل في بلد اجنبي لكنه يفضل تحسين الوضع في غزة بدلا من ذلك كي يمكنه ان يبقى في المكان الذي شب فيه.

وقال “نحتاج عملا وحياة بدون اسلحة وربما طريقا إلى القدس للذهاب للصلاة.”

*عاجزون عن المغادرة

وكثيرا ما يشكو الشبان ومنهم كثيرون ذوو تأهيل عال من صعوبة مغادرة قطاع غزة وهو شريط ساحلي كثيف السكان يخضع لحصار اسرائيلي كما تفرض مصر قيودا مشددة على معبر رفح بين القطاع واراضيها.

وقال هاشم ابو عمر البالغ من العمر 26 عاما والذي عاش في الصين سبع سنوات لكن لم يمكنه العودة “شعوري القوي تجاه المستقبل أن الحدود يجب أن تكون مفتوحة وأننا نحتاج مطارا للخروج.”

وعجز ابو عمر عن الحصول على وثائق سفر للمغادرة ثانية فبقي بموطنه في خان يونس في جنوب قطاع غزة.

وحين كان في الصين عمل مديرا لشركة شحن ناجحة. وهو يمضي ايامه الآن باحثا عن وظيفة في خان يونس وهي منطقة ريفية بالأساس بها واحد من أعلى معدلات البطالة في قطاع غزة.

وقال وهو يجول في سوق وسط المدينة “في المساء.. كل ما أفعله أني أنام لأنه لا يوجد شيء لأفعله.”

وعانت مناطق مثل خان يونس من قتال عنيف بين القوات الاسرائيلية ونشطاء من حركة حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية الشهر الماضي وتحولت بلدة خزاعة القريبة الى انقاض مما اثار غضب السكان.

وقال أحمد علي وهو عامل زراعي من خان يونس يبلغ من العمر 34 عاما إنه اذا لم يتحسن الوضع فسينجر مزيد من الشبان الى التحرك بدلا من الاكتفاء برؤية القطاع ينزلق نحو مزيد من الانهيار.

واضاف مشيرا للجماعات الفلسطينية المسلحة “أعتقد ان الشبان يجدون بصورة متزايدة أنهم ينبغي أن ينتزعوا حقوقهم بالقوة وليس عبر المفاوضات.”

وقال علي “يريد الشبان أن يقررو مستقبلهم بأنفسهم ويعتقدون أن المقاومة هي أفضل طريق.” واضاف أن “كل الناس هنا يؤيدونهم.”

(اعداد عماد عمر للنشرة العربية – تحرير أحمد حسن)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية