مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صمود الهدنة الجديدة في غزة بعد بداية هشة

عزام الاحمد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة يدلي بتصريحات يوم الاربعاء. تصوير: اسماء وجيه - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي ومايان لوبل

غزة/القدس (رويترز) – صمدت هدنة بين إسرائيل والفلسطينيين فيما يبدو يوم الخميس بعدما بدأت بداية هشة مع موافقة الجانبين على اعطاء محادثات سلام تجرى بوساطة مصرية المزيد من الوقت لمحاولة إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن النشطاء في غزة خرقوا الهدنة وأطلقوا ثمانية صواريخ على إسرائيل وإن الطائرات الإسرائيلية ردت على ذلك باستهداف “قاذفات صواريخ ومواقع إرهابية” في القطاع.

ونفى عزت الرشق المسؤول بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خرق الفلسطينيين للهدنة وندد بالغارات الجوية الإسرائيلية ووصفها بانها خرق لاتفاق التهدئة.

ولم تقع اي اصابات على الجانبين وانتهى القتال بحلول الفجر.

وكانت هدنة للقتال المستمر منذ أكثر من شهر والذي راح ضحيته 1945 فلسطينيا و67 إسرائيليا قد انتهت في منتصف ليلة الأربعاء. والقتال هو الأسوأ في المنطقة منذ حرب استمرت ثلاثة أسابيع في شتاء 2009.

وفي القاهرة أعلن الفلسطينيون في اللحظات الأخيرة تمديد الهدنة لخمسة أيام أخرى حتى يتسنى للجانبين التفاوض بشأن هدنة طويلة الأجل بوساطة مصرية.

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم ذكر اسمه “وافقت إسرائيل على تمديد وقف إطلاق النار.”

وثبت انه من الصعب تضييق هوة الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

ويطالب الفلسطينيون برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة. لكن إسرائيل ومصر تعربان عن مخاوف أمنية عميقة بشأن حماس التي تسيطر على القطاع الساحلي مما يعقد أي اتفاق لتخفيف القيود على الحدود.

وقال إسماعيل هنية القيادي البارز بحماس لقناة الأقصى التابعة لحماس يوم الأربعاء إن الحركة تصر على رفع الحصار عن غزة وتخفيف القيود المفروضة على حركة المواطنين في القطاع كشرط لتهدئة دائمة.

وقال اعضاء في الوفد الفلسطيني انهم سيعودون إلى القاهرة ليل السبت لاستئناف المحادثات الاحد.

* اقتراحات وقف إطلاق النار

صرح مسؤول فلسطيني على دراية بسير المفاوضات في القاهرة بأن مصر قدمت اقتراحا جديدا لهدنة دائمة.

وذكرت مصادر مصرية وفلسطينية أن إسرائيل وافقت مؤقتا على السماح بدخول بعض الامدادات إلى قطاع غزة وتخفيف القيود على حركة الافراد والبضائع عبر الحدود مع مراعاة شروط معينة.

والمطلب الفلسطيني بميناء بحري في غزة واعادة انشاء مطار دمر في الصراعات السابقة مع إسرائيل يمثل حجر عثرة حيث ترفض إسرائيل تشغيلهما بسبب مخاوف امنية.

وقال مسؤول فلسطيني إن الجانبين اتفقا على تأجيل مناقشة أي اتفاق بشأن الموانئ لمدة شهر.

وتتضمن مسودة الاقتراح المصري ان تسمح إسرائيل بتوسيع منطقة صيد الاسماك التي تفرضها على صيادي غزة الى ستة أميال (عشرة كيلومترات) من المنطقة البحرية المعتادة التي تبلغ ثلاثة أميال.

وقال المسؤول “ستزداد منطقة صيد الأسماك تدريجيا الى مسافة لا تقل عن 12 ميلا بالتنسيق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل” مشيرا إلى الدور الموسع المرجح في شؤون غزة لحكومة الرئيس عباس المدعومة من الغرب والموجودة في الضفة الغربية المحتلة.

وبالاضافة الى ذلك قال المسؤول إن الخطة المصرية تدعو إلى تقليص حجم المنطقة التي يحظر على الفلسطينيين دخولها من جانب حدود غزة من 300 متر الى 100 متر حتى يمكن للمزارعين استعادة مساحات اراض فقدوها بسبب الإجراءات الامنية الصارمة.

ولا يجتمع المسؤولون الإسرائيليون وجها لوجه مع الوفد الفلسطيني لانه يضم حركة حماس التي تعتبرها إسرائيل منظمة إرهابية.

وبدأت إسرائيل عمليتها العسكرية في قطاع غزة في الثامن من يوليو تموز وأعلنت أن هدفها هو وقف هجمات الصواريخ عبر الحدود وتدمير انفاق التسلل.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن معظم القتلى الفلسطينيين في العملية مدنيون.

وأثار مقتل عدد كبير من المدنيين وتدمير آلاف المنازل في غزة إدانة دولية واسعة النطاق. وتقول الأمم المتحدة إن الحرب ادت لنزوح 425 الفا من سكان القطاع البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة.

وسحبت إسرائيل قواتها البرية من غزة الأسبوع الماضي بعد أن قالت إن الجيش أتم مهمته الرئيسية بتدمير أكثر من 30 نفقا حفرها نشطاء لشن هجمات عبر الحدود. وتريد إسرائيل الآن أن تضمن أن حماس لن تستخدم أي مواد بناء ترسل للقطاع لإعادة بناء هذه الأنفاق.

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية- تحرير محمد اليماني)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية