مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قطر والأمم المتحدة تدينان أعمال القتل بغزة وتدعوان لوقف فوري لإطلاق النار

الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يتحدث في مؤتمر صحفي في الدوحة يوم الاحد. تصوير: محمود دبوس - رويترز. reuters_tickers

من آمنة بكر

الدوحة (رويترز) – شجب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون “العمل الوحشي” المتمثل بقتل عشرات الفلسطينيين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي يوم الأحد ودعا إلى الوقف الفوري للمواجهة المستمرة منذ نحو أسبوعين والتي أودت بحياة أكثر من 400 شخص.

والتقى بان الذي يزور الدوحة في أول محطة له في جولة في الشرق الأوسط بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية القطري خالد العطية قبل أن يتوجه إلى مصر.

وأضاف بان في بيان عقب محادثات مع العطية “بينما أنا في طريقي إلى الدوحة قتل عشرات المدنيين الإضافيين بضربات عسكرية إسرائيلية.. في غزة.. وأدين هذا العمل الوحشي.”

وقال “على إسرائيل ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. وأكرر مطالبي لجميع الأطراف بأن تحترم القانون الإنساني الدولي. وينبغي أن يتوقف العنف الآن.”

وقتل أكثر من 60 فلسطينيا و13 جنديا إسرائيليا بينما قصفت إسرائيل حي الشجاعية بغزة وخاضت اشتباكات مع النشطاء الفلسطينيين هي الأعنف منذ بدء القتال قبل 13 يوما.

ووصف العطية قتل الفلسطينيين بأنه مذبحة وقال إنه لا ينبغي السماح بأن تختار إسرائيل وقت شن الحرب ووقت إيقافها.

وأدان الوزير القطري “كافة الأعمال العدوانية التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وآخرها مجزرة الشجاعية” يوم الاحد التي كان أكثر ضحاياها من الأطفال.

ووجهت الأنظار إلى قطر كوسيط محتمل في وقف المواجهة في غزة بعد أن رفضت حركة حماس مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار. وطالبت حماس بدلا من ذلك أن يتضمن اي اتفاق رفع الحصار المفروض من جانب إسرائيل وكذلك التدابير المشددة التي تفرضها الحكومة المصرية على حدودها مع غزة والعودة إلى تفاهم أنهى المواجهة التي جرت عام 2012.

ويقول المسؤولون الأمريكيون إن واشنطن طلبت من قطر محاولة التأثير على حماس التي يعيش رئيس مكتبها السياسي في الدوحة ولكنهم قالوا إن تلك العلاقات تعني أن من غير المرجح أن تقبل إسرائيل بقطر وسيطا.

وقال العطية إن قطر إنما تنقل المطالب الفلسطينية التي قال إنها تتضمن فتح النقاط الحدودية بين غزة ومصر وبين غزة وإسرائيل.

واضاف “المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي.”

وقال مصدر في قطر إن الشيخ تميم يعمل “كقناة اتصال” بين حماس والمجتمع الدولي.

وصرح مصدر في حماس في الدوحة لرويترز بأن شروط حماس تتضمن الإفراج عن جميع السجناء الذين أفرج عنهم في إطار اتفاق لتبادل الأسرى مع إسرائيل وفتح المعابر الحدودية بين غزة وإسرائيل وإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على ميناء غزة.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز في المناطق الفلسطينية إنه ينبغي بشكل عام أن توقف إسرائيل كل أشكال العدوان والهجمات وتنهي حصار غزة وتزيل الخطوات الناجمة عن هجومها العسكري في الضفة الغربية بعد 12 يونيو.

وردد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين مطالب حماس قائلا إنه لا ينبغي اعتبارها شروطا بل التزامات “عادلة” ينبغي على إسرائيل التقيد بها. وقال للصحفيين في الدوحة “نحن الآن متحدون في جبهة واحدة.. نتحدث كشعب فلسطيني وليس كحماس أو فتح. ونحن على تواصل مع كل الفصائل.”

وأشار إلى أن عباس اتصل بوزير الخارجية الأمريكي جون كيري.

وتعتبر مصادر دبلوماسية غربية قطر لاعبا مهما في الوصول إلى وقف فاعل لإطلاق النار بسبب استضافتها لعدد كبير من الإسلاميين في المنفى من مختلف أنحاء الشرق الأوسط ومن بينهم رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل.

وزار مشعل الكويت يوم الاحد وأجرى محادثات مع أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. ومن المقرر أن يجتمع بعباس في الدوحة في وقت لاحق اليوم. وترأس الكويت الدورة الحالية للجامعة العربية.

وقال المصدر القطري الرفيع إن من المقرر أن يجري عباس أيضا محادثات مع مشعل عقب لقائه مع بان.

وتابع المصدر “قطر لن تمارس أي ضغط على حماس كي تخفف مطالبها أو تغيرها. قطر تعمل كقناة اتصال وحسب.”

وقالت مصر أمس إنها لا تعتزم مراجعة مبادرتها لوقف إطلاق النار. وقال مصدر حماس في الدوحة إن حماس لا تعتزم- من جانبها- تغيير شروطها الخاصة بوقف إطلاق النار.

وأضاف “نريد حقوق شعبنا. الفلسطينيون على الأرض يساندوننا وسنأتي لهم بحقوقهم.”

ومن المقرر أن تشمل جولة بان في الشرق الأوسط زيارة القاهرة والقدس ورام الله.

(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية