مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

كلينتون تجتمع مع عباس والاسرائيليين لدفع محادثات السلام

تل ابيب (رويترز) – قال متحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون لم تتمكن يوم السبت من اقناع عباس باستئناف المحادثات مع اسرائيل مشيرا الى المستوطنات الاسرائيلية باعتبارها حجر عثرة.
وتوجهت كلينتون الى اسرائيل بعد اجتماع مع عباس في ابوظبي في اطار دعم جهود الرئيس الامريكي باراك اوباما لاستئناف مفاوضات السلام المعلقة منذ ديسمبر كانون الاول. ومن المقرر ان تجتمع كلينتون في وقت لاحق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد ان عقدت لقاءات مع مسؤولين في القدس.
وذكرت وكالة الانباء الفلسطينية ان عباس قال في مؤتمر صحفي في ابوظبي انه لا استئناف للمفاوضات قبل وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية وان المفاوضات يجب ان تضمن اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف على حدود 67 مؤكدا على حق عودة اللاجئين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بي.جيه كرولي بعد توجه كلينتون الى تل ابيب “ادركنا دائما ان المستوطنات قضية كبيرة لدى الجانبين وعبرنا عن موقفنا.. نواصل التحدث الى الجانبين لمساعدتهم في توضيح التفاصيل والمساعدة فيما اذا كان باستطاعتنا تضييق تلك الفجوة.”
وغضب الفلسطينيون لما اعتبروه تراخيا من أوباما في سبتمبر ايلول في مطالبته لاسرائيل بالالتزام بخارطة الطريق التي دعت الى وقف الانشطة الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة.
وبعد محادثات مع عباس ونتنياهو في نيويورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة حث أوباما اسرائيل على تقييد النشاط الاستيطاني.
ورفض نتنياهو الذي يرأس حكومة يمينية الوقف الكامل للبناء في المستوطنات قائلا انه احتياجات العائلات المتنامية يجب تلبيتها.
وقال انه ينوي مواصلة بناء 3000 وحدة سكنية للمستوطنين في اطار المشروعات التي أقرت بالفعل وبناء منازل لليهود في القدس الشرقية.
ونفى متحدث باسم كلينتون انها طلبت من عباس قبول عرض من نتنياهو بان يكون البناء قاصرا على تلك الوحدات السكنية الجديدة البالغ عددها 3000 وحدة مقابل استئناف المحادثات.
واحتلت اسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية في حرب 1967 ويخشى الفلسطينيون ان تحرمهم المستوطنات من اقامة دولة تتوافر لها مقومات الحياة. ويعيش نحو 500 الف اسرائيلي في المنطقتين الى جانب 2.8 مليون فلسطيني.
وقالت كلينتون قبل وصولها الى أبو ظبي أنها ستؤكد للجانبين أن رغبة الرئيس الامريكي باراك أوباما في رؤية حل اقامة الدولتين لاسرائيل والفلسطينيين لا تفتر.
وقالت كلينتون في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية “من البديهي اننا لا يمكن أن نرغب في ذلك أكثر مما يرغب فيه الطرفان. وأعني أن هذه طبيعة المفاوضات. لكن حقيقة أن الولايات المتحدة مشاركة وأننا جادون بشأن هذه المشاركة هي في حد ذاتها … فيما أعتقد رسالة ايجابية للغاية.”
وقال مسؤول رفيع بالخارجية الامريكية ان اجتماعات كلينتون تهدف الى الاطلاع على الموقف الواقعي لكل طرف قبل لقائها بوزراء الخارجية العرب في قمة التنمية في المغرب الاسبوع القادم في محاولة لحشد التأييد الاقليمي لتحركات السلام.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته “لقد أبلغت الرئيس الاسبوع الماضي أن العملية تمر بمرحلة صعبة وهي تستغل الفرصة حيث أنها تزور المنطقة للتشاور مع الزعماء ومعرفة مواقفهم ومعرفة كيفية تحريك العملية الى الامام مرة أخرى.”
وهذه ثاني زيارة لكلينتون الى الشرق الاوسط منذ تولي أوباما الحكم في يناير كانون الثاني. ويجري جورج ميتشل المبعوث الامريكي الخاص زيارات مكوكية بين القادة الاسرائيليين والقادة الفلسطينيين كل بضعة أسابيع.
لكن لا يوجد مؤشر على احتمال استئناف المحادثات قريبا.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة مازال لديها “تساؤلات في غاية الخطورة بشأن المستوطنات التي تروح لها اسرائيل.” لكنها تستوعب ايضا السياسات الجارية.
وقالت لهيئة الاذاعة البريطانية “ندرك ان الامر متعلق الى حد كبير باحتياجاتهم الامنية والمخاوف المتعلقة بمحاولة اقامة جدار حول اسرائيل لحمايتها.”
من اندرو كين وجيفري هيلر

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية