مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مسلحون اسلاميون يفرجون عن أفراد شرطة لبنانيين تمهيدا لمحادثات هدنة

دبابة لبنانية تتقدم نحو عرسال في سهل البقاع يوم الثلاثاء - رويترز reuters_tickers

من مريم قرعوني وألكسندر جاديش

بيروت (رويترز) – أفرج مسلحون اسلاميون سيطروا على بلدة عرسال اللبنانية في مطلع الاسبوع عن ثلاثة من أفراد الشرطة يوم الثلاثاء في “بادرة حسن نية” للسماح لرجال دين سنة بالتوسط في اتفاق لانهاء اربعة أيام من القتال قرب الحدود السورية.

وقتل 16 جنديا لبنانيا على الاقل وعشرات المدنيين والمسلحين في القتال في عرسال في أخطر امتداد حتى الان للحرب الاهلية الدائرة في سوريا منذ ثلاث سنوات.

ويعتقد ان المسلحين الاسلاميين مازالوا يحتجزون نحو 40 فردا من قوات الامن – من جنود الجيش والشرطة.

وقال مصدر امني ان ثلاثة من أفراد الشرطة – عرفهم المسلحون الاسلاميون على أنهم رامي جمال وخالد صالح وطانيوس مراد – نقلو الى مستشفى قريب. ووصف مسلح الاجراء بأنه “بادرة حسن نوايا” للسماح باجراء المحادثات.

وغادر رجال دين من هيئة العلماء المسلمين عرسال يوم الثلاثاء بعد اجتمعوا مع المسلحين الذين يقولون انهم مستعدون للانسحاب اذا وافق الجيش على العودة لحراسة نقاط التفتيش خارج عرسال وعدم دخول البلدة ذاتها.

وقالت مصادر أمنية ان جنديين قتلا في الاشتباكات في عرسال مساء الاثنين بينما اصاب مسلحون سبعة آخرين على الاقل في طرابلس. وقتلت فتاة في الثامنة من العمر بالرصاص في المدينة الساحلية نفس الليلة.

وبدأت الاشتباكات في عرسال يوم السبت بعد ان اعتقلت قوات الامن قائدا اسلاميا يحظى بشعبية بين معارضين محليين ينتقلون باستمرار عبر الحدود مع سوريا. وبعد ذلك بوقت قصير هاجم مسلحون قوات الامن في المنطقة.

ويقول مسؤولو أمن لبنانيون إن من بين المقاتلين أعضاء في جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا وكذلك تنظيم الدولة الإسلامية الذي استولى على مساحات من الأراضي في سوريا والعراق.

ورغم تجنب لبنان -الذي يبلغ عدد سكانه أربعة ملايين نسمة- الحرب الشاملة التي تجتاح العراق وسوريا إلا أن الصراعات الاقليمية أشعلت مجددا توترات مضت عليها عقود.

وتشهد طرابلس من حين لآخر اشتباكات بين السنة والأقلية العلوية. واندلع القتال ليل الإثنين بعد أنباء عن اصابة العديد من رجال الدين السنة عند دخولهم عرسال في محاولة للتوسط في وقف لاطلاق النار بين الجيش والمسلحين.

وأغلق رجال عدة طرق في طرابلس يوم الثلاثاء وأغلقت معظم المتاجر أبوابها وبدت الشوارع مهجورة بعد أن فتح مسلحون النار على حافلة تقل جنودا ما أدى إلى جرح ستة على الأقل.

وقالت الوكالة الوطنية للاعلام إن المسلحين أطلقوا النار أيضا على عدة مواقع للجيش في المدينة الساحلية أثناء الليل. وقتلت طفلة بعدما أصيبت بطلقة رصاص في الرأس.

وقال نشطاء سوريون ومسعفون في عرسال إن القتال أضر كثيرا بمخيمات يعيش فيها كثيرون من بين عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يقيمون في البلدة وحولها.

وقال شاهد عيان سوري لرويترز عبر رسالة نصية “الوضع سيء. العائلات محاصرة داخل البلدة. النازحون في الطرقات. يوجد نقص حاد في الخبز. والوضع الطبي سيء جدا”.

واندلع القتال مجددا في عرسال التي يغلب على سكانها السنة في حوالي الساعة السابعة صباحا (0400 بتوقيت جرينتش) أثناء محاولة الجيش استعادة السيطرة على مبان سيطر عليها اسلاميون متشددون.

ويحاول لبنان رسميا النأي بنفسه عن الصراع في سوريا لكن جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية القوية أرسلت مقاتلين لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد المنتمي للطائفة العلوية. وتدعم إيران الأسد وحزب الله.

ويغلب السنة على مقاتلي المعارضة السورية الساعين للاطاحة بالأسد والذين يحصلون على دعم من قوى سنية إقليمية مثل السعودية.

وتعرض لبنان لاطلاق صواريخ وهجمات انتحارية واشتباكات بالأسلحة النارية مرتبطة بالحرب في سوريا وزاد الصراع من الجمود السياسي في لبنان بين مسؤولين منقسمين لأسباب طائفية في الأغلب.

وقتل أكثر من 170 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية التي اندلعت عام 2011 بعد قمع الحكومة لاحتجاجات سلمية.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير عماد عمر)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية