مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نتنياهو: وجودنا يعتمد على قوات الجيش ولا مكان للعصيان

القدس (رويترز) – عبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن قلقه يوم الثلاثاء بسبب عصيان قام به جنود موالون للمستوطنين وأثار مخاوف من المزيد من التمرد في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد أي خطوات تستند الى مبدأ الارض مقابل السلام مع الفلسطينيين.
وقال نتنياهو للصحفيين “يعتمد أمننا ووجودنا على قوات الدفاع الاسرائيلي. اذا روجتم للعصيان ستجلبون السقوط للدولة. لا يوجد مكان للعصيان.”
وهون الجيش يوم الاثنين من أهمية التمرد وقال انه مجرد تجاوز ووصفه بعض المعلقين السياسيين بأنه اجتياز لخط أحمر. وكان عدد من الجنود الاسرائيليين قد احتجوا على التفكيك الجزئي لموقع للمستوطنين في الضفة الغربية.
ودفع التمرد النواب اليمينيين في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) وعددهم 15 نائبا الى طرح مشروع قانون يمنع الجيش من اجبار الجنود على اجلاء اليهود من مستوطنات في الضفة المحتلة.
ورفض جنديان الامتثال لاوامر بتأمين موقع المستوطنة التي بنيت دون موافقة الحكومة والتي دمرت الشرطة منشأتين فيها. وحكم على الجنديين بالحبس مدة 20 و14 يوما.
وكان جنديان اخران رفعا لافتة في قاعدة للجيش بالضفة الغربية تقول ان كتيبتهما لن تجلي مستوطنين أبدا. ومثل الجنديان أمام جلسة تأديبية وحكم على كل منهما بالسجن لمدة شهر.
وقال الحاخام الياكيم ليفانون من معهد الون موريه بالضفة الغربية حيث درس بعض جنود الجيش الاسرائيلي “يجب أن يفهم الجيش أن هناك بعض الجنود الذين لا يمكنهم تنفيذ هذه الاوامر. يشبه الامر مطالبة شخص بضرب شقيقه.”
ونشرت يديعوت أحرونوت أكبر صحيفة اسرائيلية موضوعا بعنوان ” أوقفوا الفوضى” حثت فيه على اتخاذ اجراءات صارمة ضد الجنود الذين يرفضون تنفيذ الاوامر.
وقال اللفتاننت جنرال جابي اشكينازي رئيس أركان الجيش الاسرائيلي للصحفيين انه سيفعل ذلك.
لكن البريجادير جنرال أفي بناياهو المتحدث باسم اشكينازي قلل من أهمية الاحتجاجات.
وقال بناياهو “لا يمثل الامر موجة مستفحلة في الجيش ولم يخرج الامر عن نطاق السيطرة.”
والانقسامات الايديولوجية غائرة في اسرائيل خاصة فيما يتعلق بمستقبل نحو 500 ألف يهودي يعيشون بين 2.7 مليون فلسطيني في الضفة الغربية والقدس الشرقية اللتين استولت عليهما اسرائيل خلال حرب عام 1967.
لكن الجيش الذي ينخرط فيه الذكور والاناث في اسرائيل عند بلوغهم سن الثامنة عشرة ظل لفترة طويلة بعيدا عن الجدل السياسي.
واختير الجنود الذين شاركوا في اجلاء المستوطنين عن قطاع غزة عام 2005 بعناية وتلقوا تدريبا خاصا للمهمة. واعتذر بهدوء الجنود الذين لم يرتاحوا للمهمة.
وعادة ما تنفذ الشرطة الاسرائيلية أعمال تدمير لبعض من عشرات المواقع التي بناها يهود في الضفة الغربية دون موافقة رسمية من الحكومة ولا يقوم بذلك الجيش الذي توكل اليه مهمة حفظ الامن في المنطقة.
جاء التمرد الاخير في صفوف الجيش الاسرائيلي بعد احتجاج نظمه الشهر الماضي مجندون في الجيش أعاقوا مراسم تنصيبهم بالدعوة لاستمرار الاستيطان في الضفة الغربية وهي أرض يطالب بها الفلسطينيون على أمل أن تصبح دولة لهم في المستقبل.
وحكم على جنديين بالسجن لمدة 20 يوما والطرد من وحدتهما.
وكتب أليكس فيشمان وهو مراسل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت “يجب ألا يتعجب أحد من تزايد اشارات الاحتجاج في الجيش على اجلاء المباني والمستوطنات.”
وأضاف “فبعد كل شيء يحكم على الجنود بأيام قلائل في السجن وكأنهم ارتكبوا مخالفة مرورية.”
من جيفري هيلر

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية