مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

يونيسيف ترثي الاطفال الذين قتلوا في غزة وتحذر من جسامة مهمتها القادمة

(ملحوظة: الصورة تحتوي على تغطية لمشاهد اصابة ووفاة) شاب فلسطيني يحمل جثمان فتاة من عائلة قال مسعفون ان جميع افرادها قتلوا في غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة يوم الاثنين. تصوير. محمد سالم - رويترز reuters_tickers

من توم مايلز

جنيف (رويترز) – قالت بيرنيل ايرنسايد رئيسة المكتب الميداني الذي تديره منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في غزة يوم الثلاثاء ان أكثر من 400 طفل قتلوا في هجوم اسرائيل على القطاع وان نحو 400 ألف أصيبوا بصدمة ويواجهون مستقبلا “قاتما للغاية”.

وقالت ايرنسايد التي ترأس مكتبا ميدانيا تديره يونيسيف في غزة إن اعادة بناء حياة الاطفال ستكون جزءا من جهد أكبر بكثير لاعادة بناء القطاع بمجرد ان يتوقف القتال بصفة دائمة.

وقالت “كيف نتوقع ان يهتم الآباء ومن يرعى الاطفال بأبنائهم وان يقوموا بتربيتهم بطريقة ايجابية وتنشئتهم عندما يكونون هم أنفسهم غير قادرين على الحياة كبشر؟ هناك أناس فقدوا كل أفراد العائلة في ضربة واحدة.”

وأضافت في مكالمة هاتفية وهي تتحدث في مؤتمر صحفي للامم المتحدة في جنيف “كيف يمكن لمجتمع ان يتعامل مع هذا؟.”

وحتى الرابع من اغسطس اب اشارت التقارير الى مقتل 408 أطفال أي 31 في المئة من العدد الاجمالي للقتلى المدنيين. وكان أكثر من 70 في المئة من 251 فتى و157 فتاة قتلوا أعمارهم 12 عاما أو اقل.

وحتى قبل أحدث أعمال عنف كان أطفال غزة يدرسون على فترات بسبب نقص المدارس وتخرجوا الى سوق عمالة يعاني فيه 59 في المئة من البطالة.

وقالت ايرنسايد “اذا كنت في السابعة فانك تكون قد عشت حربين سابقتين” وأحدث تصعيد كان أسوأ من حرب 2008-2009 و2012 .

وقالت “انه شيء غير عادي ان تعيش في هذه الاوضاع وان تبقى على قيد الحياة وان تشهد استخدام اسلحة مدمرة بطريقة غير معقولة تقوم بتقطيع أوصال الناس بعمليات بتر وتشويه مروعة وتمزق الناس اربا أمام عيون الاطفال وامام الوالدين ايضا.”

وتشير تقديرات اليونيسيف الى ان نحو 373000 طفل اصيبوا بنوع من التجربة الصادمة المباشرة ويحتاجون الى دعم نفسي واجتماعي.

وقالت “هذا جهد لا يعقل القيام به ومهمة ضخمة للغاية بالنسبة للفرق التي وصلت بالفعل على الارض. لكن بالطبع نحن ملتزمون بالسعي للقيام بهذا العمل على مدار الاشهر والسنين التي يحتاجها انجاز ذلك.”

وقالت ان موظفي الاعمال الانسانية يعملون بكل طاقتهم مشيرة الى الدمار الذي أحدثته اسرائيل في امدادات الطاقة الكهربائية التي تسببت في تفاقم وضع امدادات المياه الخطير بالفعل من خلال وقف تشغيل منشآت ضخ المياه.

واضافت “توجد كمية محدودة للغاية من المياه متاحة. وهي تستخدم في الشرب مما يعني انه لا توجد مياه كافية للاغراض الصحية. نرى أطفالا يأتون من ملاجئهم وهم مصابون بالجرب والقمل وكل انواع الامراض المعدية.”

وتابعت “والامر الاسوأ هو انه خارج الملاجئ معظم الناس لم يحصلوا على مياه من مصدر الامدادات عدة اسابيع الان. انهم في حالة مروعة من حيث القدرة على الحصول على أي نوع من مياه الشرب النقية غير الملوثة بالصرف الصحي.”

ويمكن ان يؤدي هذا الى الاصابة بالاسهال وحدوث مزيد من وفيات الاطفال وخاصة بين من هم دون الخامسة.

واشارت ايرنسايد في تقديراتها الى ان إيواء العائلات التي دمرت منازلها سيتكلف من 40 الى 50 مليون دولار في العام القادم وهو مبلغ ضئيل من اجمالي تكاليف اعادة الاعمار.

(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية