مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إنتحاري يقتل 35 شخصا في هجوم على الحرس الثوري الايراني

طهران (رويترز) – قالت وسائل اعلام ايرانية إن انتحاريا قتل ستة من كبار قادة الحرس الثوري و29 شخصا اخر يوم الاحد في احد اكثر الهجمات جرأة على اقوى مؤسسة عسكرية ايرانية.
ويسلط الهجوم الضوء على تفاقم حالة عدم الاستقرار في منطقة جنوب شرق ايران المتاخمة لباكستان وافغانستان حيث يعيش كثير من أبناء الاقلية السنية الايرانية وحيث وقعت سلسلة تفجيرات دموية وأعمال عنف أخرى في الاعوام الاخيرة.
وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان جماعة سنية تطلق على نفسها اسم جند الله أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي اوقع اكبر عدد من القتلى في صفوف الحرس الثوري الايراني في الاعوام الاخيرة. وأصيب ايضا 30 شخصا في الهجوم الذي وقع قبيل اجتماع مع شيوخ قبائل.
وأفادت وسائل الاعلام بأن الاجتماع كان سيعقد في اطار جهود للنهوض بالوحدة بين السنة والشيعة وأن الحرس الثوري قال ان الهجوم يهدف الى بذر بذور الصراع الطائفي في اقليم سستان بلوخستان.
واتهم المسؤولون الايرانيون الولايات المتحدة وبريطانيا ايضا بالضلوع في الهجوم وهو اتهام رفضته واشنطن. وتقول طهران ان الولايات المتحدة تدعم جند الله لاثارة القلاقل في المنطقة الحدودية وربطت ايضا بين الجماعة وتنظيم القاعدة.
وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء أن قيادة القوات المسلحة الايرانية اصدرت بيانا يتوعد “بالانتقام”.
ويشهد اقليم سستان بلوخستان في جنوب شرق ايران اشتباكات متكررة بين قوات الامن والمتمردين البلوخ السنة ومهربي المخدرات المسلحين.
وتتهم جماعة جند الله الحكومة التي يقودها الشيعة بالتمييز ضد السنة في المنطقة وحملتها السلطات المسؤولية عن كثير من الهجمات التي وقعت في الاعوام الاخيرة وسقط فيها بعض القتلى.
وذكرت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الرئيس محمود احمدي نجاد قال انه “سيتم التصدي بحزم” للمسؤولين عن الهجوم ودعا باكستان الى المساعدة في القاء القبض عليهم وتسليمهم الى ايران. وكانت ايران قالت في الماضي ان أعضاء جماعة جند الله يعملون انطلاقا من الاراضي الباكستانية.
ونقلت وكالة فارس للانباء عن أحمدي نجاد قوله “بلغنا ان بعض مسؤولي الامن في باكستان يتعاونون مع العناصر الرئيسية في هذا الحادث الارهابي.”
واضاف “نحن نطلب من الحكومة الباكستانية ألا تتأخر مزيدا من التأخير في اعتقال العناصر الرئيسية في هذا الحادث الارهابي.”
واستدعت وزارة الخارجية الايرانية دبلوماسيا باكستانيا رفيعا في طهران وقالت ان ثمة أدلة على ان مرتكبي الحادث جاءوا الى ايران من باكستان. وقال التلفزيون الرسمي “اكد الدبلوماسي الباكستاني لطهران ان بلاده ستتخذ كل الاجراءات لتأمين حدودها مع ايران.”
ومن بين القتلى نائب قائد القوات البرية للحرس الثوري الجنرال نور علي شوشتري وقائد الحرس الثوري في اقليم سستان وبلوخستان الجنرال رجب علي محمد زادة. وكان شوشتري ايضا مسؤولا كبيرا في قوة القدس التابعة للحرس الثوري.
وقال التلفزيون الايراني “جماعة ريجي الارهابية أعلنت المسؤولية عن الهجوم” في اشارة الى عبد الملك ريجي زعيم جماعة جند الله التي يقول بعض المحللين انها مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية.
وعرض التلفزيون الحكومي لقطات لثلاث جثث مغطاة بملابس ملوثة بالدماء ولمصابين ينقلون الى المستشفى. وتناثرت قطع الزجاج وغيرها من الحطام في موقع الهجوم.
وأدانت الولايات المتحدة الهجوم.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ايان كيلي في بيان “نحن ندين هذا العمل الارهابي ويحزننا مقتل أبرياء. الانباء التي تزعم ضلوع الولايات المتحدة زائفة تماما.”
ومعظم السكان في سستان وبلوخستان من البلوخ السنة. وترفض ايران مزاعم جماعات حقوقية غربية أنها تمارس التمييز ضد الاقليات العرقية والدينية.
والحرس الثوري قوة رفيعة المستوى شديدة الولاء للزعيم الايراني الاعلى اية الله علي خامنئي. وزاد نفوذه وموارده في الاعوام الاخيرة. وهو يتولى الامن في المناطق الحدودية.
ويهدد التفجير ومزاعم ضلوع جهات خارجية بأن يطغى على المحادثات التي يجريها مسؤولون ايرانيون وغربيون في فيينا يوم الاثنين بهدف المساعدة في تسوية الازمة مع الغرب بشأن طموحات ايران النووية.
وقال محلل الشؤون الدفاعية بول بيفر “قد يضر هذا بذلك الحوار.” وأضاف متحدثا الى رويترز هاتفيا أن تفجيرا انتحاريا يمكن أن يكون مؤشرا على صلة للقاعدة لكنه استبعد مزاعم وجود دور امريكي او بريطاني قائلا “أعتقد أن هذا غير محتمل الى حد بعيد.”
ومن المرجح ايضا أن يقوي الهجوم عزيمة المؤسسة الدينية والعسكرية في مواجهة المعارضة للانتخابات التي أجريت في الصيف وأسفرت عن فوز احمدي نجاد.
وقال موقع الزعيم الايراني المعارض مير حسين موسوي على الانترنت يوم الاحد انه سيمضي قدما في جهود اصلاح الجمهورية الاسلامية على الرغم من قمع الاحتجاجات بعد الانتخابات.
وأغرقت الانتخابات التي اجريت في 12 يونيو حزيران وما تلاها من اضطرابات ايران في اعمق ازمة داخلية منذ الثورة الاسلامية عام 1979. وتقول المعارضة ان اكثر من 70 شخصا قتلوا خلال قمع الحرس الثوري والميليشيات الاسلامية للاحتجاجات التي اندلعت عقب الانتخابات.
ونقل التلفزيون الايراني عن شاهد عيان قوله ان هجوم يوم الاحد وقع عندما ذهب ضباط كبار بالحرس الثوري الايراني كانوا يحضرون مؤتمرا بمدينة سارباز بجنوب شرق البلاد ليتحدثوا مع مجموعة من أفراد القبائل يصنعون السلال.
وقالت محطة برس تي في التلفزيونية ان المفجر الانتحاري هو احد رجال القبائل وانه “فجر عبوة ناسفة مربوطة الى جسمه”.
ومن بين القتلى ايضا قائدا الحرس الثوري في مدينتي سارباز وايرانشهر.
وتقول جماعة جند الله التي أعلنت مسؤوليتها عن تفجير استهدف مسجدا للشيعة في مايو ايار أسفر عن سقوط 25 قتيلا في المنطقة نفسها انها تقاتل من أجل حقوق الاقلية السنية في ايران.
ويعتقد بعض المحللين أن جند الله نشأت من خلال تحالفات متغيرة مع أطراف مختلفة بما في ذلك حركة طالبان وجهاز المخابرات العسكرية الباكستاني الذي اعتبرها أداة ضد ايران.
(شاركت في التغطية باريسا حافظي في طهران وبيتر جريفيث في لندن وارشد محمد في واشنطن)
من فريدريك دال ورضا دراخشي

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية