مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اشتباكات بين ميليشيات ليبية في بنغازي وطرابلس

الدخان في سماء طرابلس بعد اشتباكات بالقرب من المطار يوم 23 ابريل نيسان 2014. تصوير: هاني عمارة - رويترز. reuters_tickers

من باتريك ميركي وعزيز اليعقوبي

طرابلس (رويترز) – ارتفعت سحب الدخان الأسود فوق جنوب طرابلس يوم الخميس بعدما تبادلت ميليشيات متنافسة القصف المدفعي والصاروخي في معركة للسيطرة على مطار العاصمة الليبية قتل فيها أكثر من 50 شخصا خلال حوالي اسبوعين من القتال.

وترددت اصوات انفجارات متفرقة في انحاء المدينة منذ الصباح في اشتباكات زادت المخاوف من تحول ليبيا الى دولة فاشلة بعد ثلاث سنوات من الاطاحة بنظام معمر القذافي إذ لا تزال الحكومة الهشة عاجزة عن السيطرة على ميليشيات مدججة بالسلاح تتقاتل لفرض نفوذها.

والقتال في العاصمة ومدينة بنغازي الشرقية هو الأشد منذ حرب 2011 التي أطاحت بالقذافي. وتسبب القتال في توقف أغلب الرحلات الدولية الى ليبيا ودفع الولايات المتحدة الى سحب طاقم السفارة.

ولم يتسن لموظف في وزارة الصحة في طرابلس تقديم تفاصيل عن الخسائر البشرية يوم الخميس لأنه لم يمكنه الاتصال بطاقم المستشفى في المنطقة. وقال طبيب محلي إن 30 مصابا على الاقل كانوا موجودين في مستشفاه في طرابلس يوم الاربعاء.

وذكرت وكالة الانباء الليبية أن مستشفى معيتيقة في طرابلس قال إنه في حالة طوارئ بسبب نقص الموارد وعجز كثير من الموظفين عن المجيء للعمل بسبب القتال ونقص الوقود.

وقالت مصادر طبية يوم الخميس إن تسعة اشخاص على الاقل قتلوا وجرح 19 آخرون غالبيتهم مدنيون في اشتباكات عنيفة جرت أثناء الليل في بنغازي حين حاولت قوات حكومية طرد مقاتلين اسلاميين يتحصنون في المدينة.

وأغلقت أغلب محطات الوقود في طرابلس منذ اندلاع القتال بشأن المطار. وتركت مئات السيارات لأيام في طوابير طويلة عند محطات مختلفة بانتظار الوقود.

وقالت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان إن أزمة الوقود مشكلة أمنية بالأساس وليست بسبب نقص الامدادات.

وتبادل فصيلان متنافسان من الميليشيات اطلاق صواريخ جراد والقذائف والمدافع المضادة للطائرات في محاولة للسيطرة على مطار طرابلس الرئيسي على مدى نحو اسبوعين ما أدى الى وقف غالبية الرحلات الدولية.

وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يوم الخميس إن بلاده قد تخلي سفارتها في طرابلس بعد يوم من نصيحة الخارجية التركية للرعايا الأتراك في ليبيا بالمغادرة بسبب تدهور الوضع الأمني.

وأثرت المعارك أيضا على صناعة النفط الهشة في ليبيا وخفض حقل الفيل المهم الانتاج بسبب الاشتباكات وتراجع اجمالي الانتاج بنسبة 20 في المئة الى 450 الف برميل يوميا الاثنين الماضي.

وقال متحدث باسم المؤسسة الوطنية للنفط التي تديرها الدولة يوم الخميس إن الانتاج ارتفع الى 500 الف برميل لكنه قال إنه لم يحدث تقدم في اعادة فتح مرفأ البريقة النفطي بعد اتفاق مع محتجين لانهاء حصار هناك.

ويمكن لاعادة فتح البريقة ان تساعد في زيادة انتاج الخام باعادة تشغيل العمليات النفطية المعطلة في سرت.

واصبح قطاع النفط في الدولة العضو في اوبك هدفا اوليا للحصار من الميليشيات وغيرها من الجماعات المسلحة الساعية للضغط على الحكومة من اجل مكاسب مالية او سياسية.

وتأمل القوى الغربية أن يتيح انعقاد برلمان جديد في أغسطس اب بعد انتخابات برلمانية في يونيو حزيران للفصائل التوصل إلى تسوية سياسية بشأن الحكومة الجديدة.

وأصيب البرلمان السابق الذي عرف باسم المؤتمر الوطني العام بحالة من الجمود نتيجة للصراع بين الفصائل الاسلامية والقومية ويلقي كثير من الليبيين باللوم عليه في تعثر خطى البلاد على طريق الاستقرار السياسي والديمقراطية.

(إعداد عماد عمر للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية