مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ايران تلمح الى قبول اتفاق نووي مع القوى العالمية

طهران(رويترز) – قالت ايران يوم الاثنين إنها قد تقبل اتفاقا وضعته الامم المتحدة يقضي بأن ترسل كميات من اليورانيوم المخصب الى الخارج لمعالجته مناقضة بذلك تصريحات نواب رفضوا الخطة التي تسعى القوى العالمية الى اقرارها معتبرينها فخا.
وكان التصريح الايراني على لسان وزير الخارجية منوشهر متكي اكثر تصريحات كبار المسؤولين الايرانيين ايجابية حتى الان ويشير الى جدال محتدم بين المتشددين والمعتدلين في كواليس القيادة الايرانية المنقسمة بشأن امكان قبول الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنر ان من الضروري بشكل ملح أن تبرم القوى العالمية اتفاقا مع طهران لتجنب هجوم اسرائيلي.
وأضاف أن اسرائيل “لن تقبل وجود قنبلة ايرانية. نحن نعرف هذا.. كلنا. ومن ثم فهذا خطر اضافي يستلزم أن نقلل التوتر ونحل المشكلة. نأمل أن نوقف هذا السباق نحو المواجهة.”
وتابع في مقابلة نشرتها صحيفة ديلي تلجراف البريطانية “الوقت المتاح هو الوقت الذي ستتيحه لنا اسرائيل قبل أن تقوم برد فعل ذلك لان اسرائيل ستقوم برد فعل بمجرد أن تعرف بوضوح أن هناك تهديدا.”
وفي ايران يفحص مفتشون تابعون للوكالة الدولية للطاقة الذرية موقعا لتخصيب اليورانيوم قيد الانشاء لم تعلن عنه ايران الا اخيرا للتحقق من صدق قولها ان الهدف منه انتاج وقود منخفض التخصيب لاستخدامه في توليد الكهرباء وليس وقودا عالي النقاء لصنع اسلحة نووية.
وكانت الاتفاقات الاولية بشأن خطة الوقود النووي والسماح بزيارة موقع التخصيب الجديد قد أبرمت خلال محادثات رفيعة المستوى في جنيف بين ايران وست دول كبرى في الاول من اكتوبر تشرين الاول.
وتعتبر الدول الست هذه الاتفاقات اختبارا لمدى صدق ايران في قولها انها لا تريد اليورانيوم المخصب الا لاغراض سلمية كما تعتبرها أساسا لمفاوضات اكثر طموحا بشأن الحد من تخصيب اليورانيوم في ايران لنزع فتيل الازمة المتعلقة بطموحاتها النووية.
وقال متكي ان ايران اما سترسل كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب المتراكم لديها الى الخارج لمعالجته وتحويله الى وقود واما ستشتري الوقود من موردين خارجيين. وتريد ايران الوقود لاستخدامه في مفاعل ينتج النظائر المشعة للاغراض الطبية في طهران بدأ مخزونه من الوقود ينفد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية عن متكي قوله “للحصول على هذا الوقود قد ننفق المال كما كان الحال في الماضي أو قد نقدم جزءا من الوقود الموجود لدينا حاليا ولا نحتاجه في الوقت الراهن لمزيد من المعالجة.”
وقال ان ايران ستعلن قرارها “في الايام القليلة القادمة.”
ولم تلتزم ايران بمهلة انتهت يوم الجمعة حددها المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي للرد على الاقتراح الذي وضعه خلال مشاورات مع ايران وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة في فيينا الاسبوع الماضي.
وقال نواب بارزون منذ ذلك الحين انه ينبعي لايران الا ترسل اي جزء من احتياطياتها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج مشيرين الى أنه أحد الاصول الاستراتيجية التي لا تستطيع طهران التخلي عنها وهي تتعرض لضغوط غربية لتعليق التخصيب كلية.
لكن بعض المسؤولين أشاروا في تصريحات غير علنية الى أن من المرجح أن تقبل ايران الاتفاق في نهاية المطاف رغم انه ليس واضحا كمية اليورانيوم منخفض التخصيب التي ستوافق على ارسالها الى الخارج ومتى ستفعل ذلك.
وقال محلل في طهران طلب عدم نشر اسمه ان استنكار النواب لمشروع الاتفاق سيتيح لايران أن تصور موافقتها في النهاية على أنها تنازل كبير املا في أن يخفف هذا من حدة الضغوط عليها لتعليق التخصيب وهو خطوة تستبعدها.
وتدعو مسودة الاتفاق ايران الى ارسال نحو 80 في المئة من مخزونها المعروف من اليورانيوم منخفض التخصيب وقدره 1.5 طن الى روسيا لاخضاعه لمزيد من التخصيب بحلول نهاية هذا العام ثم الى فرنسا لتحويله الى ألواح وقود. وتعاد هذه الالواح الى طهران لاستخدامها كوقود في مفاعل للابحاث ينتج نظائر مشعة لعلاج السرطان.
وقال مبعوث ايران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان دور الولايات المتحدة سيكون تطوير اجراءات السلامة والاجهزة في المفاعل.
وتكمن فائدة الاتفاق بالنسبة للقوى العالمية في تأخير احتمال وصول ايران الى القدرة على صنع قنبلة من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي يكفي الان لصنع سلاح واحد لانها لو أرسلت 80 في المئة منه الى الخارج لاحتاجت الى قرابة عام لانتاج كمية بديلة بمعدل الانتاج الحالي.
ونقلت قناة العالم التلفزيونية الايرانية التي تبث ارسالها باللغة العربية عن نائب ايراني بارز قوله انه يجب ان ترسل ايران اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج على عدة مراحل من اجل مزيد من المعالجة.
وأضافت القناة نقلا عن علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي بالبرلمان “لان الغرب انتهك الاتفاقات مرارا في الماضي فيجب أن ترسل ايران اليورانيوم منخفض التخصيب الى الخارج تدريجيا وعلى عدة مراحل مع الحصول على الضمانات اللازمة.”
ويقول دبلوماسيون غربيون ان فكرة قيام ايران باستيراد وقود نووي من الخارج غير قابلة للتحقق وستمثل تكتيكا للمماطلة اذا سلكت ايران هذا السبيل حيث ان عقوبات الامم المتحدة تحظر التجارة معها في السلع النووية التي يمكن استخدامها في أغراض “التسلح” مثل اليورانيوم المخصب.
من رضا دراخشي

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية