عباس يحاول الاقتراب من الفلسطينيين
جنين (الضفة الغربية) (رويترز) - عقد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاء عاما نادرا خارج قصر الرئاسة يوم الثلاثاء كي يؤكد للفلسطينيين انه لا ظل للحقيقة في شائعات تقول إنه شجع اسرائيل على مهاجمة غزة.
وقال الرئيس الفلسطيني لحشد من 1500 طالب جعل كثير منهم يلتقطون صورا له حيث لم يروا من قبل الا صوره في الملصقات والتلفزيون إن تلك الشائعات اكذوبة نشرها خصومه في حركة حماس.
وقال عباس "هنا اجيب فقط على كلمة قيلت قبل امس من قادتهم (خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس).. يقول المتواطئون.. لو كنا متواطئين لما كنا نبهناهم مرة ومرتين وثلاث من اجل ما يجري وما يقرأ وما يكتب في الصحافة الاسرائيلية عن العدوان القادم."
وقال عباس إن زعماء حماس هربوا من المعركة وفروا الى سيناء في سيارات اسعاف وأنهم ليسوا ابطالا كما يتظاهرون خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استمر ثلاثة اسابيع على قطاع غزة في ديسمبر كانون الاول ويناير كانون الثاني.
والاتهام بالتواطؤ مع اسرائيل هو اسوأ اهانة يمكن ان توجهها حماس الى عباس. وقبل فترة ليست ببعيدة ما كان عباس ينزل من مكانته حتى لمجرد الحديث عن هذا الاتهام.
لكن عباس الان يتعرض لوابل من الاتهامات التي تشير الى انه فقد الاتصال بالناس وانه قد صار لعبة في يد الغرب غير قادر على الدفاع عن القضية الوطنية الفلسطينية بل انه قد يكون خائنا مستعدا لبيع القضية.
وطوال نحو خمس سنوات في السلطة نادرا ما اضطر عباس (76 عاما) الى ان يهتم بمنتقديه وكان يتخذ موقفا متعاليا واثر تجنب ممارسة السياسة على مستوى الشارع.
وقال أحمد حسين الذي كان يقف على مقعد لالتقاط صور لعباس فوق رؤوس طلبة من زملائه يلوحون بالاعلام حصلوا على عطلة بمناسبة الزيارة ان هذه كانت المرة الاولى التي يشاهد فيها الرئيس وانه يشعر بانفعال شديد ويأمل في ان يفعل الرئيس ذلك مرات ومرات.
ويسري احساس بأن هذا التأييد قد يكون دخل مرحلة تراجع لا يمكن وقفها وان حركة فتح التي يتزعمها ولم يكن من الممكن تحديها في وقت من الاوقات تحتاج الان الى القتال لاستعادة تأييد الفلسطينيين الذين حولوا انظارهم نحو ابطال المقاومة الاسلامية من حركة حماس الذين يعارضون السلام مع اسرائيل.
وكانت الرحلة الى جنين يوم الثلاثاء هي الاولى في خمس سنوات الى المدينة الرئيسية في شمال الاراضي الفلسطينية. وبعدما تولى الرئاسة كان عباس يسافر في اغلب الاحيان الى الولايات المتحدة والسعودية أكثر من الداخل.
وكان من الواضح انها كانت محاولة لحشد التأييد لكن لم تتجمع حشود في وسط البلدة لتصافحه. لكن عباس ربما غادرها متأخرا. وخلال حكمه لم يتحقق تقدم نحو سلام عادل مع اسرائيل أو قيام الدولة الفلسطينية.
وبدلا من السلام شهدت الحركة الفلسطينية أعمق انقسامات بلغت ذروتها في عملية الطرد المهينة لمقاتلي فتح من قطاع غزة على أيدي مقاتلي حماس في عام 2007 .
وبينما كان عباس يتحدث يوم الثلاثاء كانت طائرات حربية اسرائيلية تجري مناورات في أجواء المنطقة. وقام مئات من الحراس والشرطة المسلحين بحماية كل حركة من حركاته.
ولم يتمتع عباس أبدا بالسحر والجاذبية التي كان يتمتع بهما سلفه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
وقالت امرأة فيما وقفت الشرطة خارج بوابة حديقتها لحماية المسار المترب الذي سيمر فيه الرئيس "لم أهتم بالخروج ومشاهدته لانه على عكس عرفات لا يهتم بالناس العاديين."
وأضافت "كنت سأخرج لمشاهدة عرفات."
من دوجلاس هاملتون