مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مبارك يتهم إسرائيل بتقويض فرص السلام

القاهرة (رويترز) – اتهم الرئيس المصري حسني مبارك اسرائيل يوم السبت بتقويض فرص اقامة سلام مع الفلسطينيين وطالبها بالاستجابة لجهود تبذلها الولايات المتحدة ودول عربية لانهاء النزاع.
وقال في خطاب في اجتماع مشترك لمجلسي الشعب والشورى العائدين من العطلة الصيفية “أقول بعبارات لا تحتمل اللبس ان اسرائيل تقوض فرص السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها في محيط المسجد الاقصى ومواجهات مستوطنيها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف.”
وأضاف “أقول لقادتها انكم تضعون عقبات جديدة في طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة (الاسرائيلية) والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات السلام.”
وقال مبارك ان فرصة جديدة لاحياء عملية السلام لاحت في مطلع العام الحالي مشيرا بذلك الى سعي الرئيس الامريكي باراك أوباما لتحقيق حل الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية ومناشدته لاسرائيل أن توقف الاستيطان في أراض يطمح الفلسطينيون لاقامة دولتهم عليها.
ورفضت اسرائيل وقف الاستيطان خاصة في القدس الشرقية التي ضمتها وتعتبرها جزءا من عاصمتها الابدية. كما اشترطت أن يقبل الفلسطينيون بيهودية الدولة الاسرائيلية قبل أن تقر بحقهم في اقامة دولة وهو ما يعتبره فلسطينيون وعرب تقويضا لقضية اللاجئين وخطرا على عرب اسرائيل.
ويرى الفلسطينيون أن ادارة أوباما تقاعست لاحقا عن الضغط على اسرائيل لتوقف النشاط الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ومنذ سنوات تقول الدول العربية انها مستعدة للسلام وتطبيع العلاقات مع اسرائيل اذا انسحبت من كل الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967 ووافقت على قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عاصمتها القدس الشرقية وتوصلت مع الفلسطينيين الى حل عادل لقضية اللاجئين.
وعلى النقيض من نظرة برزت في الدول العربية السنية خلال السنوات الماضية تقول ان اتساع نفوذ ايران الشيعية في العالم العربي أخطر عليها من النزاع مع اسرائيل قال مبارك “سيظل غياب السلام العادل الخطر الاكبر في منطقتنا رغم تعدد المخاطر والتهديدات المحدقة بالشرق الاوسط بما في ذلك الجدل حول برنامج ايران النووي والوضع في أفغانستان بتداعياته على الساحة الباكستانية.”
ووسط النزاع المحتدم بين الغرب واسرائيل من جهة وايران من الجهة الاخرى حول الطبيعة الفعلية للبرنامج النووي لطهران وما اذا كان عسكريا أم مدنيا تثور مخاوف في دول عربية من أن أي تسلح نووي ايراني يمكن أن يصير أداة ابتزاز للعالم العربي.
وقال مبارك “أقول لهم (قادة اسرائيل) أوقفوا ممارساتكم في الضفة الغربية. ارفعوا حصاركم عن غزة. كفاكم تعنتا ومراوغة وامتثلوا لنداء السلام.”
لكن مبارك شدد على أهمية انهاء الانقسام الفلسطيني من أجل تحقيق ذلك.
وقال “مصر لن تقبل المزيد من المماطلة أو أن تستمر هذه الجهود ( التي تبذلها للوساطة بين حركتى فتح وحماس منذ أكثر من عام) الى ما لا نهاية.”
وتختلف فتح وحماس على العديد من المسائل أبرزها المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية والاتفاقات السابقة بين الجانبين والاعتراف باسرائيل مما يحعل أي مصالحة بينهما مصدرا لمشاكل في العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكل من اسرائيل والغرب.
من محمد عبد اللاه

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية