مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

نتنياهو يتوعد بمواصلة تدمير أنفاق غزة

أحد أفراد الدفاع المدني يشارك في جهود اطفاء حريق وسط انقاض منزل في غزة يوم الخميس. تصوير: محمد سالم - رويترز reuters_tickers

من نضال المغربي وميان لوبيل

غزة/القدس (رويترز) – قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إنه لن يقبل بأي وقف لإطلاق النار يمنع إسرائيل من إستكمال مهمة تدمير الأنفاق التي حفرها نشطاء فلسطينيون تحت الحدود بين غزة وإسرائيل.

وأشارت تقديرات الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء الى أن اكمال هذه المهمة التي دخلت أسبوعها الرابع بالفعل أمامه عدة أيام أخرى.

وقال نتنياهو في تصريحات في اجتماع موسع للحكومة في تل أبيب “نحن عازمون على إستكمال هذه المهمة باتفاق وقف إطلاق النار أو بدونه… لن أوافق على أي مقترح لن يتيح للجيش الإسرائيلي إكمال هذا الواجب المهم من أجل أمن إسرائيل.”

وتركت إسرائيل احتمال توسيع نطاق الهجوم البري في القطاع الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مفتوحا وقال مصدر عسكري انه يجرى استدعاء نحو 16000 من جنود الاحتياط باسرع وقت ليحلوا محل عدد مماثل من الجنود.

لكن القتال بات أقل حدة على ما يبدو عما كان عليه في الأيام السابقة هذا الأسبوع -وقتل أكثر من 100 يوم الأربعاء وحده.

وقال مسؤولو صحة في غزة إن 34 فلسطينيا قتلوا في هجمات إسرائيلية يوم الخميس منها ضربة جوية لمنزل في مخيم النصيرات للاجئين في وسط قطاع غزة أدى إلى مقتل 11 شخصا من أفراد عائلة واحدة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن أكثر من 90 صاروخا أطلقت من غزة على إسرائيل في العمق إلى حد ما. وأصيب شخص بجراح طفيفة بمقذوف من غزة ضرب بلدة كريات جات في جنوب إسرائيل.

وقال هيزي ليفي مدير مستشفى بازيلاي للقناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي إن ثلاثة جنود إسرائيليين أصيبوا -أحدهم بجروح خطيرة- بقذيفة مورتر أطلقت عبر الحدود. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن ثلاثة آخرين على الأقل أصيبوا لكن الجيش لم يقدم تفاصيل.

وقالت حماس إنها أطلقت صاروخا على تل أبيب قال الجيش إنه جرى اعتراضه.

وبدأت إسرائيل الهجوم على غزة يوم 8 يوليو تموز ردا على تصاعد الهجمات الصاروخية.

ويقول مسؤولون في غزة إن مالا يقل عن 1427 فلسطينيا معظمهم مدنيون قتلوا في القطاع المدمر وإن قرابة سبعة آلاف أصيبوا. وقتل 56 جنديا إسرائيليا في اشتباكات بغزة وأصيب أكثر من 400. كما قتل ثلاثة مدنيين اسرائيليين في الهجمات الصاروخية من غزة على إسرائيل.

ويواجه نتنياهو ضغوطا قوية من الخارج لسحب قواته. ودعت الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار من الجانبين في غزة للسماح بعمليات إغاثة إنسانية فيما تجرى مزيدا من المحادثات بشأن وقف الاعمال القتالية بشكل دائم.

والتزمت إسرائيل لفترة قصيرة بوقف لإطلاق النار يوم 15 يوليو تموز اقترحته مصر لكن حماس واصلت الهجمات قائلة انه تم تجاهل شروطها. ويقول مسؤولون مصريون إنهم وضعوا خطة معدلة لوقف إطلاق النار هذا الأسبوع وافقت عليها إسرائيل مؤقتا بينما لم تحسم حماس أمرها.

وثار غضب الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون يوم الأربعاء بسبب مقتل 15 فلسطينيا على الأقل في مدرسة تديرها الأمم المتحدة التي قالت إنها تعرضت لقصف إسرائيلي.

وقال بان “انه لأمر مشين ولا مبرر له. ويتطلب محاسبة وعدالة.”

وأدان البيت الأبيض اليوم الخميس الحادث. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست للصحفيين “قصف منشأة تابعة للأمم المتحدة تؤوي مدنيين أبرياء يفرون من العنف غير مقبول بالمرة ولا يمكن الدفاع عنه على الإطلاق.”

وطالبت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إسرائيل يوم الخميس ببذل المزيد لحماية حياة المدنيين أثناء عملياتها العسكرية في غزة.

وقال الكولونيل ستيف وارن المتحدث باسم البنتاجون في مؤتمر صحفي “الخسائر البشرية في صفوف المدنيين في غزة مرتفعة للغاية. وبات واضحا أن الإسرائيليين في حاجة لبذل المزيد حتى يرتقوا الى معاييرهم المتعلقة بحماية حياة المدنيين.”

وقالت نافي بيلاي مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان يوم الخميس إن إسرائيل هاجمت بيوتا ومدارس ومنشآت ومقار تابعة للأمم المتحدة في انتهاك على ما يبدو لاتفاقيات جنيف.

وأضافت بيلاي أن تصرفات إسرائيل تشكل على ما يبدو “تحديا متعمدا للالتزامات التي يفرضها القانون الدولي.

وقالت إسرائيل إن نشطاء هاجموا قواتها قرب المدرسة في جباليا وانها ردت بإطلاق النار. ولم تعقب إسرائيل على الفور على حادث آخر قرب الشجاعية قال مسؤولون فلسطينيون إن 17 شخصا قتلوا خلاله بسبب قصف إسرائيلي قرب سوق للخضر.

وقال الجيش الإسرائيلي انه يحقق في الأمر.

وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس إن مذبحة مدرسة جباليا تتطلب ردا مزلزلا. واستطاعت إسرائيل أن تقلص عدد الخسائر من الهجمات الصاروخية بفضل تسع بطاريات لاعتراض الصواريخ ضمن النظام المعروف باسم القبة الحديدية بالاضافة لصفارات الإنذار التي تدفع بالإسرائيليين إلى الملاجيء.

وفي بلدة بيت لاهيا بشمال غزة أفاد شهود ومسؤولون طبيون يوم الأربعاء بأن قذائف إسرائيلية سقطت قرب مدرسة أخرى تديرها الأمم المتحدة وأصيب 30 على الأقل كانوا يحتمون بالداخل بسبب الشظايا والزجاج المتطاير.

وتسببت الهجمات البرية الإسرائيلية على مناطق سكنية – والتي يسبقها تحذيرات بالإخلاء – في تشريد أكثر من 200 ألف من سكان غزة وعددهم 1.8 مليون فلسطيني. وتحولت البنية التحتية في القطاع الصغير إلى أنقاض مع انقطاع الكهرباء والمياه.

وتقول إسرائيل انها تحاول تفادي الخسائر المدنية وتلقي مسؤوليتها على حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية التي تقاتل من مناطق مأهولة.

وعبر الجانبان عن استعدادهما لقبول وقف إطلاق النار لكن شروطهما تتباين بشكل كبير. وتريد إسرائيل تجريد غزة من الأنفاق التي يتسلل منها النشطاء ومن مخزون الصواريخ. وتستبعد حماس ذلك وتسعى لرفع الحصار الخانق عن قطاغ غزة الذي فرضته إسرائيل إلى جانب التدابير الأمنية المشددة عند حدود مصر التي تعتبر الإسلاميين الفلسطينيين خطرا أمنيا.

وتعقدت المفاوضات بسبب أن إسرائيل والولايات المتحدة تدرجان حماس على قوائمهما للمنظمات الإرهابية بينما يختلف الوسطاء -مصر وقطر وتركيا- بشأن سياساتهم تجاه غزة.

وأنهت إسرائيل في أوائل عام 2009 حربا استمرت ثلاثة أسابيع في غزة بهدنة من جانب واحد التزمت بها حماس والجهاد الإسلامي وفصائل مسلحة أخرى أصغر.

وفي غياب اتفاق أمرت إسرائيل قواتها البرية بالتركيز على رصد مواقع شبكة الأنفاق وتدميرها. وتتسلل حماس عبر هذه الأنفاق لشن هجمات على البلدات الجنوبية وقواعد عسكرية.

وقال قائد القوات الاسرائيلية في غزة الميجر جنرال سامي ترجمان للصحفيين إن الجيش “لا يفصله عن تدمير كل أنفاق الهجوم سوى بضعة أيام.” وقال الجيش إنه عثر على 32 ممرا سريا حتى الآن وإن نصفها دمر.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون يوم الخميس “التقدم يتحقق بشكل مرض ونحن نواصل تعاملنا مع أنفاق الإرهاب… خلال المعارك يعثر الجنود على أنفاق جديدة ويجري تدميرها.”

وقال الجيش إن ثلاثة جنود إسرائيليين قتلوا يوم الأربعاء عندما انفجرت قنبلة كانت مخبأة عند مدخل نفق كانوا قد اكتشفوه في منطقة سكنية في جنوب قطاع غزة.

وأبدى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي لم يتمكن من زيارة المنطقة هذا الأسبوع لترتيب وقف لإطلاق النار تأييده للعمليات الإسرائيلية ضد الأنفاق.

وقال كيري في مقابلة أذاعها يوم الخميس قناة (إن.دي.تي.في) التلفزيونية الهندية “لا يمكن لدولة أن ترتضي التعايش مع وجود أنفاق محفورة تحت حدودها يمر من خلالها أناس يحملون أصفادا ومخدرات لخطف مواطنيها واحتجازهم مقابل فدية.”

(إعداد أشرف راضي للنشرة العربية – تحرير محمد هميمي)

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية