مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تيليكوم 2011: تطوير تكنولوجيات النطاق العريض يخدم أهداف الألفية

نصف سكان إفريقيا البالغ عددهم مليار نسمة يمتلكون هاتفا نقالا، ولا يستخدمونه للمهاتفة فقط Keystone

لا يُظهر الإقبال على المعلومات الجديدة وعلى تكنولوجيات الإتصال أي مؤشرات لتباطؤ في النمو مدفوعا بحركية الأسواق الناشئة، ومع ذلك ما زالت الفجوة الرقمية واسعة بين الشمال والجنوب.

يجتمع كبار السياسيين والقادة في قطاع الاتصالات هذا الأسبوع في جنيف في إطار مؤتمر”تيليكوم الاتحاد الدولي للاتصالات 2011″ لمناقشة مسالة تكنولوجيات النطاق العريض، والتي ينظر إليها على أنها العامل الأساسي المساعد على تحقيق أهداف الالفية الإنمائية بحلول عام 2015.

وقال حمدون توري، رئيس الإتحاد الدولي للإتصالات خلال مؤتمر بقاعة بالكسبو، حيث ينظّم معرض جنيف يوم الإثنيْن 24 أكتوبر 2011: “أن مقتنع تماما أن تكنولوجيا النطاق العريض ستكون تكنولوجيا التحدي في بدايات هذا القرن الجديد”.

ولا يخامر مدير الإتحاد الدولي للإتصالات أي ريب أو شك في أن تكنولوجيا النطاق العريض السريعة، ودائمة الإتصال بشبكة الإنترنت سوف “تحدث ثورة في حياة كل انسان، وفي أي مكان وجد هذا الإنسان”. وسوف تساعد على إحداث تحسينات جذرية في مجالات الصحة، والتعليم، والنقل، وقطاع الخدمات.

 وخاطب المشاركين في قمة القادة قائلا: “والأكثر أهمية في كل ذلك، أنها سوف تساعدنا على تسريع الخطى للتقدم نحو تحقيق أهداف الألفية في المجال الإنمائي”.

وواصلت تكنولوجيا المعلومات والاتصال من خلال تطورها وانتشارها خلال العقد الماضي دفع النموّ، خاصة في الأسواق الناشئة بعد ركود الإيرادات في الأسواق التقليدية الكبرى.

في نهاية عام 2010، بلغت نسبة انتشار الهاتف المحمول اكثر من 100% في 97 بلدا (في سويسرا مثلا، يفوق عدد الهواتف المحمولة عدد السكان وتصل هذه النسبة إلى 120%)، أما انتشار الإنترنت في جميع أنحاء العالم فقد ارتفع إلى 30%.

ووفقا للإتحاد الدولي للإتصالات، في الوقت الذي لا يزال أكثر من 2.6 مليار بشر يفتقرون إلى المراحيض وخدمات الصرف الصحي، نجد أن هناك 4 مليار اشتراك في الهواتف المحمولة في البلدان النامية. وقد بلغت نسبة انتشار الهاتف المحمول 70%. كما بلغت نسبة انتشار الإنترنت 21%.

الأثرياء مقابل الفقراء

يتيح الإنتشار السريع للإقتصاد الرقمي فرصا واسعة جدا. لكن توري، يحذّر من مخاطر خلق عالم  منقسم إلى “أثرياء النطاق العريض، وفقراء النطاق العريض”. ولا زال هناك الكثير مما يتعيّن القيام به بالنسبة لأفقر الفقراء، وهم حوالي 830 مليون نسمة يعيشون في أقل البلدان نموا، وتشمل هذه المجموعة 49 بلدا بحسب الامم المتحدة.


وفي حين ان عدد إشتراكات الهاتف المحمول في البلدان الأقل نموا قد ارتفع من مليونيْن إلى 280 مليون، وعدد مستخدمي الإنترنت إلى 38 مليون سنة 2010، فإن نسبة ازدياد انتشار الإنترنت لم تتجاوز 4.6% خلال نفس العام.

ورسمت لجنة النطاق العريض، والتي يوجد في عضويتها ممثلون عن القطاع الصناعي، والاوساط الأكاديمية، وبعثات حكومية، يوم الثلاثاء مجموعة من الأهداف سيكون على الحكومات تحقيقها، ومن بين تلك الأهداف ربط نصف السكان الفقراء على المستوى العالمي، و15% من سكان البلدان الأقل نموا، بتقنية النطاق العريض، بموفى 2015.

وأوضح توري أن هذه الأهداف “طموحة، لكنها قابلة للتحقيق”، إذا تعاونت الحكومة في ذلك مع القطاع الخاص.

متوفّر بشكل أكبر

انخفضت أسعار خدمات النطاق العريض بشكل كبير على مدى العقد الماضي، ومع ذلك ظلت الإنترنت عالية السرعة غير متوفرة في العديد من البلدان ذات الدخل المنخفض. في إفريقيا يبلغ متوسط تكلفة خدمات النطاق العريض الثابتة ما يوازي 290% من الدخل الشهري.

وأوضح بول كاغامي، رئيس دولة رواندا، في خطاب وجه للمؤتمرين عبر الفيديو: “لفترة طويلة جدا لم تتمكن البلدان النامية من المساهمة بشكل فعال في الإقتصاد العالمي وذلك ببساطة بسبب محدودية فرص وصولهم إلى خدمات النطاق العريض”. وبفضل خطط وطنية، أصبحت بلدان شرق إفريقيا رائدة في مجال خدمات النطاق العريض، واستخدام الهواتف النقالة”.

وفي حديث إلى swissinfo.ch، أوضح فالتر فوست، السويسري وأحد أعضاء لجنة تكنولوجيا النطاق العريض، والبالغ عددهم 60 فردا: “بالإمكان أن تصبح تكلفة هذه الخدمات أرخص بكثير لو استثمرت الحكومات في البنيات التحتية الاساسية، ودفع المستخدمون لتكلفة الخدمات التي استفادوها”.

نموذج الأعمال

بالنظر إلى القطاع الخاص، أصبح عمل تيليكوم الإتحاد الدولي يتم في بيئة صعبة جدا، مع مزيد من المنافسين، وتشديد للقواعد التنظيمية، وضيق هامش الحرية. ويسود شعور هنا بأن هناك حاجة ماسة لكي تعيد الشركات التقليدية التفكير في نماذج الأعمال المتبع لديها.

وقال ستيف كولاّر، المدير التنفيذي لشركة الاتصالات الساتلية: “لم نفلح إلى حد الآن في التوصّل إلى حل صحيح لتوفير الخدمة باسعار معقولة في الأسواق الناشئة، حيث تتحقق حاليا نسب النمو المهمة”. وأضاف: “إلى حين نقوم بذلك، سوف يتعقّد الوضع أكثر”. كذلك إيجاد ما يكفي من تغطية الخدمات اللاسلكية ذات النطاق العريض أمر يحظى بانشغال كبير.

أما إريك لوب، رئيس دائرة التجارة الدولية وفريق عمل تكنولوجيا المعلومات فقد قال في بيان صدر الاسبوع الماضي: “من الأهمية بما كان ألا يتم خنق إمكانيات كبيرة وغير مسبوقة في مجال خدمات أتصال النطاق العريض المحمول فقط لأنه لا توجد اطياف كافية”.

أما بالنسبة لفوست ، يحتاج تليكوم الإتحاد الدولي للإتصال إلى أطياف إضافية لتلبية مطالب المذيعين “الذين ليسوا في عجلة من أمرهم للتغيير”، وهم على استعداد للإشتراك في مفاوضات شاقة، تماما كما هو بالنسبة للعسكريين الذين يحتاجون هم أيضا للأطياف للإتصال”. 

يجمع معرض تليكوم العالمي أكبر الأسماء العالمية في مجال  الاتصالات السلكية واللاسلكية وصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في جميع أنحاء العالم.

يحضر هذا الحدث في جنيف عام 2011 ، الذي يمتد من 24 إلى 27 أكتوبر 250 من قادة العالم، بمن فيهم رؤساء الدول، ورؤساء بلديات المدينة، ورؤساء شركات الاتصالات الكبرى وغيرها من خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ينتظر أن يحضر هذا الحدث المهم نحو 250 عارض و 5000 مندوبا. وقد قدمت للمشاركة في المعرض اريكسون، اتصالات ، فوجيتسو ، هواوي، وإنتل ، KDDI، ومايكروسوفت، وشركة NTT، إن تي تي دوكومو، هاتف س، تلكوم، تورك تليكوم، وشركة ZTE.

لقد تغير وجه الاتصالات في العالم، وتم الابتعاد عن الأحداث العامة الجالبة للصخب والضوضاء كما كان الحال في التسعينات، وظهرت منتجات جديدة، وبات التركيز على المتخصصين في هذا القطاع، وارتفع مستوى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

انخفض عدد الزوار من 200،000 إلى 40،000 في عام 2009. وسوف يصبح هذا المعرض حدثا سنويا مهما وسيقام في دبي في عام 2012، وقد يعود بعدها إلى جنيف في عام 2013.

(نقله من الإنجليزية وعالجه عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية