مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل تستطيع المرايا الفضائية إنقاذ كوكب الأرض؟

رجل يفق في المطر
هل ينبغي للإنسان أو يجب عليه التلاعب بالمناخ؟ Keystone / Channi Anand

قد تساعد التقنيات الحديثة التي تمنع الإشعاع الشمسي أو تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو في معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري. سويسرا تدعو إلى قرار للأمم المتحدة لتقييم الفرص والمخاطر لما يسمى بالهندسة الجيولوجية.

عادت الهندسة الجيولوجية لتصبح موضوعًا ساخنًا مرة أخرى، بعد أنّ اعتبرت لفترة طويلة بديلاً غير مرجح للحد من ارتفاع درجات الحرارة، وذلك بفضل التقدم العلمي من جهة وتلكؤ أصحاب القرار السياسي من جهة أخرى . على الرغم من التقارير العلمية والاتفاقيات الدولية بشأن تغير المناخ، ما زالت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تعاند وتحافظ على مستوياتها المرتفعةرابط خارجي.

أما هندسة المناخ فعلى الرغم من وجود شكوك قوية حول جدواها، إلا أن خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة (في الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ) يجادلون بأنها يمكن أن تمثل “تدبيرا تصحيحيا” مؤقتًا. وقال المكتب الفدرالي للبيئة في سويسرا إن البلاد تفضل أيضًا عدم الاعتماد على “حل طارئ محفوف بالمخاطر”. ومع ذلك، من الضروري وجود أكبر عدد ممكن من الخيارات على الطاولة لمعالجة تغير المناخ، حسبما ذكر مكتب البيئة في منشور حديثرابط خارجي.

في هذا السياق، قدمت سويسرا مقترحاً حول “الهندسة الجيولوجية وحوكمتها”رابط خارجي إلى برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) رابط خارجيفي وقت سابق من هذا العام 2019. كما قال فرانز بيريز، السفير السويسري للبيئة، لـ swissinfo.ch إن “الهندسة الجيولوجية يمكن أن يكون لها تأثيرات عالمية. لذلك ندعو إلى حوار دولي لفهم المخاطر والفرص المحتملة بشكل أفضل وتقييم الحاجة إلى سلطة تتولى مهمة الإشراف”.

المزيد

المزيد

التلاعب بالمناخ قد يُسهم في مكافحة الإحترار العالمي

تم نشر هذا المحتوى على ما تزال انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون الى الغلاف الجوي في تصاعد مُستمر، كما يبدو أن التوصل إلى اتفاق عالمي بشأن تغير المناخ لا زال بعيد المنال. إذن، أين تكمُن المشكلة في محاولة اللجوء الى استخدام التقنيات التي يمكن أن تُغيّر المناخ بشكل مُصطنع؟

طالع المزيدالتلاعب بالمناخ قد يُسهم في مكافحة الإحترار العالمي

وأعرب عن أمله في أن يتم تبني القرار في جمعية البيئة التابعة للأمم المتحدة والتي ستعقد في كينيا هذا الأسبوع بدعم من عشرات الدول. في حالة الموافقة، سيُطلب من برنامج البيئة تقديم تقرير مفصل عن الهندسة الجيولوجية بحلول عام 2020.

علماً أنّ وجهات النظر حول هذا الموضوع لا تحظى بالإجماع وليس من الواضح ما ستؤدي إليه مناقشات نيروبي من نتائج، حيث يخضع استخدام تقنيات الهندسة الجيولوجية إلى التأجيل بسبب الفجوات في المعرفة العلمية والمخاطر الاجتماعية والبيئية، وفقًا لمقال نٌشر في مجلة نيتشر (Nature) الشهيرة.

حقن الهباء في الغلاف الجوي الطبقي والمرايا في الفضاء

يمكن تصنيف التدخلات الهندسية المناخية (أو الجغرافية) إلى فئتين رئيسيتين: إزالة ثاني أكسيد الكربون من الجو والسيطرة على الإشعاع الشمسي الذي يصل إلى الأرض (إدارة الإشعاع الشمسي، SRM).

صورة لعملية العكس
يتم إطلاق الهباء الجوي، على سبيل المثال، جزيئات الكبريت، في الغلاف الجوي فتشكل نوعًا من المراية العاكسة، التي ترد جزء من أشعة الشمس. Hughhunt

النهج الأول ينطوي على تغيير النظم الإيكولوجية بحيث يمكن زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون التي يتم امتصاصها من الكتلة الحيوية الأرضية والبحرية. ونشر كبريتات الحديد على سطح المحيطات، على سبيل المثال، لتعزيز نمو الطحالب التي تؤثّر على ثاني أكسيد الكربون من خلال التمثيل الضوئي.

يتضمن أحد الحلول الهندسية الجيولوجية المبتكرة استخدام “مكانس الفراغ” لتصفية ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وهي تقنية تبحث فيها شركة كلايم وورك (Climeworks) السويسرية الناشئة. يوضح هذا الفيديو التالي كيفية عمل هذا النوع من الفلاتر:

بالإضافة إلى تركيب المرايا العملاقة في الفضاء، تشمل تقنيات إدارة الإشعاع الشمسي زيادة انعكاسية سطح الأرض والسُحُبِ والغلاف الجوي. ومن بين هذه الحلول التي يتم دراستها بكثرة والتي تعدّ واعدة، هي إدخال الهباء الجوي (Aerosols) في الخلاف الجوي الطبقي باستخدام الطائرات أو القذائف أو البالونات. سيكون التأثير الناتج مشابهًا لتأثير الانفجارات البركانية.

ليس من الخيال العلمي

من الذي يقرر التكنولوجيا التي يجب استخدامها؟ من سيتحمل المسؤولية السياسية ومن سيكون لديه السيطرة التقنية؟ من سيتحمل المسؤولية عن الآثار الجانبية غير المتوقعة؟ هذه بعض علامات الاستفهام المطروحة حول الهندسة الجيولوجية والتي على عكس التقنيات المستخدمة في المطر الاصطناعي، لها تأثير عالمي طويل المدى.

قال فرانز بيرز لكلايمت هوم نيوز (Climate Home News)رابط خارجي: “هناك خطر من إمكانية تطبيق الهندسة الجيولوجية من قبل شخص ما دون أي رقابة دولية، ونحن قلقون للغاية بشأن ذلك”.

“البعض يختبر بالفعل إدارة الإشعاع الشمسي، والبحث العلمي مستمر بالفعل. لم يعد بإمكاننا أن نغمض أعيننا وأن نقول: “هذا مجرد خيال علمي”.

1877: اقترح باحث أمريكي تغيير اتجاه تيار كوروشيو الحالي عبر مضيق بيرنغ. الهدف من ذلك: زيادة درجات الحرارة في القطب الشمالي بنحو 15 درجة مئوية.

1929: اقترح فيزيائي ألماني تركيب مرايا عملاقة على محطة فضائية لتركيز الإشعاع الشمسي على سطح الأرض وجعل أقصى شمال الكوكب صالحًا للسكن.

1945: لاحظ مدير اليونسكو أن انفجار القنابل الذرية في المناطق القطبية قد يتسبب في زيادة في درجة حرارة المحيط المتجمد الشمالي وارتفاع درجات الحرارة في المناطق المعتدلة الشمالية.

1967-1972: خلال حرب فيتنام، أطلق الجيش الأمريكي يوديد الفضة في السحب لتمديد فترة الرياح الموسمية.

1989: قدر عالم المناخ الأمريكي أنه يمكن عكس 2% من ضوء الشمس باستخدام درع فضاء يوضع في مدار الأرض.

2006: اقترح الكيميائي الهولندي بث جزيئات الكبريت في الجو لامتصاص جزء من أشعة الشمس وخفض درجة حرارة الأرض.

2010: نجح الباحثون في جامعة جنيف في خلق أمطار اصطناعية بفضل الليزر القادر على تكثيف قطرات الماء في الجو.

ترجمة: ثائر السعدي 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية