مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات
لمكافحة الإرهاب.. سويسرا تعزّز ترسانتها القانونية

مشروعات استباقية سويسرية بهدف مكافحة التطرّف العنيف

إجراءات أمنية مشددة في جنيف
عون سويسري من شرطة مراقبة الحدود بمنطقة باردوناي القريبة من جنيف يوم الجمعة 11 ديسمبر 2015، في ذلك اليوم، وفي ظل اجراءات أمنية إستثنائية، كانت أجهزة الامن السويسرية تبحث عن أربعة رجال يشتبه أنهم من العناصر الإرهابية. Keystone

تنظر السلطات السويسرية في وسائل مختلفة لتطوير الخدمات الأمنية وعمليات المراقبة لتفادي العنف بسبب التطرّف، لا سيما الأعمال التي يرتكبها الشبان.  

صحيفتا “لوماتان ديمانش”، الناطقة بالفرنسية و”سونتاغس تسايتونغ” الناطقة بالالمانية أشارتا يوم الأحد 11 يونيو الجاري إلى تطوير سويسرا لطريقة جديدة تتمثّل في جملة من المحددات التي يساعد الأخذ بها أثناء التحليل إلى تحديد الأشخاص الخطرين، لا سيما معتنقي الفكر الجهادي. وقد بدأت الشرطة الألمانية بالفعل في استخدام هذه الطريقة منذ أسابيع قليلة.

عمليا، يقوم برنامج معلوماتي يطلق عليه “RADAR -iTE”، بناءً على الأجوبة التي تقدّمها أجهزة الشرطة على سلسلة من الأسئلة، بتقييم جدية المخاطر بارتكاب مشتبه به أعمال عنف. ويُمكن للبرنامج بناءً على ذلك اعتبار إمكانية مرور المشتبه به لإرتكاب عمل إجرامي احتمالا “معتدلا”، أو “أعلى من المتوسّط” أو ” مرتفعا”.

طوّر هذه الطريقة في التحليل جيروم أندراس، المسؤول الثاني بقسم خدمات التحليل النفسي والعلاج النفسي بمكتب تنفيذ العقوبات بكانتون زيورخ، والأستاذ بجامعة كونستونت (ألمانيا). ويتعاون هذا الخبير الذي يركّز جهوده منذ سنوات على كشف هوية الجهاديين المحتملين، مع شرطة مكافحة الجريمة بألمانيا.

أسبوعية “لوماتان ديمانش” نقلت عن أندراس قوله أن هذه المعايير من شأنها أن “تخفف العبء على الشرطة”، ولكن “يجب أن نبقى واقعيين”، يضيف الخبير “فحتى لو كان الشخص تحت المراقبة المستمرّة، لا يُمكننا أن نفعل شيئا إذا قرّر [المُشتبه فيه] فجأة دهس المارة من حوله”.

أما النتيجة الأكثر إثارة لهذه الطريقة فهو رفضها القاطع لفكرة أن التعصّب الديني هو المحرّك الأساسي لهذا التوجّه العنفي، بل بدلا من ذلك، تقول إن الميول العنيفة أو تاريخ الشخص في ارتكاب أعمال عنف، هي أكثر أهمية بكثير. كما أن الإصابة بمرض نفسي في الماضي، خاصة في حالة الشباب، هي من العوالم المهمّة والمؤثّرة أيضا.

مشروع وقاية جديد

في الوقت نفسه، أطلق المكتب الفدرالي للتأمينات الإجتماعيةرابط خارجي مشروعا لوقاية الشبان الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و25 سنة من اللجوء إلى التطرّف العنيف.

وطبقا لما ذكر العدد الأسبوعي من صحيفة “نويه تسورخر تسايتونغ”، فإن المشروع يتوجّه إلى الشبان الذين قد يتم تجنيدهم عبر مواقع التواصل الإجتماعية أو ألعاب الكمبيوتر. وكمثال على ذلك، تصف الصحيفة لعبة إلكترونية عنيفة حيث يسجّل اللاعبون نقاطا عبر السرقة، ورمي القنابل، وإطلاق النار على الناس. والضحايا المفترضون ليسوا “مجرمين” بل “غير مؤمنين”.

وهدف المكتب الفدرالي للتأمينات الإجتماعية هو مكافحة الدعاية التي تحرّض على التطرّف العنيف، سواء بدوافع سياسية أو دينية. وتعتزم الحكومة السويسرية، بحلول نهاية عام 2018، تقديم الدعم لثلاثة أو أربعة مشاريع إعلامية تضطلع بها منظمات غير ربحية. ويبلغ الدعم الموجّه لكل مشروع على حداه 30.000 فرنك سويسري، والموعد النهائي لتقديم المشاريع هو شهر أغسطس المقبل.

ومنذ بضعة أشهر، تقوم شبكة الأمن السويسرية بإزالة مواد على علاقة بالدعاية الإرهابية من الإنترنت ومن بينها صور ونصوص وفيديوهات.

(ترجمه من الإنجليزية وعالجه: عبد الحفيظ العبدلي)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية