مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مونديال 2018 لروسيا.. وقطر أول بلد عربي يستضيف نهائيات كأس العالم في 2022

الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر، يرفع كأس العالم عقب اختيار بلاده كدولة مضيفة لمنافسات كأس العالم لكرة القدم لعام 2022 بمقر الفيفا بزيورخ يوم 2 ديسمبر 2010. swissinfo.ch

في زيورخ، أعلن السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الفيفا أن اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم اختارت روسيا لاستضافة نهائيات كأس العالم 2018 ودولة قطر لمونديال 2022.

وكان سباق استضافة كأسي العالم 2018 و2022 بلغ مراحله النهائية حيث أدلى 22 عضوا في اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم بعد ظهر الخميس في زيورخ باصواتهم من أجل اختيار الملفين الفائزين بشرف احتضان أكبر تظاهرة كروية ورياضية في العالم.

وبعد نصف ساعة من التأخير عن الموعد المحدد، كشف بلاتر، عن هوية مستضيفي نهائيات كأس العالم 2018 و2022 أي روسيا وقطر على التوالي بحضور ممثلين من عالم السياسة والرياضة وعدد من الشخصيات البارزة الذين قدموا إلى سويسرا للدفاع عن ملفات بلدانهم.

كما استأثر الحدث باهتمام واسع من طرف وسائل الإعلام، حيث حصل أكثر من 1000 صحفي على بطاقة الإعتماد الرسمية، في حين قامت 70 قناة تلفزيونية بنقل لحظة الإعلان مباشرة على الهواء.

وكان المرشحون التسعة بدأوا يوم الأربعاء في تقديم الحجج والبراهين لدعم ملفاتهم في مقر الفيفا، حيث كانت الكلمة من نصيب البلدان المرشحة لاستضافة نهائيات 2022 أولاً، مع منح ساعة واحدة لكل ملف ترشيح، واستهلت أستراليا العملية تلتها جمهورية كوريا الجنوبية ثم قطر فالولايات المتحدة و اليابان. وفي اليوم التالي، أي الخميس 2 ديسمبر، منحت الكلمة إلى الدول الساعية إلى احتضان نهائيات 2018، وفي الصباح تم تقديم ملف بلجيكا/هولندا المشترك متبوعاً بملف أسبانيا/البرتغال، ثم انجلترا وروسيا في منتصف اليوم.

وعقب مرحلة تقديم العروض، اجتمعت اللجنة التنفيذية للإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للتصويت على مستضيفي نهائيات كأس العالم 2018 و2022 ثم أعلن الرئيس جوزيف سيب بلاتر في الساعة الرابعة والنصف بالتوقيت المحلي عن أسماء البلدين المحظوظين بعد أن قام بالكشف عن نتيجة الإقتراع الموجودة في الظرف المتعلق بكل دورة من الدورتين.

ملف قطر جذب الأنظار.. وأقنع في النهاية

ومع أن الصراع بدا قويا على احتضان نسختي المونديال، وأشارت بعض الدلائل في الايام الاخيرة الى احتمال انحصار الصراع في الدور النهائي لكأس العالم 2018 بين الملف الاسباني -البرتغالي المشترك، وروسيا، فان الساعات الاخيرة شهدت تطورات داراماتيكية كان ابرزها قرار رئيس وزراء روسيا فلاديمير بوتين عدم المجيء الى زيورخ لدعم ملف بلاده معتبرا بانه لا يريد الضغط على اعضاء اللجنة التنفيذية. وقد أخطأت الصحف الروسية الصادرة يوم 2 ديسمبر حينما ذهبت إلى أن قرار بوتين بعدم التوجه الى سويسرا يعتبر بمثابة مؤشر إلى تراجع اسهم الملف الروسي بل إن ما حدث كان العكس تماما.

اما في ما يتعلق بنسخة مونديال 2022، فقد تمكنت دولة قطر من رفع أكبر تحد رياضي لها وأصبحت اول دولة عربية تنال شرف الاستضافة وتجلب الكأس العالمية للمرة الاولى الى منطقة الشرق الاوسط. وقال المسؤولون القطريون إنهم يهدفون لأن يكون ملفهم بداية مفهوم جديد لنهائيات كأس العالم لكرة القدم بما يتناسب مع رغبات عشاق الكرة المستديرة والمتطلبات البيئية واحتياجات المنتخبات المتأهلة الى العرس العالمي. من جهتها اعتبرت الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة امير قطر التي تحولت خصيصا إلى زيورخ بان الوقت قد حان لمنطقة الشرق الاوسط كي تنال شرف استضافة كأس العالم في كرة القدم من خلال ملف قطر 2022.

ولدى تقديمها يوم الأربعاء 1 ديسمبر للعرض الخاص والنهائي بملف بلادها توجهت الشيخة موزة بكلامها الى اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا والقت الضوء على الجوانب الإنسانية للملف اضافة الى التأثيرات الايجابية التي يمكن أن يُحدثها تنظيم بطولة بهذا المستوى على منطقة الشرق الاوسط على كافة المستويات.

وبدأت الشيخة موزة العرض بالسؤال: “متى بالنسبة لكم سيأتي الوقت لكي ينظم الشرق الاوسط كأس العالم؟”. وأضافت “عام 1930 منح الفيفا شرف التنظيم لاميركا اللاتينية للمرة الاولى، ثم جاء دور اميركا الشمالية من خلال استضافة الولايات المتحدة نسخة عام 1994 للمرة الاولى، ثم فوضتم الى آسيا فرصة اقامة كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وجاء اخيرا دور القارة الإفريقية من خلال اقامة النسحة الاخيرة في جنوب افريقيا”.

وأوضحت الشيخة موزة “لقد نجح فيفا في تغيير مجرى التاريخ وكانت كرة القدم وسيلة لتحقيق هذا الامر” ثم تابعت قائلة: “في حال منحتم ثقتكم لقطر، ستبعثون برسالة هامة الى هذه المنطقة المهووسة بكرة القدم وسنشعر بعد 92 عاما من انطلاق كأس العالم، باننا اصبحنا جزءا معترفا به من هذا العالم”. وختمت زوجة أمير قطر بالعودة الى طرح سؤالها الأول: “متى سيأتي الوقت المناسب لتنظيم كأس العالم في الشرق الاوسط؟. لقد حان الوقت الآن، هذه هي اللحظة”.

رشاوى واتهامات

وشهد اليومان الاخيران سباقا ضد الساعة من قبل مسؤولي مختلف الملفات المرشحة وهي أربعة تتعلق بنسخة عام 2018 (انكلترا وروسيا وملف مشترك لاسبانيا والبرتغال وآخر لهولندا وجارتها بلجيكا). في المقابل تتنافس خمس دول على شرف استضافة مونديال 2022 هي الولايات المتحدة واربع من آسيا هي قطر واستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.

وقد القت الرشوة بظلالها على سباق الاستضافة خصوصا في الشهرين الاخيرين بعد معلومات اوردتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية التي زعمت من خلال شريط فيديو ان النيجيري اموس ادامو، احد اعضاء المكتب التنفيذي للفيفا، طلب مبلغ 800 الف دولار (570 الف يورو) للتصويت لاحد البلدان المرشحة، وصورت لقاءه مع صحافيين “سريين” قدموا انفسهم وسطاء للتسويق لملف الولايات المتحدة في مونديال 2018، مقابل مبلغ من المال لمشروع خاص.

واوضحت الصحيفة ايضا ان رئيس الاتحاد الاوقياني ونائب رئيس الفيفا الهايتي رينالد تيماريي يريد 2،3 مليون دولار (1،6 مليون يورو) لمشروع اكاديمية رياضية في أوكلاند، كاشفة تباهيه ايضا انه تلقى عرضين من ممثلي ملفين اخرين للحصول على صوته.

واثر هذه المعلومات والحرج الذي اصاب الفيفا، فتح الاخير تحقيقا في 18 أكتوبر الماضي بحق العضوين وطلب من لجنة الاخلاق القيام بتحقيق معمق ومستقل في هذا الصدد، وبعد ثلاثة ايام قرر ايقاف العضوين مؤقتا قبل الاستماع اليهما.

وفي منتصف الشهر الماضي وبعد الاستماع الى دفاع عضوي اللجنة التنفيذية، اوقفت لجنة الاخلاق في الفيفا ادامو لمدة 3 اعوام مع تغريمه 10 الاف فرنك سويسري (7400 يورو)، فيما اوقف تيماري لمدة عام واحد مع غرامة بقيمة 5 الاف فرنك سويسري.

وتشوهت صورة الفيفا اكثر واكثر، عندما كشف شريط لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) يوم الاثنين 29 نوفمبر تلقي 3 اعضاء من اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي اموالا في اطار فضائح رشوة ايضا.

وحصلت الاذاعة على وثائق حصرية بخصوص مبالغ دفعها “انترناشيونال سبورتس اند ليجر” (اي اس ال) وهي مؤسسة تسويقية حصلت على الحقوق الحصرية لكؤوس عالم عدة قبل ابعادها عام 2001.

وتتعلق هذه الوثائق الداخلية لهذه المؤسسة بـ 175 دفعات غير قانونية في الفترة بين 1989 و1999 بقيمة 100 مليون دولار. وبحسب مجلة بانوراما لل”بي بي سي” فان هذه الدفعات كانت بهدف رشوة مسؤولين كبار في الاتحاد الدولي.

واشار المصدر الى دفعات لشركة “سانود” لصالح ريكاردو تيكسييرا عضو اللجنة التنفيذية ورئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. وكان تحقيق لمجلس الشيوخ البرازيلي عام 2001 اكد بان تكسييرا تسلم اموالا من شركة “سانود”.

واتهم الشريط ايضا رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم الكاميروني عيسى حياتو حيث تسلم 100 الف فرنك عام 1995، ونيكولا ليوز رئيس الاتحاد الاميركي الجنوبي بتسلمه ما مجموعه 730 الف دولار من “اي اس ال”.

2018: المرشحون أربعة
انجلترا وروسيا وملف مشترك لاسبانيا والبرتغال وآخر لهولندا وجارتها بلجيكا.

2022: خمس دول متنافسة
الولايات المتحدة وقطر وأستراليا وكوريا الجنوبية واليابان.

يتم الإعلان عن الفائز باحتضان مونديال 2018 على الساعة 15 بالتوقيت العالمي الموحد وبعد مرور 10 دقائق يتم الإعلان عن البلد المستضيف لكأس العالم لكرة القدم لسنة 2022.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية