مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السلطات السويسرية تحظر 300 مقطع فيديو عنيف خلال عام

The vast majority of the videos were blocked on the online video site Youtube
معظم مقاطع الفيديو التي تم حظرها كانت منشورة على منصة يوتيوت. Keystone

قامت السلطات السويسرية خلال العام الماضي بحظر 300 فيديو جهادي عنيف، كان معظمها منشورا على منصة يوتيوب. وفي الوقت الذي تميّزت فيه ردود فعل المنصّات الإلكترونية على مطالب السلطات السويسرية بسرعة الإستجابة، لم تتمكّن هذه الأخيرة من تتبع ناشري هذه الفيديوهات قضائيا نظرا لوجود خوادم حواسيبهم في بلدان أجنبية.

في سياق التثبّت من صحة المعلومات الواردة من المواطنين أو المتوصّل إليها من خلال عمليات الرصد التي يقوم بها جهاز الإستخبارات والشرطة الفدراليان، تخضع هذه المواد السمعية البصرية إلى دراسة معمّقة ومنهجية. وخلال الفترة الممتدة ما بين شهري مارس 2016 وأكتوبر 2017، حظرت السلطات السويسرية ما يزيد عن 300 مقطع فيديو منشور على موقع يوتيوب تظهر أعمال عنف أو تحرّض صراحة على ارتكاب أعمال عنف.

هذه المعلومات نقلتها صحيفتا “24 ساعة” الناطقة بالفرنسية والصادرة بلوزان، و“لوتسرنر تسايتونغ”رابط خارجي الناطقة بالألمانية والصادرة في لوتسرن يوم الثلاثاء 28 نوفمبر 2017. وأشارت الصحيفتان إلى أن الحكومة الفدرالية قد أكّدت بالفعل صحة هذه الأرقام الأسبوع الفارط في سياق ردّ مكتوب عن سؤال طرحه فرانز غروتّررابط خارجي، النائب البرلماني عن حزب الشعب السويسري (يمين متشدد).

وقالت كاتي ماريت، المتحدثة باسم المكتب الفدرالي للشرطةرابط خارجي: “إن معظم الأشرطة التي تم حظرها كانت على منصة يوتيوب، وبدرجة أقل على صفحات الفايسبوك”.

في السياق، تعتبر شركة غوغل الشرطة الفدرالية السويسرية “مُخبرا موثوقا”رابط خارجي، ما يعني أن تقارير هذا الجهاز وطلباته تحظى بأولوية ويتعامل معها عملاق الإنترنت بسرعة وجدية. وأضافت ماريت أن مواقع التواصل الإجتماعية الأخرى مثل فايسبوك وتويتر لديها هي الأخرى قنوات خاصة بإنفاذ القانون. 

في الأثناء، وخلال الفترة التي يتم خلالها دراسة الرد المكتوب الذي توجّهت به السلطات إلى شركات أو منصات الخدمات الإلكترونية، لا يُسمح ببث هذه الاشرطة العنيفة أو نشرها انطلاقا من سويسرا، وبالتالي لا تخضع للقانون الجنائي السويسري ولا تقع تحت طائلة التتبع القضائي بتهمة دعم المنظمات الإرهابية.

ومن الناحية العملية، تقوم الشرطة السويسرية بمجرّد اكتشاف شريط فيديو من هذا القبيل بالإتصال بنظرائها الأجانب على الفور بما يُمكّن من إجراء تحقيق في الخارج.

“سلطات أكبر”

في حديث إلى صحيفة لوتسرنر تسايتونغ، أوضح غروتر، النائب البرلماني عن حزب الشعب السويسري أن مقاطع الفيديو العنيفة تمثّل “خطرا على الدولة ومواطنيها”. ويعتقد هذا النائب أنه يجب على الحكومة السويسرية “منح سلطات أكبر لاتخاذ إجراءات ضد هذا النوع من الدعاية”.

في المقابل، أشارت كاتي ماريت إلى أن القانون الحالي لا يسمح للشرطة الفدرالية، على خلاف جهاز المخابرات الفدرالية، بإجراء تحقيق حول هذا النوع من أشرطة الفيديو دون سبب محدّد، ويتطلّب عملا كهذا الإشتباه أوّلا بشخص ما بكونه بصدد ارتكاب جريمة.

وأضافت ماريت: “نقوم بتوثيق مقاطع الفيديو التي نعثر عليها أثناء التحريات التي نجريها أو التي نبلّغ بها من قبل المواطنين”. وقالت إنه يتم اعداد تقريريْن كل أسبوع. أما بالنسبة لجهاز المخابرات الفدرالية فبإمكانه إجراء عمليات بحث منتظمة على شبكة الإنترنت كجزء من مهمّته المتمثلة في رصد الأنشطة الجهادية.

وفي وقت سابق من هذا العام، تعرّفت المخابرات السويسرية على 90 شخصا يُقيمون على التراب السويسري تقول إنهم يقعون “تحت خطر” النزعات الجهادية، وحددت 500 شخصا آخرين تعتبرهم “جهاديين” افتراضيين بسبب أنشطتهم على الإنترنت. 

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية