مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

هل يَحقُ لي اللجوء الإنساني وكيف أشاركُ في برنامج إعادة التوطين؟

مهاجرون أقاموا حفلة في محطة على الحدود اليونانية
27 مارس 2016: مُهاجرون أقاموا حفلة في محطة وصلوا إليها على الحدود اليونانية، في انتظار فتح المعابر الحدودية لهم للسماح لهم بالوصول إلى بلدان أوروبا الغربية عبر طريق البلقان، على أمل الحصول على حق اللجوء هناك. Keystone / Darko Vojinovic

من يعيش كابوساً في بلده أو في دول الجوار ويحلم بالحصول على حق اللجوء أو الهجرة إلى دولة أخرى أكثر استقرارا وحرية، يتعلق في كثير من الأحيان بأي بارقة أمل وقد يقع ضحية عمليات احتيال أو ربما يضّيع عمره في اللهاث وراء هدف، لا يعتمد تحقيقه على عوامل بشرية داخل دائرة تأثيره وإمكاناته.

هذا الواقع يواجهه ملايين البشر، حيث يشهد العالم حركة نزوح وتشريد غير مسبوقة، ففي نهاية عام 2018، تجاوز عدد اللاجئين في كوكبنا 70 مليون شخص، يقدم 57% منهم من سوريا وأفغانستان وجنوب السودان. 

لذا لم يكن من المستغرب أن نتلقى مئات الأسئلة والاستفسارات من قرائنا حول اللجوء إلى سويسرا. swissinfo.ch تحاول عبر سلسلة من المقالات الإجابة على أكثر الأسئلة المثارة من طرف قرائنا عن اللجوء وتفنيد الحقائق ودحض الأساطير المتعلقة بهذه المسألة في سويسرا.

هذه المقالة تركز على الأسئلة المرتبطة بحق  اللجوء الإنساني وفرص الحصول على تأشيرة إنسانية والمشاركة في برنامج إعادة التوطين الأممي.

لماذا لا يمكنني التقدم بطلب لجوء لسويسرا من خارج البلاد؟

ألغت سويسرا ما يسمى بإجراءات السفارة منذ سبتمبر 2012. لذلك لم يعد من الممكن تقديم طلب لجوء داخل أي بعثة دبلوماسية سويسرية بالخارج، بمعنى أنه لا يمكن التقدم بطلب لجوء إلا من داخل الأراضي السويسرية في مراكز اللجوءرابط خارجي (بما في ذلك مراكز التفتيش على الحدود).

ألا يعني غلق باب تقديم طلبات اللجوء في السفارات إجبار النازحين في منطقة الشرق الأوسط  على سلك طرق الهجرة غير القانونية؟

شروط الحصول على تأشيرة لدخول سويسرا صارمة، لدرجة أن العديد من اللاجئين لا يصبح لديهم خيار آخر سوى سلك طرق غير قانونية وغير آمنة. ولذلك، فإن المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين تدعو إلى إتاحة سبل قانونية وآمنة للسماح للاجئين بالوصول إلى سويسرارابط خارجي.

هل يحقُ لي الحصول على لجوء إنساني؟

هناك إمكانية التقدم بطلب للسفارة السويسرية للحصول على تأشيرة إنسانية، لكن فرص الحصول على هذه التأشيرة ضعيفة للغاية.

يمكن منح تأشيرة إنسانية في حال تعرض شخص ما لخطر يهدد حياته بشكل مباشر وجدي وملموس. يجب أن يكون الشخص في حالة طوارئ خاصة. وذلك على سبيل المثال، في حالة الحروب أو في حالة التعرض لخطر مباشر يهدد حياة الفرد.

يجب أن يتقدم المرء شخصياً بطلب التأشيرة الإنسانيةرابط خارجي داخل الممثلية السويسرية في الخارج. ونظرًا لقلة عدد التأشيرات الإنسانية، التي يتم إصدارها ولتضاؤل فرص الحصول على هذه التأشيرة، فمن الأهمية بمكان تقييم المخاطر المرتبطة بهذه الخطوة (على سبيل المثال ، المغادرة إلى دولة مجاورة إذا لم يكن هناك تمثيل سويسري في بلد المنشأ ).

وفي حالة كان الشخص موجودًا بالفعل في دولة ثالثة (أي في دولة أخرى غير بلد المنشأ)، فإن السلطات تنطلق من عدم وجود أي خطر على حياة الشخص. وكقاعدة عامة، لا يتم إصدار تأشيرة إنسانية للأشخاص الذين غادروا بالفعل بلدهم الأصلي.

من حيث المبدأ، ليست هناك رسوم على التأشيرات الإنسانية. ومع ذلك، فمن الممكن أن تفرض السفارة رسوماً على الطلبات التي تعتبرها السلطات السويسرية لا أساس لها أو التي تكرر تقديمها.

يمكن الطعن في رفض التأشيرة لدى أمانة الدولة للهجرة في غضون 30 يومًا. وقد يدفع المتقدم سلفاً مبلغاً قيمته 200 فرنك سويسري للنظر في الطعن.

من له الحق في إعادة التوطين في سويسرا؟

يعني برنامج “إعادة التوطين” نقل اللاجئين المعرضين للخطر بشكل خاص من بلد إلى آخر، حيث يمكنهم الاستقرار بشكل دائم. في المقابل، يُشارك عدد قليل من الدول (من بينها سويسرارابط خارجي) في برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

العدد الإجمالي للاجئين الذين قدمت المفوضية طلبات إعادة توطينهم
العدد الإجمالي للاجئين الذين قدمت المفوضية طلبات إعادة توطينهم إلى الدول والذين غادروا ليُعاد توطينهم. UNHCR

في عام 2018 غادر أكثر من 55,600 شخص إلى بلدان إعادة التوطين بمساعدة المفوضيةرابط خارجي. وكان العدد الأكبر من اللاجئين الذين غادروا من لبنان (9,800)، تليها تركيا (9,000) والأردن (5,100)، وأوغندا (4,000).

تحدد المفوضية اللاجئين الذين سيتم إدراجهم في برنامج إعادة التوطين وتقترحهم على الدول المعنية لإدماجهم. وفي نهاية المطاف، تقرر الدول من هم الأشخاص الذين سيتم قبولهم. في هذا الصدد، يعتمد اختيار اللاجئين على المعايير المحددة وتمرّ الإجراءات بمراحل متعددة.

لا مفر من القول بأن عدد الفرص المتاحة للاجئين لإعادة توطينهم أقل بكثير من عدد اللاجئين الذين يحتاجون فعلا إلى إعادة التوطين، لذا فإن المفوضية مضطرة إلى تحديد الأولويات حول الفئة المحتاجة بشكل أكبر للحماية وهؤلاء هم بالأساس ضحايا التعذيب واللاجئون المصابون بصدمات نفسية، واللاجئون المهددون بخطر الإعادة القسرية أو الاعتقال التعسفي، واللاجئون المرضى الذين لا يمكنهم الحصول على العلاج اللازم، واللاجئات المعرضات لمخاطر خاصة بسبب جنسهن (المرأة العازبة الوحيدة أو الأم المعيلة وحدها)، والأطفال المهددون (بعمالة الأطفال والقصر غير المرافقين).

جدير بالذكر أن الأمم المتحدة لا تقترح على بلدان إعادة التوطين طلبات اللاجئين المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة أو الذين يشكلون خطراً على حياة الآخرين.

المزيد

المزيد

حياةٌ جديدة للاجئين سوريين في سويسرا

تم نشر هذا المحتوى على بدأ أكثر من 100 لاجئ سوري حياة جديدة في سويسرا، التي وصلوا إليها ضمن برنامج تديره الأمم المتحدة لإعادة توطين سوريين، كانوا عُرضة لخطر كبير وفرّوا من الصّراع في بلادهم.

طالع المزيدحياةٌ جديدة للاجئين سوريين في سويسرا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية